السعادة (قصّةوعبرة)

Happy-people

كان رجل يبحث دوما عن السعادة ..
فمنذ أن كان صغيرًا، كان يريد أن يصبح لاعب كرة قدم أو مطربًا أو ممثّلا، لأن هذه المهن تملأ القلب فرحًا وسعادة.
لكنه عندما كبر، اكتشف أن السعادة في المال.
فعمل في التجارة وسافر وأصبح من أغنى الأغنياء.
أصبح الجميع يحترمونه، لكنّه لم يشعر بالسعادة.
فكان يعيش وحيدا في قصره، وباله في ماله ويخاف أن ينهار سوق المال فيخسر ثروته.
فكّر وقال: ” لا شك أن السعادة في السّفر “.
حمل حقائبه وسافر دار حول الأرض عدة مرات وفي النهاية شعر بتعب مميت لكنه لم يشعر بالسعادة.

فكّر ثانية وقال : “سأجد السعادة في الجلوس والكتابة “.
وبدأ يكتب المقالات والكتب واشتهر اسمه وبيعت قصصه بالملايين وظهرت صورته على أكثر المجلاّت شهرة.
لكنه لم يذق طعم السعادة، لأن الناس كان يهمُّها ما يكتب، ولم يفكّر أحد البتّه فيه هو ولا في حياته.

عندئذ قال الرجل : ” لا يوجد معنى للحياة فالسعادة لا وجود لها نهائياً “.
وقرّر أن يضع حدّاً لحياته وينتحر فقد يئس من هذه الحياة التي لا سعادة فيها.
وقف عند محطة القطار ينتظر قطارًا مناسبًا فيضع نفسه تحت عجلاته.

وفيما هو ينتظر، وصل قطار مليء بالعمال، وكانت واقفة بجانب الرجل على الرصيف امرأة شابة جميلة تحمل ابنها الصغير في يديها. نزل من القطار عامل شابّ رث الثياب يحمل حقيبته، وما إن رأى المرأة الواقفة وابنها حتى صاح فرحاً وركض صوبهما، فرمى الولد نفسه على صدر والده وتعانق الثلاثة وعلامات السعادة تشع من عيونهم.
ثم سارت هذه العائلة السعيدة مبتعدة وصيحات الفرح تخرج من أفواه أفرادها لتملأ المكان…

وقف الرجل فاغراً فاه مندهشاً..!
لقد وجد السعادة في آخر مكان كان يتوقع أن يجدها فيه ..!
وجدها في هذه العائلة.. وجدها في البساطة.. في الفرح بأبسط الأمور .. في اللقاء الحميم الذي جمع هذه الأسرة.. وجدها في بسمة طفل وعناق زوجة محبة..

إذاً..! السعادة موجودة… كل ما في الأمر هو أنه كان يبحث عنها في المكان الخاطئ…

Comments

comments

  • السعادة في الحياة

    السعادة في الحياة

    نحن نقنع أنفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج…. نستقبل طفلنا الأول…
    أو طفلا أخر بعده…
    ومن ثم نصاب بالإحباط لان أطفالنا مازالوا صغاراً….
    ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن…
    ومن ثم نحبط مرة أخرى لان أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن…
    ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم…

    ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.
    الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.
    فان لم يكن الآن، فمتى إذن؟
    حياتك مملوءة دوما بالتحديات….
    ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة اكبر على الرغم من كل التحديات.
    كان دائما يبدو بان الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.
    ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها… عقبة في الطريق يجب عبورها، عمل يجب انجازه، دين يجب دفعه، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة.

    ولكني أخيراً بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياة.
    وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لا وجود للطريق نحو السعادة.
    السعادة هي بذاتها الطريق.
    ولذلك فاستمتع بكل لحظة.

    لا تنتظر أن تنتهي المدرسة، كي تعود من المدرسة، أن يخف وزنك قليلا، أن تزيد وزنك قليلا، أن تبدأ عملك الجديد، أن تتزوج، أن تبلغ نهاية دوام الخميس، أو صباح الجمعة، أن تحصل على سيارة جديدة، على أثاث جديدة، أ ن يأتي الربيع او الصيف او الخريف أو الشتاء، او تحل نهاية الشهر أو شهر الأجازة، أن يتم إذاعة أغنيتك على الراديو، أن تموت، أن تولد من جديد. كي تكون سعيداً.

    السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها.
    لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن.
    عش وتمتع باللحظة الحاضرة.

    الآن فكر واجب على هذه الأسئلة:
    1. ما أسماء الأشخاص الخمسة الأغنى في العالم؟
    2. ما أسماء ملكات جمال العالم للسنين الخمس الماضية؟
    3. ما أسماء حملة جائزة نوبل للسنين العشر الماضية؟
    4. ما أسماء حملة اوسكار أفضل ممثل للسنين العشر الماضية؟
    لا تستطيع الإجابة؟ إنها أسئلة صعبة أليس كذلك؟
    لا تخف، لا احد يتذكرهم جميعا.

    التهليل يموت ويختفي ويضمحل….. الجوائز يسكنها الغبار
    الفائزون يتم نسيانهم بعد فترة قصيرة.

    الآن اجب عن هذه الأسئلة:
    1. أعط أسماء ثلاثة أساتذة اثروا عليك في حياتك الدراسية.
    2. أعط أسماء ثلاثة أصدقاء وقفوا معك في وقت شدتك.
    3. فكر في بعض الأشخاص الذين جعلوك تفكر بأنك شخص مميز.
    4. أعط أسماء خمسة أشخاص يعجبك قضاء وقتك معهم.
    هذه الأسئلة أسهل من تلك، أليس كذلك؟

    الأشخاص الذين يعنون لك شيئا في الحياة، لا احد ينعتهم بأنهم الأفضل في العالم، ولم يفوزوا بالجوائز وليسوا من اغنى أغنياء العالم.
    هؤلاء هم الذين يهتمون لك، ويعتنون بك، ويتحدون الظروف للوقوف إلى جانبك وقت الحاجة.

    فكر بهذا للحظة…. الحياة قصيرة جدا
    وأنت، إلى أي مجموعة من المجموعتين أعلاه تنتمي؟
    دعني أساعدك…. أنت لست من ضمن الأكثر شهرة في العالم، ولكنك احد الأشخاص الذين تذكرتهم عندما رغبت في كتابة هذا الموضوع لهم.

    في احد المسابقات فى اولمبياد سياتل، كان هناك تسعة متسابقين معوقون جسديا أو عقليا، وقفوا جميعا على خط البداية لسباق مئة متر ركض. وانطلق مسدس بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه.
    إثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار.
    فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي.
    فابطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه.
    وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه … عادوا كلهم جميعا إليه.
    فجلست بجنبه فتاة منغولية، وضمته نحوها وسألته: أتشعر الآن بتحسن؟
    فنهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معا.
    فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلا….
    الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه.

    لماذا؟
    لأننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بان الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا.
    الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز، حتى لو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن.
    إذا أرسلنا هذه الكلمات لآخرين فربما يساعدنا ذلك على تغيير قلوبنا نحن وقلوب غيرنا…

    الشمعة لاتخسر شيئا إذا ما تم استخدامها لإشعال شمعة أخرى

    Comments

    comments

  • Happy-people

    السعادة (قصّةوعبرة)

    كان رجل يبحث دوما عن السعادة ..
    فمنذ أن كان صغيرًا، كان يريد أن يصبح لاعب كرة قدم أو مطربًا أو ممثّلا، لأن هذه المهن تملأ القلب فرحًا وسعادة.
    لكنه عندما كبر، اكتشف أن السعادة في المال.
    فعمل في التجارة وسافر وأصبح من أغنى الأغنياء.
    أصبح الجميع يحترمونه، لكنّه لم يشعر بالسعادة.
    فكان يعيش وحيدا في قصره، وباله في ماله ويخاف أن ينهار سوق المال فيخسر ثروته.
    فكّر وقال: ” لا شك أن السعادة في السّفر “.
    حمل حقائبه وسافر دار حول الأرض عدة مرات وفي النهاية شعر بتعب مميت لكنه لم يشعر بالسعادة.

    فكّر ثانية وقال : “سأجد السعادة في الجلوس والكتابة “.
    وبدأ يكتب المقالات والكتب واشتهر اسمه وبيعت قصصه بالملايين وظهرت صورته على أكثر المجلاّت شهرة.
    لكنه لم يذق طعم السعادة، لأن الناس كان يهمُّها ما يكتب، ولم يفكّر أحد البتّه فيه هو ولا في حياته.

    عندئذ قال الرجل : ” لا يوجد معنى للحياة فالسعادة لا وجود لها نهائياً “.
    وقرّر أن يضع حدّاً لحياته وينتحر فقد يئس من هذه الحياة التي لا سعادة فيها.
    وقف عند محطة القطار ينتظر قطارًا مناسبًا فيضع نفسه تحت عجلاته.

    وفيما هو ينتظر، وصل قطار مليء بالعمال، وكانت واقفة بجانب الرجل على الرصيف امرأة شابة جميلة تحمل ابنها الصغير في يديها. نزل من القطار عامل شابّ رث الثياب يحمل حقيبته، وما إن رأى المرأة الواقفة وابنها حتى صاح فرحاً وركض صوبهما، فرمى الولد نفسه على صدر والده وتعانق الثلاثة وعلامات السعادة تشع من عيونهم.
    ثم سارت هذه العائلة السعيدة مبتعدة وصيحات الفرح تخرج من أفواه أفرادها لتملأ المكان…

    وقف الرجل فاغراً فاه مندهشاً..!
    لقد وجد السعادة في آخر مكان كان يتوقع أن يجدها فيه ..!
    وجدها في هذه العائلة.. وجدها في البساطة.. في الفرح بأبسط الأمور .. في اللقاء الحميم الذي جمع هذه الأسرة.. وجدها في بسمة طفل وعناق زوجة محبة..

    إذاً..! السعادة موجودة… كل ما في الأمر هو أنه كان يبحث عنها في المكان الخاطئ…

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • المحبة

    المحبة (قصة روحية)

    قيل إنَّ ناسِكَيْن كانا يسكنان معاً، وإنَّ أحدهما اكتسب محبّةً كبيرةً لقريبه وكان يدبر كلّ وسائل الراحة لأخيه ويعتني بخدمته، مقتنعاً أنَّ كلّ ما كان يعمله لأجل أخيه كان يعمله للمسيح. ولذلك فقد استحق نعمةً عظيمةً من الربّ بسبب محبته الفائقة اللطف والرّقة. ورأى الربُّ تواضعه الفريد ومحبته الكاملة، فأرسل ملاكاً ليباركه.

    ولأنَّ الأخ رأى في نفسه أنَّه لم يكن مستحقاً لمثلِ تلك النعمة، أخذ يقول للملاك:
    “لا شكَّ أنَّكَ أُرسلتَ إلى شخصٍ آخر، لأنني أنا غير مستحق”.

    ولـمَّا أصرَّ الملاك أن يباركه.
    قال الناسك: إن كان الربّ حقّاً قد أرسلك لكي تباركني أنا غير المستحق ، فَبَارِك الأخ الذي معي ولي ثقةٌ أنني سأكون مُباركَاً !

    “فلمَّا رأى الملاك عِظَمَ محبته ذُهل وقال له:
    “إنَّ الناموس يُوصي بأن تُحبَّ قريبك كنفسك، ولكنَّك تُحبُّ قريبك أكثر من نفسك، لذلك فإن القدير يبارككَ بنفسه”. ولـمَّا قال الملاك ذلك الكلامَ جاء صوتٌ من السماءِ من فم الربِّ مُبارِكاً الأخ ثلاثَ مرَّاتٍ بقوله … “فلتكن مُبارَكاً”.

    “علامة الكمال الروحي أن يفرح الواحد لتقدم قريبه وعلامة النّية السيئة أن يحزن الواحد لتقدم رفيقه”
    (القدِّيس أفرام السوري)

    Comments

    comments

  • أبانا الذي في السموات

    أبانا الذي في السموات (قصة روحية)

    دخلت إحداهن إلى الكنيسة للصلاة كعادتها و جلست على احد مقاعد الكنيسة و ابتدأت بالصلاة: أبانا الذي في السموات..
    و هنا سمعت صوتا يقول لها نعم أنا هو ماذا تريدين؟
    قالت بذعر أنا هنا لأتلو الصلاة الربانية
    فقال لها: اعرف فانا أراك تأتين كل يوم على أية حال أكملي الصلاة..
    تابعت السيدة صلاتها: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” أحقا تريدين مشيئتي أن تتم على الأرض؟
    فكيف إذا لا تهتمي لها في حياتك و تفعلين مشيئتك أنت طوال الوقت بلا مبالاة؟..
    أكملي الصلاة لنرى…

    رفعت السيدة عينيها و قالت بنبرة حزن: الحياة مليئة بالمغريات و من الصعب الوقوف أمامها !
    – “مليئة بالمغريات نعم و لكن لم تطلبي معونتي قط..”
    أكملي..
    و أخذت تكمل الصلاة: “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” ولماذا كنت تتذمرين بسبب معيشتك و تعترضين على ما عندك كل يوم دون رفع شكر بسيط لأجل خبزك اليومي الذي لم ينفذ قط؟
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة الصلاة و هي متفكرة بكل هذه الأمور : “اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا”
    و هنا أيضا قاطعها مجددا: ” متى أخر مرة غفرت لأخيك أو جارتك أو زميلتك في العمل ؟
    لماذا تطلبين الغفران و أنت لم تغفري؟ أنا أرسلت ابني الوحيد ليمت بدلا عنك على الصليب غفرانا لخطاياكي
    أما أنت فلم تغفري…
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة و الدموع ابتدأت تترقرق في عينيها ” و لا تدخلنا في تجربة”
    “أنا لم أدخلك في تجربة قط! أنت من كان يركض إليها لأنك كنت تقومين بما تمليه عليه إرادتك.
    لم تفكري يوما قط باستشارتي أو حتى طلب إرادتي في حياتك.
    أكملي الصلاة..

    – “بل نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد من الآن و إلى الأبد آمين”
    “لقد نجيتك من شرور كثيرة و لكنك كنت مشغولة بأمور الحياة فلم تعيريني اهتمامك و لم تلاحظي محبتي لك.
    يا ابنتي الصلاة هي اتصالك الشخصي بي..
    وعندما تأتي إلي لتصلي تكون إذني صاغية لصلاتك عندما تكون نابعة من القلب.
    الصلاة هي شركة معي و ليس فرض. فلا ترددي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك.”

    و هنا ابتدأت السيدة بالبكاء و رفعت عينيها نحو الصليب المعلق على حائط الكنيسة
    و قالت أشكرك أبي السماوي لأنك فتشت عني مرتين:
    مرة بموت ابنك على الصليب و مرة أخرى بجذبي إليك. اغفر لي أبتي و اقبلني ابنة لك.
    خرجت السيدة من الكنيسة و هي واثقة بان أبوها السماوي راض عن صلاتها البسيطة هذه لأنها كانت نابعة من القلب!

    “وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم. فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم”
    متى 6 :7 – 8

    Comments

    comments

  • طفلان فى مذود واحد

    طفلان فى مذود واحد (قصّة ميلادية)

    كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد.
    أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر.
    أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الإنبهار.
    البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.

    بعد الإنتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود.
    وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي.
    فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة.
    في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن.
    كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.

    انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد.
    وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا.
    بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله.
    أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!

    وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟
    شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة.
    وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود.
    بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: “عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟”
    فقلت له: ” أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لى يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟
    فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة…. وهكذا سألت يسوع، “لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟”
    ويسوع قال لي “أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي”.
    وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!!

    وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب.
    لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا.
    ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  قصص روحية

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>