اليوم الخامس والعشرون من الشهر المريمي

ام المعونة الدائمة

تسليم ارادتنا لله:

ان مختلف الصلوات التي نرفعها الى الله وقديسيه، اكانت صلوات طقسية ام الصلوات التقوية الفردية، تنتهي كلها بكلمة الختام وهي ((آمين)) التي تعني ((هكذا فليكن)).
اي اننا في ختام صلواتنا نسلم ارادتنا لله كليا ً اذ نقول هكذا فليكن يارب.
ان هذه الكلمة البسيطة تعبر عن امرين: اولهما أمل متواضع في نفوس المصلين في ان يستجيب الله لصلواتهم وطلباتهم، وثانيهما تسليم ارادة المصلين لارادة الله السامية، فالله يعرف احتياج البشر قبل ان يطلبوا فيستجيب لهم كما يحسن لديه.
وفي الحالتين فاننا نتصرف على مثال مريم التي قالت للملاك جبرائيل: ((ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك)).
انها كلمات الثقة والايمان والاستسلام التام لمشيئة الله.

من الضروري جدا ً في حياتنا ان نتوجه دائما ً بالصلاة الى الرب، ونضع انفسنا ومن يحيط بنا واعمالنا تحت انظاره الابوية بكلمة ((آمين)) نابعة من القلب، وكلها ثقة وامل وحب وايمان.
وهو الاب الرحوم الذي يمنح عطايا صالحة لا بنائه لن يهملنا ولن يتوانى عن تلبية طلباتنا وتحقيق آمالنا.

خبر:

كان في روما عام 1846 مقعد اتخذ له زاوية امام كنيسة العذراء ((ام المعونة الدائمة)) يقبع فيها، ومن مكانه كان يلتمس الشفاء من مرضه.
وفي احد الايام توجه بالصلاة الى مريم البتول مخاطبا ً بكل دالة بنوية قائلا ً: لقد طال انتظاري يا عذراء، واملي عظيم برأفتك، فخذي عكازتي يا حنونة، اني لن اغادر هذا المقام حتى تردي لي القوة والصحة.
استجابت مريم لذلك الطلب الصادر من اعماق قلب المقعد المسكين عن ثقة وايمان حي، فحدثت المعجزة ونال الشفاء التام، فقام في الحال وقد استفزه الفرح، ودخل الى الكنيسة ليشكر ام المعونة الدائمة التي استجابت لصلاته وهرعت لنجدته فشفته من عاهته.
وانتشر خبر الاعجوبة في ارجاء المدينة، فتقاطرت الجماهير افواجا ً وزرافات واحاطوا به من كل جانب، ما بين ذارف الدموع وهاتف جذل، ودخلوا الى الكنيسة يرفعون اناشيد المديح والشكر للام البتول التي لا تخيب سائلا ً ابدا ً.

اكرام:

سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم.

نافذة:

لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.

ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

Comments

comments

  • تأمل في العمل حسب ارادة الله

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثاني والعشرون

    اليوم الثاني والعشرون (تأمل في العمل حسب ارادة الله):

    من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة الله هي قداستنا (1 تسا 4 : 3).
    أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه.
    فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة.
    وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.
    تخلف يسوع ذات يوم عن أبويه في هيكل أورشليم، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما:
    ((ألم تعلما انه ينبغي ان أكون في ما لأبي ، ثم نزل معهما وكان يخضع لهما)) (لو 2 : 49 – 50)، وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لإرادة أبيه السماوي، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال: ((طعامي أنا أن اعمل مشيئة من أرسلني وأتم عمله)) (يو 4 : 43)، واني نزلت من السماء ليس لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني (يو 6 : 38)، وفي بستان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن العذابات المعدة له أراد ان تعبر عنه هذه الكأس الشديدة المرارة ولكنه قدم ارادة أبيه على ارادته الذاتية فقال ثلاث مرات:
    ((يا ابتاه ان كان يستطاع فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كإرادتي بل كإرادتكَ)) (متى 26 : 39).
    فإن كان الرب يسوع قد أحبنا وبينَ لنا محبته هذه بطاعته الى الموت وجب علينا كذلك ان نبين لهُ محبتنا بخضوعنا لإرادته المقدسة وحفظنا وصاياهُ وشرائع كنيستهِ.
    فالطاعة لإرادة الله في جميع الأمور هي الدليل الأكيد على محبتنا له كما أكد لنا ذلك هو نفسه بقوله لنا:
    ((إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي. من كانت عنده وصاياي وحفظها فذاك هو الذي يحبني. من يحبني يحفظ كلمتي)) (يو 14 : 15 و 21).

    خبر:

    جاء في حياة القديس مكاريوس المصري انه بعد ان صرف سنين كثيرة في الحياة النسكية حتى بلغ فيها الى درجة سامية من الكمال أهلته لقبول موهبة صنع العجائب.
    فسمع ذات يوم صوتاً من السماء يقول لهُ: ((مكاريوس انك لم تصل بعد في كمالك الى فضيلة أمرأتين عائشتين معاً في المدينة المجاورة لك)) وإذ كان القديس يعد ذاته أحقر الكل وأنقص من الكل لم يتعجب من هذا الصوت السماوي، لكنه أراد ان ينتفع منه، فقام وطلب المرأتين، ولما وجدهما سألهما عن كيفية حياتهما.
    فأجابتاهُ: ليس في حياتنا شيء خارق العادة ونحن عائشتان بمقتضى واجباتنا بلا تقصير.
    فلم يكتفِ الناسك القديس بهذا الجواب بل ألح عليهما بالسؤال طالباً منهما ان تفصلا له كلامهما و تشرحا له أعمالهما الصالحة الإعتيادية.
    فأجابتاهُ إذ ذاك قائلتين: اننا أمرأتان غريبتان لا قرابة بيننا غير اننا قد تزوجنا أخوين نسكن معهما في بيت واحد منذ خمس عشرة سنة، وفي كل هذه المدة لم يوبخنا ضميرنا على مشاجرة بيننا او كلام غير لائق، وقد طلبنا غالباً من رجلينا ان يأذنا لنا بالذهاب الى أحد الأديار، فلم يجيبا الى طلبتنا، فخضعنا إذ ذاك لإرادة الهنا ووعدناهُ بأن نقضي بقية أيام حياتنا في بيتنا هذا ونعيش فيهِ كأننا في دير من دون ان نبحث عن أمر من أمور العالم، واننا بعونه تعالى قد حفظنا حتى الآن عهودنا للرب الهنا.
    فرجع الناسك القديس الى مسكنه مستفيداً ومباركاً الرب الذي لا يلتفت الى اختلاف الأحوال بين الناس بل يفيض نعمه وروحه على كل صنف منهم.

    إكرام:

    انظر في جميع الحوادث ارادة الله وأخضع بطيبة نفس متيقناً ان الله لا يريد بجميع حوادث الزمان سوى خيرك وخلاص نفسك.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع ان تعزيتي في احزاني هي خضوعي لإرادتك المقدسة.

     

    Comments

    comments

  • ام المعونة الدائمة

    اليوم الخامس والعشرون من الشهر المريمي

    تسليم ارادتنا لله:

    ان مختلف الصلوات التي نرفعها الى الله وقديسيه، اكانت صلوات طقسية ام الصلوات التقوية الفردية، تنتهي كلها بكلمة الختام وهي ((آمين)) التي تعني ((هكذا فليكن)).
    اي اننا في ختام صلواتنا نسلم ارادتنا لله كليا ً اذ نقول هكذا فليكن يارب.
    ان هذه الكلمة البسيطة تعبر عن امرين: اولهما أمل متواضع في نفوس المصلين في ان يستجيب الله لصلواتهم وطلباتهم، وثانيهما تسليم ارادة المصلين لارادة الله السامية، فالله يعرف احتياج البشر قبل ان يطلبوا فيستجيب لهم كما يحسن لديه.
    وفي الحالتين فاننا نتصرف على مثال مريم التي قالت للملاك جبرائيل: ((ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك)).
    انها كلمات الثقة والايمان والاستسلام التام لمشيئة الله.

    من الضروري جدا ً في حياتنا ان نتوجه دائما ً بالصلاة الى الرب، ونضع انفسنا ومن يحيط بنا واعمالنا تحت انظاره الابوية بكلمة ((آمين)) نابعة من القلب، وكلها ثقة وامل وحب وايمان.
    وهو الاب الرحوم الذي يمنح عطايا صالحة لا بنائه لن يهملنا ولن يتوانى عن تلبية طلباتنا وتحقيق آمالنا.

    خبر:

    كان في روما عام 1846 مقعد اتخذ له زاوية امام كنيسة العذراء ((ام المعونة الدائمة)) يقبع فيها، ومن مكانه كان يلتمس الشفاء من مرضه.
    وفي احد الايام توجه بالصلاة الى مريم البتول مخاطبا ً بكل دالة بنوية قائلا ً: لقد طال انتظاري يا عذراء، واملي عظيم برأفتك، فخذي عكازتي يا حنونة، اني لن اغادر هذا المقام حتى تردي لي القوة والصحة.
    استجابت مريم لذلك الطلب الصادر من اعماق قلب المقعد المسكين عن ثقة وايمان حي، فحدثت المعجزة ونال الشفاء التام، فقام في الحال وقد استفزه الفرح، ودخل الى الكنيسة ليشكر ام المعونة الدائمة التي استجابت لصلاته وهرعت لنجدته فشفته من عاهته.
    وانتشر خبر الاعجوبة في ارجاء المدينة، فتقاطرت الجماهير افواجا ً وزرافات واحاطوا به من كل جانب، ما بين ذارف الدموع وهاتف جذل، ودخلوا الى الكنيسة يرفعون اناشيد المديح والشكر للام البتول التي لا تخيب سائلا ً ابدا ً.

    اكرام:

    سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم.

    نافذة:

    لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.

    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • ختام الشهر المريمي المبارك

    اليوم الحادي والثلاثون وختام الشهر المريمي المبارك

    مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله:

    ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً، هي صورة للكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي.

    فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء اكيد، وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم.
    ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع.
    فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين.
    ليكن اكرامنا لها متواصلا ً، لا في هذا الشهر فقط، بل في كل أيام حياتنا.

    لنهرع اليها بحب بنوي، وثقة عالية، ونتضرع اليها بقلب منسحق لترشدنا على الدوام الى الخير والى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا.
    هي تبارك اسرنا واعمالنا، وتنظر بحنان الى وطننا والمسؤولين عن ادارته، وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلون بأسم المسيح أو الذين لم يعرفوا مخلصهم بعد.
    وليكن اسمها مباركا ً ابد الدهور.
    آمين ثم آمين.

    خبر:

    يتوافد على ((لورد)) يوميا ً الآف البشر من كل حدب و صوب.
    يقصدها الأصحاء والمرضى، و يزورها المؤمنون والسياح والملحدون.
    وعندما يصل القطار الخاص بالمرضى، يهرع الشباب تبرعا ً ليمدوا لهم يد العون، ويوصلونهم الى الأمكنة الخاصة بهم.
    ترى الناس في كل مكان يصلون.
    منهم من يتسلق اكمة درب الصليب ليتأمل بالآم المخلص، ومنهم من ينهل من ماء النبع العجائبي بايمان عميق، ومنهم من يتقدم من منبر
    الأعتراف ليشترك بمائدة الخلاص.
    تراهم راكعين على الأرض رافعين أياديهم متضرعين صارخين الى الأم الحنون.
    الشباب والشابات، الكهول والشيوخ، من مختلف الأجناس والألوان واللغات تتوحد أبصارهم الى موقع واحد، الى المغارة التي ظهرت فيها العذراء لبرناديت.

    في عصر كل يوم تمنح بركة القربان للمرضى، فتسمع التنهدات الصادرة من قلوب مكلومة وصدور عصرها الألم.
    صراخات تنم عن ايمان وثقة: يا مريم، يا شفاء المرضى اشفينا، يا مريم، يا ملكة السلام امنحينا السلام،
    يا مريم، يا معزية الحزانى، سلي الحزانى.

    وعندما يخيم الظلام ينطلق المؤمنون للأشتراك بالتطواف المريمي وهم يحملون المشاعل ويتلون الوردية ويرتلون نشيد ((حبك يامريم غاية المنى)) فيرتفع الى عنان السماء من الآف الحناجر صراخ يردد ((انت عذراء انت  أمنا)).

    تلك هي مدينة لورد، مدينة العذراء، مدينة الايمان والصلاة.
    فكم وكم شفت من أمراض النفس والجسد.
    فمريم لاتزال توزع النعم على من يطلب عونها.

    اكرام:

    ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية.
    نافذة:

    يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • القديسة مريم العذراء

    اليوم الثلاثون من الشهر المريمي

    فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:

    ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).

    اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…

    وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
    وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.
    وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألفوا الكتب الضافية، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.

    وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
    ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً.
    آمين.

    خبر:

    روى لنا البطريرك ((صفرونيوس)) في كتابه ((المرج الروحي)) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية، تحلى بتقوى صادقة للعذراء، وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين، وكانت زوجته ذات فضل واحسان، دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع.
    اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام، وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته: الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا؟ فأجاب بثقة عالية: ليس لي غير العذراء القديسة، فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما.

    تحققت المرأة الأمينة الفاضلة، بعد ايام، قيمة حماية مريم، فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها، ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً.
    واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى، فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً، لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها.

    ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل، وخشية من اكتشاف أمره، انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير، وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار.

    اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري، واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع.
    هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة.
    فمجد الحاضرون العناية الألهية، شاكرين للعذراء القديسة حمايتها.

    اكرام:

    تعلم صلاة ((السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة)) وعلمها لأهل بيتك، ورددها دائما ً.

    نافذة:

    يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • سيدة لورد

    اليوم التاسع والعشرون من الشهر المريمي

    انتقال العذراء الى السماء:

    قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب ((رفع المتواضعين)) ولقد تحقق هذا القول في شخصها، اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق، وحياة الألم التي عاشتها، وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.

    انها مكافأة خاصة بمريم، اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية.
    كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه؟

    ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب.
    ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم.
    فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد.
    فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء.
    آمين

    خبر:

    في الحادي عشر من شهر شباط سنة 1858 خرجت فتاة قروية تدعى برناديت مع اختها وجارتها الى الحقل لجمع الحطب.
    وعند وصولهن الى ضفاف نهر ((الكاف)) في منطقة ((لورد)) رأين كميات كبيرة من الحطب في الضفة الثانية.
    وبينما كانت برناديت تهم بالعبور سمعت فجأة صوت ريح شديدة فنظرت الى الأمام فشاهدت في شق بين الصخور امرأة واقفة متشحة بالبياض يحيط بوسطها زنار ازرق ويخفق من حولها جمال سماوي واشعة باهرة.
    فما كان من الفتاة الاّ أن اخرجت سبحتها ورفعت يدها الى جبينها لترسم اشارة الصليب.
    وبينما شرعت بتلاوة المسبحة اختفى المنظر فجأة.
    وتكررت الظهورات وانتشر خبرها فتهاتفت الناس الى المكان بين مصدق ومكذب، بين مؤمن وفضولي.

    في احدى المرات قالت السيدة للفتاة: صلي لأرتداد الخطاة.
    ثم طلبت منها ان تُشيَد في ذلك الموضع كنيسة على اسمها.
    وانبثق قرب المكان ينبوع ماء زلال بشارة منها.
    ولما استفسرت الفتاة من السيدة بسذاجة من تكون، أجابت بلطف:

    ((انا التي حبل بها بلا دنس)) وغابت في الحال.
    ومنذ ذلك الحين اصبحت ((لورد)) قبلة الأنظار ومركزا ً للأيمان والتقوى، ومزارا ً عالميا ً لأكرام مريم.
    والماء الذي نبع بأعجوبة عند قدميها لايزال يجرى الى اليوم ويصنع عجائب الشفاء لكثيرين.
    اكرام:

    اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك.

    نافذة:

    يا باب السماء ادعي لنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات الشهر المريمي

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>