تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثالث والعشرون

اليوم الثالث والعشرون لقلب يسوع

اليوم الثالث والعشرون (تأمل في ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق):

إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ.
ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: ((لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة)).  (متى 10 : 34). 

على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق.
فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم:
((من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر)) (مز 72 : 25 – 26).
وكان القديس بولس الرسول يعد جميع الخلائق نفاية ليربح المسيح (فيلبي 3 : 8).
فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ.
ولذا كانت القديسة مرغريتا مريم تحث كثيراً تلميذاتها على التجرد من الخلائق بقولها لهنّ: ((ان قلب يسوع لا يسر بقلب منقسم فأنه يطلب قلبكم كله او لا شيء منه، فاذا لا تنزعوا منه حب الخلائق حرمكم هو محبته وترككم على شأنكم)) وقالت ايضاً: ((ان ما يضعف نعمة الحب الألهي في قلبنا هو تعلقنا الشديد بالخليقة وتسلياتها ، فينبغي لنا اذن ان نموت عن كل ذلك لكي يملك علينا الحب الطاهر)).
فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه.
إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله.

خبر:

كان القديس فرنسيس دي بورجيا في اول امره احد أشراف مملكة أسبانيا، وكان لهذا الأمير امرأة تدعى ايزابيل، فاقت نساء عصرها بحسنها وجمالها، فتعلق بها قلب فرنسيس تعلقاً شديداً بهذه الخليقة وأحب جمالها حباً أشغل جميع أفكاره وعواطفه.
فأراد الله في جزيل رحمته ان يُظهر لفرنسيس بُطلان هذا الجمال المخلوق ليستولي هو وحده على قلبه عوض هذه الخليقة ويرشدهُ الى محبة الجمال الأزلي غير المخلوق، فأنتظر لهذا التغيير موت ايزابيل الملكة.
فأراد فرنسيس ان يرافق الجثة الى قبر الملوك في غرناطة، ولما بلغ النعش مقرهُ وأزيح عنه لتحقيق الجثة وجدها فرنسيس في غاية السماجة والقباحة فضلاً عن نتانتها الكريهة، فأنتبه إذ ذاك من سباته وعرف بطلان الجمال الأرضي وندم غاية الندم على ترك قلبه يتعلق بخليقة حقيرة لا تولي محبتها سلاماً وراحة.
ثم عزم عزماً مكيناً على هجران الدنيا وتخصيص قلبه بمحبة يسوع لا غير وبهذه المحبة أضحى قديساً جليلاً وظفر بالسعادة الدائمة.

إكرام:

اذا أغوتكَ خليقة بجمالها الفاني والباطل اجتنب معاشرتها ومكالمتها لئلا تستولي على قلبك فتحرمك محبة قلب يسوع الغالية.

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني أحب أحداً سواك.

Comments

comments

  • تأمل في نسيان البشر لإحسانات قلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم السابع والعشرون

    اليوم السابع والعشرون (تأمل في نسيان البشر لإحسانات قلب يسوع الأقدس):

    ان لم يقاس الان قلب يسوع كلومآ وجراحات جديدة فأنه يقاسي إهانات غريبة منذ رسم سر محبته العجيب.
    آه ليت شعري؟ ترى كم من الأهانات الشنيعة والاحتقارات الفضيعة إحتملها هذا القلب اللهي منذ قرون كثيرة وسوف يحتملها إلى منتهى الأجيال من المؤمنين وغير المؤمنين، ومع هذا كله فقد شاء يسوع ان تحل فينا كلمة الله ويدخل بيننا نحن البشر، ويستمر ضمن قلوبنا، ولازدياد غرامه بنا فاه بكلمات تذهل العقول فقال: (ان نعيمي مع بني البشر) (ام 8 : 30).
    آه ياسيدس ترى كيف يسلك معك هؤلاء البشر الناكرون والجميل انك تنتتظرهم ليلا ونهارآ في مقدسك وتدعوهم إليك فتمضي الليالي والايام والاسابيع بتمامها وهم لا يمتثلون امامك، بل إذا زارك بعضهم مدة قصيرة من الزمان كانت زيارتهم على سبيل العادة او على عيون الناس.
    اي نعم انهم يحضرون امامك واما قلبهم لعمري قد ناى وابتعد عنك انت لا تزال مفتكرى فيهم تحت السر العجيب وكل يوم تقدم نفسك إلى الاب الازلي ضحيه عنه وتضهر له جروحك لأحلهم.
    انا هم فاذا يحضرون امامك لا يؤدون السجود اللئق بل إلى عزتك الالهيه بل يجلسن بدون احترام واحتشام وبهيئه يستحيا منها بل يخجل منها الخطااة انفسهم أولائك الذين ينكرون وجودك في القربا المقدس.
    وفي القداس الالهي يدعوهم الكاهن قائلآ: (ها هوذا حما الله الحامل خطايا العالم، تعالو إليه جميعاً) ويدعوهم يسوع نفسه قائلاً:
    (كلو ايها الاحباء واشربوا واسكروا ايها الاخوان) (نشيد 5 : 1).
    تعالو كلو من خبزي، واشربو من الخمر التي مزجنها (امثال 9 : 5) اما هم فيفرون منهز مين كأن ليس فيهم جراح يداونها او اثام يمحونها او ادر ان يغسلونها، فيجيونه بأن دعاهم احد اصدقائهم عنده أو هم مضطرون لخدمة احد غيرهم.
    فتعجبي ايتها السماوات من هذا، واقشعري وتحيري جداً.
    ابهذا تجازون الرب يا ايها الشعب الجاهل وغير الحكيم؟ (تثية 32 : 6) قد اظهر االرب للقديسة مرغريته مريم كم تؤثر في قلبه الألهي تلك الأفعال النحرفة وكم يغتم من عدم التفات البشر اليه فقال لها: (اني ذبت شوقآ إلى ان يكرمني االبشر ويحبوني العجيب ولكني لا ارى احدآ حسب رغبتي فيروي غليلي ويكافؤني ولو بعض المكافأ).

     خبر:

    جاء في رسالة قلب يسوع الأقدس المطبوعة في بيروت سنة 1931م أن شابآ كاثوليكيآ تزوج فتاة غير متدنية ووعدته قبل زوجها بأن تدبع إيمانه، غير انها خالفت وعدها بعد زواجها، بل حملت زوجها على ترك الصلاة والتردد إلكنيسة ايام الاحد والأعياد لاستماع القداس.
    وبعد حين رزقها الله ولدآ فربته على ارائها ثم ادخلته في مدرسة لا دينية وحذرته من الذهاب إلى الكنيسة والتمسك بتعاليمها التي كانت تعدها ترهات. فتحنن قلب يسوع الأقدس على هذه العائلة واراد هدايتها الى معرفته والايام به، فأمتحنها بمرض ثقيل اصاب فجأة ولدها واوصله إلى الموت، فحار الوالدان في امرهما واستدعيا الطبيب وتوسلا إليه ان يعملمهما ان يقدر ان يعمل شيئآ في سبيل خلاص ولدهما.
    أجابهما الطبيب: ليس لديه واصطة لشفاء ولدهما غير عملية خطرة وعليكما انتما بالصلاة لأجله.
    ان جرمين وهو إسم المرأة حنى كانا قد نسيا الصلاة منذ سنين ، وها أن الطبيب قد اشار عليهما بوجوب التضرع إلى الله، ففهما ان الله الحنان انما صربهما بتلك الضربة الثقيلة بمرض ابنهما العزيز حتى يقسرهما على الصلاة، وشعرا بقوة سماوية تحثما على ممارسة ذلك الواجب المقدس بدون أدنى تأجيل لألى يحل عليهما الغضب الالهي العاجل، فذهبا معآ إلى غرفة قريبة وركعا احدهما بجانب الاخر وشرعا يصليان بحرارة.
    ومنذ ذلك الحين صارا يصليان كل يوم متوسلين الى المولى الرحيم ان يمنح ولدهما الشفاء التام، لكن مرضه طال كأن الرب لم يسمع ابتها لاتهما المتواترة. إذ في ذات مساء عاد حتى من شغله وراى بغاية الدهشة صورة قلب يسوع معلقة على حائط بهو بيته، فقالت له امرأته: اعطتني الراهبة الممرضة هذه الصورة الجميلة واعملتني ان العملية التي اجراها الطبيب لولدنا نجحت كل النجاح وقد تحسنت حالته من بعدها تحسنآ غريباً.

     إكرام:

    اعط صورة قلب يسوع لمن ليس له فيكون عملك هذا نوعآ من التبشير بعبادة قلب يسوع الأقدس.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس توبني إليك فاتوب.

    Comments

    comments

  • اليوم الثالث والعشرون لقلب يسوع

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثالث والعشرون

    اليوم الثالث والعشرون (تأمل في ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق):

    إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ.
    ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: ((لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة)).  (متى 10 : 34). 

    على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق.
    فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم:
    ((من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر)) (مز 72 : 25 – 26).
    وكان القديس بولس الرسول يعد جميع الخلائق نفاية ليربح المسيح (فيلبي 3 : 8).
    فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ.
    ولذا كانت القديسة مرغريتا مريم تحث كثيراً تلميذاتها على التجرد من الخلائق بقولها لهنّ: ((ان قلب يسوع لا يسر بقلب منقسم فأنه يطلب قلبكم كله او لا شيء منه، فاذا لا تنزعوا منه حب الخلائق حرمكم هو محبته وترككم على شأنكم)) وقالت ايضاً: ((ان ما يضعف نعمة الحب الألهي في قلبنا هو تعلقنا الشديد بالخليقة وتسلياتها ، فينبغي لنا اذن ان نموت عن كل ذلك لكي يملك علينا الحب الطاهر)).
    فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه.
    إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله.

    خبر:

    كان القديس فرنسيس دي بورجيا في اول امره احد أشراف مملكة أسبانيا، وكان لهذا الأمير امرأة تدعى ايزابيل، فاقت نساء عصرها بحسنها وجمالها، فتعلق بها قلب فرنسيس تعلقاً شديداً بهذه الخليقة وأحب جمالها حباً أشغل جميع أفكاره وعواطفه.
    فأراد الله في جزيل رحمته ان يُظهر لفرنسيس بُطلان هذا الجمال المخلوق ليستولي هو وحده على قلبه عوض هذه الخليقة ويرشدهُ الى محبة الجمال الأزلي غير المخلوق، فأنتظر لهذا التغيير موت ايزابيل الملكة.
    فأراد فرنسيس ان يرافق الجثة الى قبر الملوك في غرناطة، ولما بلغ النعش مقرهُ وأزيح عنه لتحقيق الجثة وجدها فرنسيس في غاية السماجة والقباحة فضلاً عن نتانتها الكريهة، فأنتبه إذ ذاك من سباته وعرف بطلان الجمال الأرضي وندم غاية الندم على ترك قلبه يتعلق بخليقة حقيرة لا تولي محبتها سلاماً وراحة.
    ثم عزم عزماً مكيناً على هجران الدنيا وتخصيص قلبه بمحبة يسوع لا غير وبهذه المحبة أضحى قديساً جليلاً وظفر بالسعادة الدائمة.

    إكرام:

    اذا أغوتكَ خليقة بجمالها الفاني والباطل اجتنب معاشرتها ومكالمتها لئلا تستولي على قلبك فتحرمك محبة قلب يسوع الغالية.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني أحب أحداً سواك.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر)

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثلاثون

    اليوم 30 (تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر):

    إن يسوع المسيح منحنا نفسه وسلمنا اياها التسليم، أما قاله الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نعمه وإحساناته.
    فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟ انه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انه يلتمس قلوبنا لأنها تخصه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرب يوماً القديسة مارغريتا قائلآ لها: (ماذا تطلبين يا ابنتي؟)
    قالت: (ان ما أشتهيه واتمناه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي).
    حينئذ قال لها المخلص الحبيب: (انما أنا أيضاً اطلب قلبك ).
    وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضا قلب يسوع الأقدس.
    فيا للعجب ان قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادا لطلب الإنسان ولايمل من التفتيس عليه ناشدآ اياه لذاته كأنه لا يمكنه ان يستغني عنه.
    فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: يا بني أعطني قلبك، أرجع اليمن كل قلبك، يا اروشليم طهري قلبك، وأمحي أدران ادناسك، وأحبي الرب من كل قلبك. ترى هل يحتاج قلب يسوع إلى شيء؟ واذا احتاج لشيء أيستطيع قلب الأنسان ان يسد عوزه؟ فما هي الكنوز التي هي في هذه القطعة الصغيرة حتى انه يغار عليها؟ فما يغار عليها إلا لأن القلب هو اول جميع الهبات وهو الذي يجعلها مقبولة.
    على ان يسوع لا يعتبر ما يقدم اليه بموجب حركات القلب وعوطفه.
    الا فأسمعو يا بني البشر وأعملوا ان يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لاتميل قلوبكم الى المحبة، لأنه لا حياة لها الا بالمحبة، ولا تستطيع ان تحب من دون تبيع ذاتها او تمنحها هبة.
    فأن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقه غير الذي خلقه؟ ان العالم يطلب قلبك ليجعله جهنم، أما قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيماً.

    خبر:

    ان أعظم آفة لمحبة يسوع المسيح هي ملاهي العالم وأباطيله.
    جاء عن القديسة تريزية الكرملية انها كانت منذ نعومة اضافرها مثالآ في الفضيلة والتقوى، بذل أبواها قصارى مجهودهم ليحسنا تربيتها ويجعلاها تحيا الله،فحققت أمانيها بتقدمها السريع في الكمال المسيحي وفي حب الله. ولكنها لما بلغت الثانية عشرة من عمرها فقدت والدتها الورعة وبدأت تسلك خلاف سلوكها الأول، فأحبت قراءة الروايات الخيالية، فضعف فيها للوقت حب الله وأشتد في قلبها حب العالم وجعلها ترغب في الزهو والعجب وتطلب مصاحبة الناس ومديحهم ومشابهتهم في الملابس والزينات والملاهي، واوشكت في عيشتها هذه ان تنتهي الى هاوية الهلاك لو لم يترأف الله عليها ويعيدها اليه نت تيه الأباطيل وطريق الشر، فكان مثالها خير شاهد على الأضرار الجسيمة اللاحقة بالنفوس التي تقدم محبة العالم وأباطيله على محبة يسوع المسح وصليبه.

    إكرام:

    افحص ضميرك لتعرف العادة المتسلطة عليك بالأكثر واقصد منذ استيقاظك. صباحآ ان تسهر على تلك النقيصة لتجتنب وقوعك فيها.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اعطيك قلبي.

     

    Comments

    comments

  • الشكر لقلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع والعشرون

    اليوم التاسع والعشرون ( تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس):

    إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عدداً وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.
    ففي الخلقة أخرجنا الله من العدم وأرانا نور الحياة وأعد لنا في أنواع الحيوان والنبات والجماد كل ما يحتاج إليه جسدنا من طعام وشراب وكسوة.
    وفي سر التجسد  أخلى ذاته لأجلنا وصار انسانا مثلنا وجاء في طلبنا وهدايتنا الى الطريق الحق الذي ضللنا عنه.
    وفي سر الفداء وفي عن خطايانا وتألم ومات على الصليب وبذل نفسه دوننا وسكن غضب الله ابيه علينا ونجانا من عذاب الجحيم ومن الهلاك الأبدي الذي استحققناه بذوبنا ومآثمنا. وفي سر القربان المقدس اعطانا جسده ماكلاً حقاً ودمه مشرباً حقاً لنحيا به حياة مسيحية مقدسة الهية ويكون لنا عربون المجد الأبدي فمن الذي أحسن الينا مثل هذه الإحسانات الجلية؟
    ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات).
    وقال لها ايضاً: (ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس).

    خبر:

    جاء عن القديس فرنسيس سالس (فرنسا 1567 – 1622 ) الذي صارع الملائكة في محبته ووداعته انه لاقى ذات يوم رجلاً كان يبغضه بغضاً شديداً لداعي الحسد ولا يفتأ يهينه ويشتمه حيثما وجده، فاقترب منه القديىس وأمسكه بيده وقال له بمحبة: (اني عالم بأنك عدوي وتبغضني بغضآ شديدآ. ولكن تحقق انك وان قلعت احدى عيني فلا أزال أعاينك في العين الأخرى معاينة الأحباء).
    غير ان جميع المعاملات الودية التي ابداها القديس نحو عدوه لم تلين فيه وبغضته حتى تجاسر ذات يوم وأطلق على رئيسه البار عبار نار طالبآ قتله فاصاب الرصاص كاهنآ أخر وصرعته للوقت مائتاً. فحكم على القاتل بالسجن ثم بالأعدام. فأراد القديس فرنسيس ان يدافع عن عدوه وقاتل كاهنه ويبرره، وأمكنه بدالته على الملك ان يأخذ من جلالته صك العفو عن القاتل. فذهب هو نفسه بهذا الصك إلى السجن ليبشر المجرم بعفو الملك عنه ويحمله بهذا الأحسان الجزيل على الرجوع عن بغضته وعداوته، غير ان هذا التعس الحظ لما شاهد الحبر القديس داخلآ إليه بصك الغفران، بصق في وجهه وبالغ في شتمه ومسبته كعادته.
    فتعجب إذ ذاك القديس من قساوة هذا الرجل وقال له: (إعلم إني خلصتك من يد العدالة البشرية ولكنك إذا اصررت على عداوتك ولم تتب ستقع في يد العدالة الإلهية التي لن يستطيع احدآ ان يخلصك منها).

     إكرام:

    لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اني اشكرك على جميع إحساناتك إلي.

     

    Comments

    comments

  • تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثامن والعشرون

    اليوم الثامن والعشرون (تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس):

    لنصغ الى ما يتشكى منه قلب الهنا الحبيب وهو علامة جديدة على عظم حبه لنا، لأنه لو لم يحب لما تشكى.
    فقال: (ما الذي اقتضى ان افعله لأجلك يا شعبي ولم أفعله. أجيبوني يا أنها المسيحيون وقولوا بماذا احزنتكم.
    ألست أنا الذي ميزكنم من بين أمم ساكنة في الظلمة وظلال الموت وأشركتكم في نعمة الأيمان الفائقة كل نعمة ؟ اما أنتم فتركتموها عقيمة في ارض نفوسكم الجدباء. كنتم كرمة كثيرة الأغصان، غرستها بيدي وسقينها بدمي، ولكني لم أذق منكم إلا علقمآ إذ انكم سقيتموني عند عطشي خلآ ومرارة. طعنتم جنب مخلصكم طعناً فاق الحربة وذلك بفتوركم وقلة معروفكم.
    أنا هرقت دمي كله الى آخر نقطة لأجلكم وأنتم أي أعتبار تعتبرونه وأي فائدة أجتنيتم منه.
    دعوتكم الى وراثتي وملكوتي وأنتم وضعتم قسبة في يدي عوض الصولجان الملكي وكللمتموني بأكليل من شوك عوض التاج.
    كل ذلك بتقلبات قلوبكم وكبريائكم وتشامخ أخلاقكم.
    أنا بأتخاذي ناسوتكم رفعتكم وأشركتكم في لاهوتي وأنتم علقتموني على خشية العار وأهنتموني.
    أطعمتكم لا ما أكله أباؤكم وماتو، بل خبزآ نزل من السماء يحوي الحياة الدائمة وأنتم مزقتم جسدي السري حتى انكم وصلتم الى نكران هذا الاحسان الجليل الذي أدهش ملائكة السماء فيا جميع عابري الطريق، تأملو وأنظروا هل من وجع مثل وجعي ؟) (مراثي 1 : 12)
    وقد تشكى ايضاً هذا المخلص الألهي تشكياً صعبآ الى عبدته الأمينة مرغريتة مريم إذ كشف لها قلبه وقال لها: (ها هي ذي جراحات أصابتني من شعبي المختار. فقد اكتفى غيرهم بجلدهم جسدي، أما هم فمزقوا قلبي الذي لا يبرح مغرمآ بمحبتهم).
    فيا أيها المسيحيون أنصتوا الى تشكيات مخلصكم.
    (اليوم ان انتم سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم) (مز 94 :8)
    طوبى لكم اذا ما أختاركم قلب يسوع الأقدس كما أختار يومآ رسله الكرام لكي تكفروا عما يلحق به من الأهانات وتعزوه في وحدته.
    فأزدادو اذاً أمانة في تعبدكم لهذا القلب الأقدس وتعاهدوا معه على انكم لن تتركوه ابدآ وذلك بحوله تعالى.

    خبر:

    كان القديس بطرس الشهيد راهبآ دومنيكياً، وبينما كان يصلي ذات يوم ظهرت له القديسة سيسيلية والقديسة اغنيسة، فشرعوا يتفاوضون زيرتلون معآ مجد الرب.
    فسمع الرهبان ذلك فجاؤا ودخلو حجرة القديس فرأوا عنده امرأتين، فأنصرفوا متشككين وحكوا ذلك للرئيس.
    فجاء الى بطرس وقال له: ويحك يا مغضوبآ عليه، من أذن لك في تدخل نساءآ في الدير؟ ثم عقد مجلساً من الأخوة فحكم عليه بالسجن.

    إكرام:

    كن موافقآ لأرادة الله في جميع محن الزمان وصروف الدهر واحتملها بدون تشك.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني اشك في حكمة تدابير عنايتك الألهية.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات شهر قلب يسوع الأقدس

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>