إثبات وجود الله

إثبات وجود الله

مقدّمة: إنّ الله الذي نؤمن به ولا نراه هل يمكن إثبات وجوده؟

نعم يمكن إثبات وجود الله ببراهين عديدة.

1- من العقل: إنّ العقل لا يستطيع أن يصدّق وجود المخلوقات بدون خالق كما أنّه لا يستطيع أن يصدّق وجود بيت بدون بنّاء ولا طاولة بدون نجّار ولا ساعة بدون ساعاتي ولا سيّارة بدون مهندس!
قال القدّيس أغوسطينوس: إنّ الله لا نراه ونراه. لا نراه لأنّه روح بسيط غير مركّب لا يقع تحت حواسنا ونراه في مخلوقاته.
نقول في قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد آب ضابط الكلّ خالق السماء والأرض كلّ ما يُرى وما لا يرى.

2- من ترتيب نظام المخلوقات: في الزهرة والشجرة والخروف والإنسان. نظام عجيب.
فخذ من الإنسان مثلاً العين فتجد فيها ألوف العروق والشرايين لتؤدّي وظيفة النظر.
وهكذا القول عن كلّ عضو في جسم الإنسان والحيوان.
فأعظم مصنع كهرباء ليس فيه أسلاك بقدر ما يوجد في جسم الإنسان من عروق وشرايين.
إنّ مصنع الكهرباء الكبير الذي يتطلّب مئات العمّال والمهندسين يشتغلون فيه شهورًا ليجهزوه، لا يصدّق العقل أنّه تمّ وتجهّز دون عمّال ومهندسين.
كذلك لا يصدّق العقل بوجود نظام المخلوقات العجيب دون عامل ومهندس عظيم هو الله.
لنا في النحلة عبرة: يداها وأرجلها…

3- من حاجة الكون إلى حافظ يحفظه ومدبّر يدبّره: إنّ السيارة إذا لم يقدها سائق في مستقيم الطريق فإنّها تصطدم وتتدهور وتقتل كلّ من تصادفه في طريقها.
كذلك لولا وجود مدبّر لهذه الكائنات ولقوى الطبيعة الهائلة، لكانت الأمطار والثلوج والعواصف تخرّب الأرض، والشمس تحرقها.
والكواكب إذا اصطدمت وتطاير منها شرارات تفني الأرض.
ولنا عبرة بما يحدث أحيانًا من فيضانات وبراكين وهزّات أرضيّة.
فلو سمح الله الخالق المدبِّر للهزّات الأرضيّة، أن تستمرّ بضع دقائق لكانت تزيل كلّ بناء عن سطح الأرض.
وأمّا ما يحدث أحيانًا من أضرار بسبب هذه القوى فذلك يفهمنا حاجة هذه القوى إلى مدبّر حكيم يقودها.
إنّ حوادث اصطدامات السيّارات لا تثبت غياب السائق.

4- من فكرة وجود الله: إنّ فكرة وجود الله هي غزيرة في قلب الإنسان.
فالبشر حتّى القبائل المتوحشّة التي تعبد الشمس والقمر والعجل وغير ذلك من المخلوقات، تقرّ بعبادتها هذه بوجود الله الذي تجهل حقيقته إذ تظنّه الشمس أو العجل أو غيرها.
إنّ إنكار الشيوعيّة وجود الله لا يناقض برهان فكرة وجود الله في قلب الإنسان.
لأنّ الشيوعيّة هي مقاومة هذه الفكرة.
وهذا برهان على وجود هذه الفكرة في قلب الإنسان.
إنّ الشيوعيّة انتزعت فكرة وجود الله من الإنسان انتـزاعًا كما يُنـزع عضو من الجسم!

5- من التقليد: التقليد المنقول بالتسلسل من بدء البشريّة يثبت أنّ الإنسان منذ آدم إلى اليوم ينقل إلى خلفه فكرة وجود الله.
يذكر الكتاب المقدّس ملكصادق أنّه كاهن الربّ العليّ مع أنّه كان محاطًا بعبدة الأصنام.

6- من الأنبياء: الأنبياء هم الذين أوحى الله إليهم أمورًا كثيرة مستقبلة.
وقد تمّت كما تنبّأوا عنها. كلّم الله إبراهيم الخليل وطلب منه أن يقدّم له ابنه محرقة، وكلّم موسى وصنع على يده آيات وعجائب باهرة. ومن بعد موسى كلّم الله أنبياء كثيرين أثبت لهم كلامه بآيات وعجائب وهؤلاء الأنبياء أخبروا عن الله ودوّنوا كلامه تعالى بكتب مقدّسة.

7- من الكتب المقدّسة: إنّ الكتب المقدّسة التي أوحاها الله إلى الذين كتبوها تخبرنا عن الله وفي كلّ صفحة من هذه الكتب المقدّسة دلالة على وجود الله.
والعهد القديم ملآن من مخاطبة الله لشعبه. قال الله لموسى حين ظهر له في العليقة – أنا هو الكائن – أنا إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب (سفر الخروج 3).

8- من المسيح: إنّ المسيح الذي رأيناه وسمعناه ولمسناه قد أثبت أنّه الله بالعجائب الباهرة التي صنعها وقد قال إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالعجائب التي أصنعها (يو 10 – 37).
إنّ شخصيّة المسيح هي حقيقة تاريخيّة كحقيقة نبوليون والمير بشير والأمير فخر الدين المعني، ونيرون الظالم، والإسكندر، وأفلاطون وغيرهم من عظماء التاريخ.
إنّ الله كلّمنا في القديم بواسطة الأنبياء وفي هذه الأزمنة كلّمنا بابنه الحبيب (عبرانيّين 1 – 1).

صلاة:
أراك – يا ألله – في الزهرة العطرة، في العصفور الجميل، في الثمرة اللذيذة، في الجبال الشامخة، في البحار الشاسعة، في الينابيع العذبة، في الكواكب والنجوم الكثيرة، في الشمس التي تبهرني، أراك في كلّ موجود أوجدته لأجلي!!
أنا بحضرتك – يا ألله – ترى كلّ أعمالي وتعرف جميع أفكاري، وتطلّع على عواطفي، فاجعلني أعيش حسب رضاك ومسرّتك.
إلهي، في كياني ميل شديد وشوق إلى الحبّ. ولكن لا يوجد على الأرض حبّ يملأ قلبي. أحبّ شيئًا أو شخصًا ثمّ أتحوّل عنه لأنّه لا يروي قلبي. ليس حبّ يروي قلبي إلاّ حبّك يا ألله!!

خبر:
في الثورة الفرنسيّة الكبرى قال الكافر كاران لفلاّح تقي سنهدم كنائسكم وأبراج أجراسها.
أجاب الفلاّح: لا بدّ من أن تتركوا لنا النجوم في الفضاء فنعلّم أبناءنا أن يقرأوا فيها اسم الله تعالى.
لأنّ هذه الكواكب بنظامها تثبت وجود الله الذي تنكرونه أنتم.

اعتراض:
إنّ كثيرين ينكرون وجود الله بينهم علماء وفلاسفة!
ج: إنّ أكثر من كثيرين يؤمنون بوجود الله وبينهم علماء وفلاسفة ويثبتون وجود الله ببراهين تقنع العقل. وأنت الذي أعطاك الله نور العقل لتراه وتقتنع بوجوده. ماذا يهمّك من الذين ينكرون الله فأنت تصرّف بهدي عقلك!

خبر:
أنكر كافر وجود الله بحضور جمهور فلم يوافقه أحد من الحاضرين على رأيه فقال: لم يخطر ببالي أن يكون لي وحدي شرف إنكار وجود الله في بيت أناس أذكياء كهذا البيت.
فأجابته سيّدة البيت: ليس ذلك الشرف مختصًّا بك وحدك. بل كلبنا وحمارنا وبقرتنا وهرّتنا يشاطرونك هذا الشرف.
فخجل الكافر وصمت!

“كتاب إثبات العقائد الدينيّة ودحض الإعتراضات للأب ميخايل صافي”
منقول من موقع جنود مريم

Comments

comments

  • إثبات وجود الله

    إثبات وجود الله

    مقدّمة: إنّ الله الذي نؤمن به ولا نراه هل يمكن إثبات وجوده؟

    نعم يمكن إثبات وجود الله ببراهين عديدة.

    1- من العقل: إنّ العقل لا يستطيع أن يصدّق وجود المخلوقات بدون خالق كما أنّه لا يستطيع أن يصدّق وجود بيت بدون بنّاء ولا طاولة بدون نجّار ولا ساعة بدون ساعاتي ولا سيّارة بدون مهندس!
    قال القدّيس أغوسطينوس: إنّ الله لا نراه ونراه. لا نراه لأنّه روح بسيط غير مركّب لا يقع تحت حواسنا ونراه في مخلوقاته.
    نقول في قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد آب ضابط الكلّ خالق السماء والأرض كلّ ما يُرى وما لا يرى.

    2- من ترتيب نظام المخلوقات: في الزهرة والشجرة والخروف والإنسان. نظام عجيب.
    فخذ من الإنسان مثلاً العين فتجد فيها ألوف العروق والشرايين لتؤدّي وظيفة النظر.
    وهكذا القول عن كلّ عضو في جسم الإنسان والحيوان.
    فأعظم مصنع كهرباء ليس فيه أسلاك بقدر ما يوجد في جسم الإنسان من عروق وشرايين.
    إنّ مصنع الكهرباء الكبير الذي يتطلّب مئات العمّال والمهندسين يشتغلون فيه شهورًا ليجهزوه، لا يصدّق العقل أنّه تمّ وتجهّز دون عمّال ومهندسين.
    كذلك لا يصدّق العقل بوجود نظام المخلوقات العجيب دون عامل ومهندس عظيم هو الله.
    لنا في النحلة عبرة: يداها وأرجلها…

    3- من حاجة الكون إلى حافظ يحفظه ومدبّر يدبّره: إنّ السيارة إذا لم يقدها سائق في مستقيم الطريق فإنّها تصطدم وتتدهور وتقتل كلّ من تصادفه في طريقها.
    كذلك لولا وجود مدبّر لهذه الكائنات ولقوى الطبيعة الهائلة، لكانت الأمطار والثلوج والعواصف تخرّب الأرض، والشمس تحرقها.
    والكواكب إذا اصطدمت وتطاير منها شرارات تفني الأرض.
    ولنا عبرة بما يحدث أحيانًا من فيضانات وبراكين وهزّات أرضيّة.
    فلو سمح الله الخالق المدبِّر للهزّات الأرضيّة، أن تستمرّ بضع دقائق لكانت تزيل كلّ بناء عن سطح الأرض.
    وأمّا ما يحدث أحيانًا من أضرار بسبب هذه القوى فذلك يفهمنا حاجة هذه القوى إلى مدبّر حكيم يقودها.
    إنّ حوادث اصطدامات السيّارات لا تثبت غياب السائق.

    4- من فكرة وجود الله: إنّ فكرة وجود الله هي غزيرة في قلب الإنسان.
    فالبشر حتّى القبائل المتوحشّة التي تعبد الشمس والقمر والعجل وغير ذلك من المخلوقات، تقرّ بعبادتها هذه بوجود الله الذي تجهل حقيقته إذ تظنّه الشمس أو العجل أو غيرها.
    إنّ إنكار الشيوعيّة وجود الله لا يناقض برهان فكرة وجود الله في قلب الإنسان.
    لأنّ الشيوعيّة هي مقاومة هذه الفكرة.
    وهذا برهان على وجود هذه الفكرة في قلب الإنسان.
    إنّ الشيوعيّة انتزعت فكرة وجود الله من الإنسان انتـزاعًا كما يُنـزع عضو من الجسم!

    5- من التقليد: التقليد المنقول بالتسلسل من بدء البشريّة يثبت أنّ الإنسان منذ آدم إلى اليوم ينقل إلى خلفه فكرة وجود الله.
    يذكر الكتاب المقدّس ملكصادق أنّه كاهن الربّ العليّ مع أنّه كان محاطًا بعبدة الأصنام.

    6- من الأنبياء: الأنبياء هم الذين أوحى الله إليهم أمورًا كثيرة مستقبلة.
    وقد تمّت كما تنبّأوا عنها. كلّم الله إبراهيم الخليل وطلب منه أن يقدّم له ابنه محرقة، وكلّم موسى وصنع على يده آيات وعجائب باهرة. ومن بعد موسى كلّم الله أنبياء كثيرين أثبت لهم كلامه بآيات وعجائب وهؤلاء الأنبياء أخبروا عن الله ودوّنوا كلامه تعالى بكتب مقدّسة.

    7- من الكتب المقدّسة: إنّ الكتب المقدّسة التي أوحاها الله إلى الذين كتبوها تخبرنا عن الله وفي كلّ صفحة من هذه الكتب المقدّسة دلالة على وجود الله.
    والعهد القديم ملآن من مخاطبة الله لشعبه. قال الله لموسى حين ظهر له في العليقة – أنا هو الكائن – أنا إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب (سفر الخروج 3).

    8- من المسيح: إنّ المسيح الذي رأيناه وسمعناه ولمسناه قد أثبت أنّه الله بالعجائب الباهرة التي صنعها وقد قال إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالعجائب التي أصنعها (يو 10 – 37).
    إنّ شخصيّة المسيح هي حقيقة تاريخيّة كحقيقة نبوليون والمير بشير والأمير فخر الدين المعني، ونيرون الظالم، والإسكندر، وأفلاطون وغيرهم من عظماء التاريخ.
    إنّ الله كلّمنا في القديم بواسطة الأنبياء وفي هذه الأزمنة كلّمنا بابنه الحبيب (عبرانيّين 1 – 1).

    صلاة:
    أراك – يا ألله – في الزهرة العطرة، في العصفور الجميل، في الثمرة اللذيذة، في الجبال الشامخة، في البحار الشاسعة، في الينابيع العذبة، في الكواكب والنجوم الكثيرة، في الشمس التي تبهرني، أراك في كلّ موجود أوجدته لأجلي!!
    أنا بحضرتك – يا ألله – ترى كلّ أعمالي وتعرف جميع أفكاري، وتطلّع على عواطفي، فاجعلني أعيش حسب رضاك ومسرّتك.
    إلهي، في كياني ميل شديد وشوق إلى الحبّ. ولكن لا يوجد على الأرض حبّ يملأ قلبي. أحبّ شيئًا أو شخصًا ثمّ أتحوّل عنه لأنّه لا يروي قلبي. ليس حبّ يروي قلبي إلاّ حبّك يا ألله!!

    خبر:
    في الثورة الفرنسيّة الكبرى قال الكافر كاران لفلاّح تقي سنهدم كنائسكم وأبراج أجراسها.
    أجاب الفلاّح: لا بدّ من أن تتركوا لنا النجوم في الفضاء فنعلّم أبناءنا أن يقرأوا فيها اسم الله تعالى.
    لأنّ هذه الكواكب بنظامها تثبت وجود الله الذي تنكرونه أنتم.

    اعتراض:
    إنّ كثيرين ينكرون وجود الله بينهم علماء وفلاسفة!
    ج: إنّ أكثر من كثيرين يؤمنون بوجود الله وبينهم علماء وفلاسفة ويثبتون وجود الله ببراهين تقنع العقل. وأنت الذي أعطاك الله نور العقل لتراه وتقتنع بوجوده. ماذا يهمّك من الذين ينكرون الله فأنت تصرّف بهدي عقلك!

    خبر:
    أنكر كافر وجود الله بحضور جمهور فلم يوافقه أحد من الحاضرين على رأيه فقال: لم يخطر ببالي أن يكون لي وحدي شرف إنكار وجود الله في بيت أناس أذكياء كهذا البيت.
    فأجابته سيّدة البيت: ليس ذلك الشرف مختصًّا بك وحدك. بل كلبنا وحمارنا وبقرتنا وهرّتنا يشاطرونك هذا الشرف.
    فخجل الكافر وصمت!

    “كتاب إثبات العقائد الدينيّة ودحض الإعتراضات للأب ميخايل صافي”
    منقول من موقع جنود مريم

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • بطرس وبولس

    أوجه الاختلاف بين الرسولين بطرس وبولس

    1 – من جهة العلم:

    قيل عن بطرس ويوحنا ( إنسانان عديما العلم وعاميان) أي لم يتخرجا من معاهد يهودية عليا ( أع 4 : 13 ).
    ولكن بولس تربي عند قدمي ( غمالائيل ) ( أع 22 : 3 ) ( أع 26 : 24 أنت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان)
    2 – من ناحية الزواج والبتولية :

    بطرس كان متزوجاً ولكن بولس كان بتولاً (1كو9: 5 ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا) ( لو 4 : 38 ) ( 1كو7 : 8 )

     

    3 – ميدان الكرازة:

    (بطرس رسول الختان) أي يكرز بين اليهود ولكن بولس رسول الغرلة أي يكرز بين الأمم ( غلا 2 : 7 )
    ملاحظة: لم تقتصر خدمة بطرس علي اليهود ولقد آمن علي يديه كرنيليوس ( أع 10 ) وكذلك بولس الرسول لم تقتصر خدمته علي الأمم ( أع 9 : 15 فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمموملوكوبني إسرائيل) (1كو9: 20 فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود) وكتب أيضاً رسالته إلى العبرانيين.
    4 – طريقه الاستشهاد

    بطرس صلب منكس الرأس يو21 قال له يسوع ارع غنمي.. متى شخت فانك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها.
    أما بولس الرسول فقطعت رأسه لأنه كان يتمتع بالجنسية الرومانية (أع22 : 25-28 فجاء الأمير وقال له قل لي أنت روماني فقال نعم)، (أع16: 37)

    Comments

    comments

  • قصة أيقونة العذراء المطعونة

    قصة أيقونة العذراء المطعونة

    توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.

    في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى.

    سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات).

    فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: “يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة”.
    قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن.
    فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده.

    علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة.

    بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه.
    ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان.
    ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته.

    عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس.
    انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية.

    أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة.

    المصدر:  صفحة بطريركية أنطاكية

    Comments

    comments

  • أساطير شجرة عيد الميلاد

    أساطير شجرة عيد الميلاد

    هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد ويعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد الغير مزينة.

    أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا.
    في أحد الأيام، بينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله ألتقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد (ثور) ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة.
    أثناء سقوطها حطمت الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة الشربين وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. شجرة الحياة.

    كانت أعياد الميلاد الاحقة تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان أسكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم.

    أسطورة اخرى تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس.
    المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية.
    في القرن الثاني عشر، في أوروبا الوسطى وفي عيد الميلاد كانت تعلق أشجار الشربين رأسا على عقب من سقوف المنازل كرمزا للمسيحية.

    و تروي قصة أخرى و تقول بأن مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة في أحدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة. لخلق ذات الجو الساحر قام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع.

    و تروي أخرى بأنه في ليلة الميلاد وفي أحد الايام صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع.
    بالرغم من فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة وفي الصباح استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي.

    الصبي الجائع كان المسيح المتنكر وخلق الشجرة كمكافئة لإحسان الحطاب الطيب.

    يروى أيضا أنه ربما أتى أصل شجرة الميلاد من مسرحية الفردوس.
    في القرون الوسطى معظم الناس لم يكن لهم القدرة على القراءة والكتابة وكانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس في جميع أنحاء أوروبا.
    كانت مسرحية الفردوس التي عرضَت خليقة الإنسان ووقوعه في الخطيئة في جنة عدن تُقام كل عام في موسم الشتاء وفي ليلة الميلاد، إقتضى عرضها شجرة تفاح لكن أشجار التفاح لا تحمل ثمرا في الشتاء فأستعيضت بشجرة دائمة الخضرة مع تعليق التفاح عليها.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  مقالات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>