لماذا يصوم المسيحيون يومي الأربعاء والجمعة!

لماذا يصوم المسيحيين يومي الأربعاء والجمعة

الصوم لكافة الحواس!
صوم العين عن النظرات الشريرة.
صوم اللسان عن الكلام الباطل.
صوم الآذان عن سماع كلام الإدانة والذم.

ويقول القديس مار إسحق السرياني: “إن صوم اللسان أفضل من صوم البطن، وصوم القلب عن الأفكار الشريرة أفضل من الاثنين.”


ويقول ذهبي الفم: “لا تقل إني صائم بماء وملح، وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة”.كما أن الصوم مرتبط بقوة بالصلاة!
صوم يومي الأربعاء والجمعة تقرر منذ عصر الآباء الرسل.
أهمية هذا الصوم هو لكل مؤمن يطلب خلاصه ويرجو أن يتوطن السماء بعد رحلة الأرض وما فيها من تعب وشقاء، ولأن الكنيسة لا تلزم أولادها إلا بما هو ضروري ومفيد لخلاصهم.

ما هي أهميته؟
وقد يسأل أحد لماذا هذا الصوم وما هي أهميته ليصام على مدار السنة كلها “عدا فترة الخماسين المقدسة” على الرغم من كثرة فترات الصوم الأخرى، لتصبح الأصوام في مجموعها أكثر من نصف أيام السنة.

بالاضافة لفائدة الصوم الروحية كمعين ضروري في جهاد المؤمن لضبط الجسد ليصبح خاضعا للروح: “لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون مالا تريدون” (غلا 17:05)،

وبالإضافة إلى فوائد الصوم الأخرى، لصوم الأربعاء والجمعة وجهة خاصة!
1 – صوم يوم الأربعاء من كل أسبوع هو لتذكار خيانة يهوذا لسيده الرب يسوع المسيح الذي كان قد اختاره واحدا من التلاميذ الإثني عشر وأمين صندوق الجماعة، ورغم أنه تمتع بعشرة السيد المسيح عن قرب وشاهد معجزاته الباهرة وكان يأكل معه إلا انه ذهب واتفق مع اليهود على تسليم سيده لهم وقبض الثمن.
ونحن اذ نصوم يوم الأربعاء نستنكر كل أوجه الخيانة والغدر ونتسلح ضدها بأن نحذر نحن أن نفعل مثل يهوذا الخائن مع الله أو مع الكنيسة أو مع أي شخص آخر، ولأننا في حياتنا قد نتعرض للخيانة ونكران الجميل من الآخرين فى صور مختلفة لذلك فنحن بهذا الصوم نتسلح فتمر علينا هذه الأمور إذا حدثت معنا دون ان تنال منا وتتعبنا نفسيا، ونضع ثقتنا في الله وحده لأن كل البشر تحت الضعف، إذا فنحن في إحتياج أن نصوم يوم الأربعاء لفائدتنا.

2 – صوم يوم الجمعة من كل أسبوع هو لتذكار آلام السيد المسيح عنا وصلبه على الصليب وتعرضه لكل صنف من الإستهزاء والعار والألم ونحن في حياتنا قد نتعرض للألم والاستهزاء والاحتقار وكل صنوف الاضطهاد، إذ نتذكر سيدنا يسوع المسيح وما قاساه من آلام عنا تهون آلامنا ونقبلها كمشاركة منا في آلامه عنا وتقديرا لحبه الذي جعله يقبل كل هذا لأجلنا وتمر علينا الآلام هينة مهما كانت.

“فاذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضا بهذه النية” (1 بط 4: 1)

أي يكون لديكم الإستعداد لتقبل الألم متى حدث، بل ويكون سبب فرح لنا مثلما شعر آباؤنا الرسل الأطهار.

“وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أع 41:5)

وكما كان شهداء الإيمان على مر العصور، فمن يصوم يوم الجمعة يقبل كل اصناف الألم بسهولة، وطبعا كل ألم من أجل الله له بركة، لذلك نحن في احتياج ان نصوم يوم الجمعة لفائدتنا.

الصوم هو لله!
ويجدر الذكر هنا اننا لا نصوم للعذراء كأننا نعبدها بل نقدم كل العبادات لله وهي مرتبة أصلا لفائدتنا الروحية، لأن الله ليس في احتياج لصلاتنا أو صومنا أو … الخ،
ولا يريدنا ان نعبده كأنه محتاج لذلك، انما ينصحنا ان نصلي ونصوم لأنه يعرف فائدة ذلك لنا، وان كنا نسمي الصوم باسم العذراء هذا على سبيل التكريم لها ولأن هذا الصوم كان صوما للعذارى قديما وكانت العذراء تصوم ومعها عذارى جبل الزيتون.

بركة صوم الأربعاء والجمعة متاحة لكل مؤمن يحيا في حياته الروحية بالجدية اللازمة، ربنا والهنا المحب مخلصنا يسوع المسيح يباركنا بكل بركة روحية له المجد دائما.
آمين!

† “تعرفون ألحق والحق يحرركم” †

Comments

comments

  • ايمان ايليا

    ايمان ايليا (تأمل روحي)

    النّص الإنجيلي:

    ثُمَّ قالَ إيلِيّا لِلمَلِكِ أخآبَ: «وَالآنَ اذْهَبْ، وَاحتَفِلْ وَكُلْ وَاشرَبْ، فَهُناكَ مَطَرٌ غَزِيرٌ قادِمٌ.» فَذَهَبَ أخآبُ لِيَأْكُلَ. وَفِي الوَقتِ نَفسِهِ، صَعِدَ إيلِيّا إلَى قِمَّةِ جَبَلِ الكَرْمَلِ، وَسَجَدَ واضِعاً رَأْسَهُ بَينَ رُكبَتَيهِ. ثُمَّ قالَ إيلِيّا لِخادِمِهِ: «اصعَدْ وَانظُرْ بِاتِّجاهِ البَحْرِ.»
    فَصَعِدَ خادِمُهُ ثُمَّ رَجِعَ وَقالَ: «لَمْ أرَ شَيئاً.» فَطَلَبَ إلَيهِ إيلِيّا أنْ يَذهَبَ وَيَنظُرَ ثانِيَةً. وَتَكَرَّرَ هَذا سَبْعَ مَرّاتٍ. وَفِي المَرَّةِ السّابِعَةِ قالَ الخادِمُ: «رَأيْتُ غَيمَةً صَغِيرَةً قَدْرَ كَفِّ رَجُلٍ قادِمَةً مِنَ البَحْرِ.»
    فَقالَ إيلِيّا لِلخادِمِ: «اذْهَبْ إلَى أخآبَ وَقُلْ لَهُ أنْ يَركَبَ مَركَبَتَهُ. قُلْ لَهُ أنْ يُسرِعَ بِالذَّهابِ إلَى بَيتِهِ، وَإلّا مَنَعَهُ المَطَرُ مِنْ ذَلِكَ.» (ملوك الأول 18 : 41 – 45)

    التأمل:

    صعد إيليا الى قمة جبل الكرمل.
    ورغم أنه كان مرهقا الاّ أنه عرف أنه لا يستطيع أن يتجاهل المهمة التي أوكلها الله اليه.
    وحين انحنى لأسفل واضعا رأسه بين ركبتيه، بدأ يصلّي بحرارة من أجل هطول المطر.
    ثم أرسل إيليا غلامه للبحث عن غيوم ممطرة بينما استمر هو في صلاته.
    وأخيرا، في المرّة السابعة، رأى غلامه غيمة صغيرة ممطرة، وكانت هذه علامة كافية لإضرام نار الإيمان في قلب إيليا.
    وحينئذٍ قال لغلامه أن يذهب ويخبر أخآب أن يصعد الى مركبته ويرجع الى قصره قبل أن تعيقه الأمطار.
    وبينما هو يتكلم تلبّدت السماء بالغيوم، وهبت ريح عاصفة، وهطل مطر غزير.
    وهكذا، بعد ثلاث سنوات ونصف انتهى الجفاف بفعل صلوات ايليا.

    ما الذي يمكننا أن نتعلمه من هذه القصّة المدهشة؟
    أولا، حين سمع ايليا صوت المطر في أعماق نفسه بدأ يصلي على الفور.
    وكم مرة شعرنا فيها أنا وأنت أن الله يريد أن يفعل شيئا لأجلنا لكن الأمر بدا وكأنه لن يتحقق أبداً!
    لا يهم ما اذا كنا نسمع الرسالة بآذاننا أو نشعر بها في أعماقنا.
    فما لم نكن مستعدين لدفع الثمن من خلال الصلاة فلا يمكن لهذا الشيئ الذي شعرنا به أن يحدث.
    وللأسف الشديد أننا كثيرا ما نلتفت الى مشغوليّاتنا في الحياة تاركين الصلاة لتلك الفئة القليلة المستعدة للقيام بذلك.

    ثانيا، كان ايليا مثابرا، فهو لم يتوقف عن الصلاة الا بعد أن حصل على استجابة الله وهذا مبدأ هام لحياتنا اليوم.
    فإن لم تواظب على الصلاة فلن تحصل على الكثير من الاستجابات التي أنت بحاجة ماسة إليها.
    وما أكثر المرات التي رأيت فيها مؤمنين يتوقفون عن الصلاة في اللحظة التي أوشك الله فيها على الاستجابة لصلواتهم.

    ثالثا، حين سمع صوت المطر، ذهب ايليا للصلاة بينما ذهب أخآب للاحتفال.
    والحال ليس مختلفا في وقتنا الحاضر.
    فرغم أن هناك مؤمنين يصلّون بالفعل مثل إيليا، إلا أن غالبية المؤمنين يعيشون حياة متمركزة حول الذات (مثل أخآب) لأنهم يؤمنون أن صلواتهم ليست مهمة كثيرا.
    ليت الرب يعطيك روح ايليا فيما أنت تتأمل في هذه الكلمات اليوم.

    (من كتاب خبزنا اليومي)

    Comments

    comments

  • كم تزِن الصلاة؟

    كم تزِن الصلاة؟ (قصّة روحية)

    امرأة فقيرة ذات ملابس حقيرة، وعلى وجهها نظرة منكسرة، ذهبت لمتجر بقالة.
    واقتربت من مالك المتجر فى إتضاع شديد، وسألته لو كان من الممكن أن يسمح لها بأخذ بعض مواد البقالة، وشرحت له مباشرة كيف أن زوجها مريض جداً وغير قادر على العمل فى هذا الوقت، ولكن أبنائهم سبعة ويحتاجون للطعام، تهكم صاحب المتجر عليها وطلب منها أن تترك المتجر.
    وهى مدركة مقدار احتياج أسرتها، عادت تقول “من فضلك يا سيدى، سأحضر لك النقود حالما أستطيع”.
    فقال لها أنه لا يقدر أن يعطيها بالدين، لأنه ليس لها حساب فى المتجر.

    وكان هناك زبون يقف بالقرب من المكتب ويسمع المحادثة بين الاثنين.
    فتقدم نحوهما وقال لصاحب متجر البقالة أنه سيسدّد ثمن كل طلبات هذه السيدة.
    فى اشمئزاز وتهكم قال صاحب المتجر للسيّدة هل لديك قائمة بالطلبات؟ فقالت السيّدة نعم يا سيدى، فقال لها “ضعى هذه القائمة على كفة الميزان ومهما كان وزنها، فسأعطيك مواد بقالة مماثلة لوزنها فى الكفة الأخرى!!!!!.
    ترددت السيدة لويز للحظات ورأسها منحني، ثم بحثت فى كيسها وأخذت قطعة من الورق وكتبت عليها. ثم وضعت قطعة الورق على كفة الميزان بمنتهى العناية ورأسها ما زال منحنياً.
    وهنا أظهرت عيون صاحب المتجر والزبون اندهاشاً عندما نزلت كفة الميزان التى وضعت السيدة فيها الورقة لأسفل وبقيت هكذا!!! وراح صاحب المتجر يحدّق فى الميزان، ثم استدار ببطء ناحية الزبون الواقف وقال فى ريبة “أنا غير قادر على تصديق ما يحدث”.
    ابتسم الزبون بينما راح صاحب المتجر فى وضع المؤن فى الكفّة الثانية من الميزان، ولكن الكفة الأخرى من الميزان لم تتحرك، فأستمر فى وضع بضائع أخرى حتى امتلأت كفة الميزان تماما.

    وهنا وقف صاحب المتجر وكله غضب وتناول الورقة الموضوعة فى كفة الميزان الأخرى ونظر إليها باندهاش شديد.
    فوجدها أنها لم تكن قائمة طلبات بقالة، ولكنها كانت صلاة تقول: “إلهي الحبيب، أنت تعلم كلّ احتياجاتى، وأنا أضعها بين يديك الأمينتين”.

    أعطى صاحب المتجر البضائع التى جمعها فى كفة الميزان الأخرى للسيدة. ثم وقف صامتا كالمصعوق!!!!.
    شكرته السيدة وخرجت من المتجر، وهنا قدم الزبون مبلغ 50 دولاراً لصاحب المتجر وهو يقول له “أنك تستحق كل بنس فيها”.
    فى وقت لاحق اكتشف صاحب المتجر أن الميزان مكسور!!!
    لذلك فالله وحده هو الذى يعلم كم تزن هذه الصلاة.

    الصلاة من أحسن الهبات المجانية التى أعطيت لنا.

    Comments

    comments

  • صلاة أبناء الله (الطوباويّة تيريزيا الكالكوتيّة)

    صلاة أبناء الله (الطوباويّة تيريزيا الكالكوتيّة)

    لا بدَّ للصلاةِ المثمرة من أن تنبعَ من القلبِ لتلمسَ قلبَ الله. تذكّر كيفَ علّمَ الربُّ يسوع تلاميذَه الصلاة الربّية. ففي كلّ مرّةٍ نتلو فيها “الأبانا”، يميلُ الله بناظرَيه إلى كفّيه حيثُ نقشَنا:
    “هاءَنَذا على كَفَّيَّ نَقَشتُكِ” (إش49: 16). ويتأمّلُ براحتَيه، فيرانا مشدودين إليه وملتحمين به. ما أروعَ حنوّ الله وعطفه! فلنصلِّ ولنتلُ صلاة “الأبانا”.
    لنختبر هذه الصلاة في عمقها، فنصبحَ قدّيسين ممتلئينَ بروح القداسة.
    تختزلُ هذه الصلاة كلّ شيء: الله والذات والقريب. إذا غفرتُ للآخر، أصعدُ سلّمَ القداسة وتُفتح أمامي أبواب الصلاة على مصراعيها. إنّ جوهرَ الصلاة ينبعُ من قلبٍ متواضع؛ فمتى ملكنا هذا القلب، عرفنا كيفَ نحبّ الله ونحبّ ذواتنا ونحبّ القريب (راجع مت 22: 37-40).
    إنّ الأمرَ ليسَ معقّدًا على الإطلاق، ومع ذلك فإنّنا نعقّدُ حياتنا ونثقلُ كاهلها بالهموم والمشاكل، في حين أنَّ المطلوب واحدٌ وهو التحلّي بالتواضع والصلاة. فكلّما ازدادت صلاتكم أحسنتم الصلاة.

    لا يواجهُ الطفلُ صعوبة في التعبير عن أفكاره البريئة بعباراتٍ بسيطة تحملُ معانٍ عظيمة.
    ألم يجِب الرّب يسوع نيقوديمُس بأنّ “ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَرى مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ”؟ (يو3: 3).
    إذا صلّينا مهتدين بتعاليم الإنجيل، سمحنا لله بأن يكبرَ فينا.
    صلِّ إذًا بروح المحبّة على طريقةِ الصغار وبرغبةٍ جامحة في أن تحبّ أكثر فأكثر وأن تجعلَ محبوبًا كلّ من هو غير محبوب.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • بطرس وبولس

    أوجه الاختلاف بين الرسولين بطرس وبولس

    1 – من جهة العلم:

    قيل عن بطرس ويوحنا ( إنسانان عديما العلم وعاميان) أي لم يتخرجا من معاهد يهودية عليا ( أع 4 : 13 ).
    ولكن بولس تربي عند قدمي ( غمالائيل ) ( أع 22 : 3 ) ( أع 26 : 24 أنت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان)
    2 – من ناحية الزواج والبتولية :

    بطرس كان متزوجاً ولكن بولس كان بتولاً (1كو9: 5 ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا) ( لو 4 : 38 ) ( 1كو7 : 8 )

     

    3 – ميدان الكرازة:

    (بطرس رسول الختان) أي يكرز بين اليهود ولكن بولس رسول الغرلة أي يكرز بين الأمم ( غلا 2 : 7 )
    ملاحظة: لم تقتصر خدمة بطرس علي اليهود ولقد آمن علي يديه كرنيليوس ( أع 10 ) وكذلك بولس الرسول لم تقتصر خدمته علي الأمم ( أع 9 : 15 فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمموملوكوبني إسرائيل) (1كو9: 20 فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود) وكتب أيضاً رسالته إلى العبرانيين.
    4 – طريقه الاستشهاد

    بطرس صلب منكس الرأس يو21 قال له يسوع ارع غنمي.. متى شخت فانك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها.
    أما بولس الرسول فقطعت رأسه لأنه كان يتمتع بالجنسية الرومانية (أع22 : 25-28 فجاء الأمير وقال له قل لي أنت روماني فقال نعم)، (أع16: 37)

    Comments

    comments

  • قصة أيقونة العذراء المطعونة

    قصة أيقونة العذراء المطعونة

    توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.

    في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى.

    سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات).

    فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: “يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة”.
    قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن.
    فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده.

    علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة.

    بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه.
    ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان.
    ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته.

    عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس.
    انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية.

    أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة.

    المصدر:  صفحة بطريركية أنطاكية

    Comments

    comments

  • أساطير شجرة عيد الميلاد

    أساطير شجرة عيد الميلاد

    هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد ويعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد الغير مزينة.

    أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا.
    في أحد الأيام، بينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله ألتقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد (ثور) ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة.
    أثناء سقوطها حطمت الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة الشربين وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. شجرة الحياة.

    كانت أعياد الميلاد الاحقة تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان أسكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم.

    أسطورة اخرى تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس.
    المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية.
    في القرن الثاني عشر، في أوروبا الوسطى وفي عيد الميلاد كانت تعلق أشجار الشربين رأسا على عقب من سقوف المنازل كرمزا للمسيحية.

    و تروي قصة أخرى و تقول بأن مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة في أحدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة. لخلق ذات الجو الساحر قام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع.

    و تروي أخرى بأنه في ليلة الميلاد وفي أحد الايام صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع.
    بالرغم من فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة وفي الصباح استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي.

    الصبي الجائع كان المسيح المتنكر وخلق الشجرة كمكافئة لإحسان الحطاب الطيب.

    يروى أيضا أنه ربما أتى أصل شجرة الميلاد من مسرحية الفردوس.
    في القرون الوسطى معظم الناس لم يكن لهم القدرة على القراءة والكتابة وكانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس في جميع أنحاء أوروبا.
    كانت مسرحية الفردوس التي عرضَت خليقة الإنسان ووقوعه في الخطيئة في جنة عدن تُقام كل عام في موسم الشتاء وفي ليلة الميلاد، إقتضى عرضها شجرة تفاح لكن أشجار التفاح لا تحمل ثمرا في الشتاء فأستعيضت بشجرة دائمة الخضرة مع تعليق التفاح عليها.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  مقالات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>