تأمل و صلاة لسيدة الوردية المقدسة

holy-rosary-month

عندما نتأمّل بتاريخ المسبحة الورديّة، من البديهي أن نتوقّف عند اهتمام العذراء الكبير فيها، وإلحاحها الشديد على تلاوتها في كلّ رسائلها الموجّهة للعالم.
وهذا ما يثبت لنا فعاليّة هذه الصلاة وتأثيرها العميق في الحياة الروحيّة، ومدى وقعها الطيّب والمستحبّ على قلب مريم.
وبالتالي رضى الله تعالى وموافقته على أخذها كصلاة إلهيّة لها دور كبير في السمو والكمال الروحيّ وخلاص النفوس. وما يثبت لنا رفعة وشرف هذه الصلاة أيضًا، أقوال الأحبار والملافنة المشجّعة لها، ومديح من أصبحوا قدّيسين فكانت قداستهم شهادة وبرهانًا قاطعًا على سمو هذه الصلاة العجائبيّة، التي اقبل على تلاوتها المؤمنون عبر الأجيال فخصّوها بمنـزلة رفيعة، وعاشوا تأملاتها، ووصلوا بفضلها إلى أسمى المراتب الروحيّة: وهي الاقتداء بالمسيح والاتحاد به.
وانّ العجائب الكثيرة الباهرة والنعم الغزيرة التي حصل عليها من واظب على تلاوتها، لا تحصى ولا تعدّ وأخبارها تتناقلها الأجيال ونسمعها من آبائنا وأجدادنا، فتُخبر عن مجد وعظمة السيّدة العذراء سلطانة الورديّة المقدّسة، تلك الأم الحنون وشفيعة من طلب شفاعتها واحتمى بكنفها.

من عجائب الوردية

من عجائب الوردية

يُخبر القديس الان دي لاروش انه كان لأرملة ابن وحيد يسعى الى قتله امير ظالم بهدف الاستيلاء على كل خيراتها.
هذه الأم المسكينة سلّمت ابنها للعذراء مريم وقامت بتلاوة الوردية كل يوم على نيته بهدف حمايته من الشر.
لكن الامير قبض عليه وامر ان يُشنق، ويعلن هذا الخبر لأمه.
فقالت هذه الاخيرة: “كلا، مستحيل، لقد سلّمت ابني لعذراء الوردية بإلحاح”.

عطيّة الوردية

عطيّة الوردية

هذه الصلاة الرائعة التي أمسكها بيدي التي أعطيتني إياها لتساعدني لأفهم أنّه من خلال هذه الحبات ستستجيبين لندائي ستأتين لمعونتي- فلا داع للقلق أبداً.

تقولين لي باستمرار أنّ الوردية هي الحل لأتغلب على المصاعب و أتحرر أنت لا تستطيعين رفض عقود الحب هذه فرجائي يشقّ طريقه إلى ابنك في السماء.

القدّيس عبد الأحد والورديّة

القديس عبد الأحد والوردية

إنّ صلاة المسبحة، قديمة العهد، على ما ورد في كتابات المؤرخين القدامى.
إذ إنّ المسيحيّين في القرون الأولى، كانوا يستعملون الحبل المعقود عقداً معدودة، في عدّ أعمالهم القوية، فينقلون إبهامهم، على العقدة تلو الأخرى.
ولما تأسست الأديرة والرهبنات، من القرن الرابع وصاعداً، كان الرهبان يصلّون الفرض مشتركين، وكان يقتصر على تلاوة الصلاة الربية “الأبانا” و”السلام الملائكي” وترتيل المزامير الداودية، البالغ عددها مئة وخمسين مزموراً. وكان الرهبان الموكلين للعمل في الأرض معفيين من ترتيل المزامير إذ كانوا يستعيضون عنها، بتلاوة الصلاة الربية ثم مئة وخمسين مرة السلام الملائكي، مستخدميتن الحبل المعقود بمئة وخمسين عقدة.