الكلمة صار جسدا (تأمل روحي)

الكلمة صار جسدا

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (يوحنا 1:1)
قدم يوحنا البشير في إنجيله صورة عميقة لتجسد الله في هيئة بشر، حيث شرح بالروح القدس عن الحاجة الملحة للتجسد.

وأظهر للجميع بأن ضرورة تلاقي الله مع الإنسان كان لا بد منه من أجل تتميم الغفران لكل إنسان خاطىء.

فنجده يقدّم في البداية هوية المسيح الحقيقية لكي نعرف من هو ومن أين جاء فيقول عنه بأنه هو كلمة الله الأزلية أي قبل الوجود وقبل العدم كان المسيح كائن بحد ذاته وأيضا يقول أن وجود المسيح من وجود الله الآب، ومن ثم يسترسل بنفس الآية العظيمة لكي يختم بأن الكلمة أي المسيح هو الله نفسه بكامل صفاته وطبيعته. فالتجسد كان مشروع حتمي لا بد منه لكي:

يعلمنا التواضع: “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس” فيليبي 6:2.
فجعل المسيح نفسه معادلا الله الآب كان أمر حقيقي وثابت ومع هذا تواضع ونزل إلى أرضنا لكي يتشارك مع الإنسان حتى إن الكتاب المقدس يقول أنه أخذ صورة عبد، وهذا هو قمة التواضع من إله عظيم وقدير خالق كل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، فتجسده أعطانا درسا قيما في حياتنا لكي نتعلم الخضوع والخشوع أمام العزة الإلهية،

وأيضا لكي نفهم ذواتنا بأننا ضعفاء وخطاة وبأننا نحتاج لمن يصالحنا مع الله “أي إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة” (2 كونثوس 18:5)

ليشاركنا في انسانيتنا: “لأن ليس رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية” (عبرانيين 15:4)

لهذا المسيح تجسد لكي يشاركنا في الألم الجسدي وفي الجوع والعطش إذ جرب في كل شيء حيث كان أربعين نهار وليلة صائما من دون طعام وتحمل كل التجارب لكي يعلمنا الصبر والتحدي أمام هجمات إبليس، وبالنهاية وجه نظره نحو المكان الأكثر ألما نحو الصليب حيث هناك حمل كل خطايانا ودفع الثمن لكي يرضي عدالة الله “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا” (أشعياء 5:53)

عزيزي القارىء: المسيح تجسد من أجلك ومن أجلي ومن أجل جميع الخطاة، فهل تؤمن بأن عمل المسيح  العظيم في التجسد وفي الصلب والقيامة هو من أجل أن يمنح الغفران لكل من يأتي إليه بالتوبة والإيمان؟

(منقول من كوقع كلمة الحياة)

Comments

comments

  • اتضاع الفكر

    اتضاع الفكر (تأمل روحي)

    الشيطان عاجز عن دخول قلب رجل متواضع الفكر.
    أكثر الأسلحة فتكاً ضد الشياطين هو اتضاع الفكر.
    لا السجدات ولا الصوم ولا السهرانيات،
    لأنّك إن لم تكن ذا فكر متّضع، سوف تتلوّث نفسك
    بأرواح الزنا والمجد الباطل والغضب وغيرها،
    عند أول هجوم شيطاني…إذاً إن لم تكن ذا فكر متواضع،
    فالخلاص صعب ومليء بالتجارب
    التي يسمح الله بها حتى ترى نقائصك وتتضع..

    انظر ما الذي يقوله لنا الرسول القديس بولس:
    “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ،مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ” (أفسس 6:12).

    لكننا لا نقدر على التغلب عليها إلا بامتلاكنا تواضع الفكر.
    إذا قلتَ بفكر متواضع: “أيها الرب يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ”
    لن يجرؤ الشيطان المعادي على الاقتراب منك بتجاربه.

    الشيطان المجرِّب يقترب عندما نتعالى بفكرنا، أو نقبل أفكار وكلمات كبرياء ومجد باطل من الناس أو الشياطين،
    كمثل: “انظر كم تقدّمتَ في الصلاة!”، أو “أنت ترى أنّك لستَ كالآخرين!”
    في الواقع، هذا هو الهدف الذي يسعى إليه الشطان لكي يصيّرنا مستكبرين، وبهذا يجرّدنا من الصلاة!!

    (القديس جاورجيوس، من إسقيط كوليتسو في جبل آثوس)

    Comments

    comments

  • صلاة يومية

    صلاة يومية (سيدي ومخلصي والهي)

    سيدي ومخلصي والهي، أبي السماوي، مبارك اسمك، أنحني يارب أمامك مجددا اعترافي بأنك ستبقى الى الابد الهي.
    ما أعظم تواضعك يامن قبلت التجسد من أجلي وأخترت أوضع مكان لتولد فيه انت يا من تجلس على عرش السموات لتعلمني التواضع الحقيقي. أنحني امامك يا أبي صارخا من أعماقي أن تكسر كل كبرياء يمنعني من التقدم والنمو روحيا، الجم فيّ كل تمرد وطوعني لاعمل فقط مشيئتك، أخفني وراء خشبة صليبك لتظهر أنت لا أنا أيها الثالوث القدس، ولك مني كل الشكر والاكرام أبي.
    باسم يسوع المسيح.
    آمين

    Comments

    comments

  • هل تريد الإنطلاق إلى الأمام؟

    هل تريد الإنطلاق إلى الأمام؟ (تأمل روحي)

    “لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبّة والنصح” (2 تيموثاوس 7:1).
    إن الإنطلاق إلى الأمام في الحياة الروحية يحتاج في البداية أن يعرف الإنسان المؤمن نفسه بأنه في موقف متراجع وينبغي أن يغيّر المسار ليكون متقدما مع المسيح، فهناك عدة مراحل ينبغي أن يمر بها للبدأ في هذه الرحلة ومنها:

    1- الإنطلاق بثبات:
    “اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أنّ الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضا إن لم تثبتوا فيّ” (يوحنا 4:15). المسيح يطالب كل إنسان مؤمن أن يثبت فيه مباشرة لكي يكون مستعدا للإنطلاق بقوّة إلى الأمام، فثمار الروح تظهر في الثبات بالكرمة الحقيقية فنصبح أغصان مثمرة ونضرة ومنطلقة إلى الأمام دون رجوع.

    2- الإنطلاق بصبر:
    “أما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الأبدية” (رومية 7:2).
    وسط كل ما يدور من حولنا من ابتعاد عن الله، علينا أن نتعلم الصبر النابع من كلمة الله أي قوّة احنمال المشقات كما كان بولس الرسول، عندها سننطلق نحو الأفق الكبير المليء بالخدمة الروحية التي يريدنا المسيح أن نكون فيها، فالصبر هو مفتاح الإنتصار، فلنتقدم ولو ببطء حاملين كلمة الله في قلوبنا وغير متزعزعين في شيء.

    3- الإنطلاق بتواضع:
    “لا شيئا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم” (فيلبي 3:2).
    عندما يتواضع الإنسان أمام الله تبدأ حياته بالتقدم إلى الأمام دون أن يدري، فالإنسحاق أمام الخالق يعطي زخما وإيمانا لحمل المشعل من فرد إلى آخر لكي يكون الإنطلاق جبارا ومستندا على الروح القدس. فلنتعلم كيف نتواضع كما كان المسيح. إن الإنطلاق مع المسيح يحتاج إلى إرادة صالحة من أجل بنيان النفس والآخرين أيضا، لهذا لنقدّم ذواتنا طائعين بين يدي الفخاري لكي يصنع من كل واحد منا إناء صالح لخدمة السيد فنكون أشخاص منطلقين بقوّة في السير مع المسيح.

    (منقول من موقع كلمة الحياة)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • الاستسلام للمسيح

    الاستسلام للمسيح (تأمل روحي)

    “إحفظني يا الله لأني عليك توكلت. قلت للرب أنت سيدي”

    هل جربت يوم ما الاتكال على إنسان؟ هل وجدت أحدا يّركن عليه في هذا العالم، هل تشعر بحمل كبير، هل مشاكلك تجدها لا حلّ لها، عندما سؤل بطرس لمن يذهب قال “يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك”(يوحنا 6- 68).

    هو علم تماما أن الإتكال والإستسلام للمسيح هو الحل الوحيد والجذري لكل مشاكل الانسان وهمومه لهذا قدم لنا بطرس ثلاث إختبارات من خلال الإتكال التام على المسيح.

    1- الإتكال وسط الضعف:
    “يا الهي نفسي منحنية في. لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون من جبل مصعر” (مزمور 42- 6).
    في وسط الضعف الكامل وعندما تخور قواك الجسدية والفكرية، إتكل على المسيح سلّم له أمرك وستجد أنه حاضر لانتشالك من وسط أتون النار المهلك.

    2- الإتكال وسط النصرة:
    “طوبى لأناس عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم” (مزمور 84- 5)
    حتى لو كنت منتصرا وتشعر في التقدم الروحي إجعل كل اتكالك على المسيح، سلّم دفة القيادة له فهو سيجعلك في أعلى قمة الانتصار الروحي، عندها تكون في حالة الاستسلام الكامل للمسيح.

    3- الإتكال وسط العبادة:
    “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي … لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر” (مزمور 27 – 4).
    وأنت تعبد الله القدير بانسحاق وطاعة، وأنت تعبد المسيح وتتفرس بجماله، إتكل عليه فهو يحميك من كل فكر شرير يأتي وسط العبادة أعلن له الاستسلام الكامل بلا هوادة.

    “طوبى للرجل الذي جعل الربّ متّكله ولم يلتفت الى الغطاريس والمنحرفين الى الكذب” (مزمور 40 – 4).

    Comments

    comments

  • لماذا؟ (تأمل روحي)

    لماذا؟ (تأمل روحي)

    لماذا الله لا يتدخل بحياتي؟؟؟

    لأنك لم تفتح له قلبك بعد، لأنك تصرخ إليه ساعدني وبنفس الوقت لا تسمح له بالدخول بل تركته واقفاً على باب قلبك يقرع كغريب ما، والغريب لا يتدخل بحياتك الشخصية.
    لأنك فتحت قلبك له، ولكن جعلته ضيف، مجرد ضيف عادي، وأنت تعرف جيداً بأن الضيف لا يتدخل بأمور البيت.
    لأنك لم تجعله بعد سيد بيتك، سيد قلبك، سيد حياتك.
    إجعله سيّد وانظر ماذا سيفعل هذا السيد بك، امور رائعة لن تصدقها عينيك. تشجع وإجعله السيد.

    لماذا الله لا يجيب على صلواتي؟؟؟

    لأن الصلوات التي تطلبها ربما ليست لخيرك، انت قد تراها لخيرك أما الله فيراها بنظرة مختلفة فثق بنظرة الله لأنه يعرف خيرك أكثر منك.
    لأن الصلوات التي تطلبها ربما لم يحن وقتها بعد، انت اطلب واقرع ولكن أترك الوقت لله فهو يعرف أكثر منك متى الوقت المناسب لتحقيقها لأن عندئذ تكون لبنيانك.
    لأنه حققها بطرق مختلفة عما قد طلبته، لأنك ما زلت تنتظر الطريقة التي تريدها أنت، ما زلت تريد أن يحققها لك كيف أنت تريد. ومن قال لك أن الطريقة التي تنتظر فيها هذا الطلب هي الأصح. أطلب وأترك الطريقة للرب، قد يحققها بأسلوبك ولكن قد يحققها بأسلوب آخر فلا تفرض عليه أسلوبك الخاص، ثق بأن لديه الحكمة أكثر منك.

    لماذا لا أقدر أن أتقبل عيوب الآخرين؟؟؟

    لأنك لا تتقبل عيوبك، وأنت ترفض عيوبك، وغير متصالح مع عيوبك، ولا تصدق بأن لديك عيوبك. لأنك قاس مع عيوبك هذه، ولا تتقبلها. أخي الإنسان لا تستطع تقبل عيوب الآخر طالما أنت قاس مع ذاتك وغير متقبل فكرة ضعفك. كن متواضعاً امام ذاتك وأمام الله وأمام الناس وقل نعم أنا إنسان ضعيف لدي عيوبي وسأحاول بنعمة الله معالجتها.
    لأنك لا تصدق بأن الله يحترم عيوبك، لأنك لا تصدق بأن الله يقبلك مع كل عيوبك. طالما لم تختبر ولم تصدق ولا تؤمن بأن الله يتقبلك مع كل عيوبك، لن تستطيع تقبل الآخر. أخي الإنسان أصرخ لله وقل له خذ عيوبي وأعيد رسمي من جديد لأعود الإيقونة التي تعكس صورتك أنت.

    لماذا لا أقدر أن أحب وأن أسامح؟؟؟

    لأنك لم تختبر بعد حب الله لك، لم تختبر بأنك إنسان محبوب من الله أو من أي أحد آخر. الإنسان الذي لم يختبر بأنه محبوب من قبل أحد لا يستطيع أن يحب أبداً.
    لأنك لا تصدق بأن الله قد سامحك. وطالما لم تختبر غفران الله لك لن تستطيع أن تغفر للآخر. الله لا يريد خطاياك يريد قلبك. ثق انت إنسان خاطئ ولكن محبوب من الله.
    لأنك لم تسامح بعد ذاتك على أخطاء إرتكبتها فكيف تنتظر أن تسامح الآخر على ذلك.. لأنك متمسك بالحق الذي قد يكون شيطان كبير مرات عديدة فلن تستطيع الغفران.
    لأنك تعتبر بأن الغفران هو عملية ضعف فلن تستطيع العفران.

    لماذا لا أنجح بعلاقتي مع يسوع؟؟؟

    لأن العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الطرف الآخر يسوع المسيح يريدك الحبيب بحياته، وانت لا تريده سوى صديق أو رفيق أو أخ أو…. تذكر دائماً العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الحب من طرف واحد لا ينجح، تشجع وإجعله الحبيب بحياتك.

    (منقول)

    Comments

    comments

  • كلام العذراء عن الملاك الحارس

    كلام العذراء عن الملاك الحارس

    صلّوا كثير لملاككم الحارس، لأنه يقف دائما بقربكم ليساعدكم ساعة فساعة ويقودكم على طريق السماء.

    فملاككم الحارس يستطيع كل شيء بواسطتي ويستطيع أن يمنحكم نعما مادية وروحية.

    صلّوا كثيرا: ابتهلوا اليه في جميع دقائق النهار والليل ليدافع عنكم في التجارب وفي مخاطر النفس والجسد.

    فوّضوا أمركم اليه، لأن يسوع وضع بجانبكم ملاكا حارسا ليساندكم ويشجعكم حتى في أشد المحن، اذا ما لجأتم اليه. (24 أيار 1968)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا يسوع ومريم ومار يوسف وجميع الملائكة والقديسين ساعدونا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

اعلان

Facebook