افرحي يا أورشليم، هوذا ملككِ

Palm-Sunday-Donkey.4
[مقتطفات من إلهامات الروح للآباء عن دخول المسيح أورشليم. اقرأ مت 21: 1-11، مع ملاحظة أن اقتباسات الآباء من العهد القديم هي حسب الترجمة السبعينية].

المعنى السرِّي لدخول الرب أورشليم:

+ يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:
عندما أرسل الرب تلميذيه ليُحضِرا الأتان والجحش، أخبرهما مُسبقاً أنه لن يعترضهما أحد. لقد حثَّ الرب (سرّاً) أُناساً لم يعرفوه قط ولم يكن قد رآهم أن يُسلِّموا ما يمتلكونه بدون أية كلمة، وذلك بواسطة تلميذيه، في حين أن معظم اليهود رفضوا أن يطيعوه عندما صنع العجائب والمعجزات أمامهم.

لا تنظروا إلى هذا الأمر كأنه قليل الأهمية، لأنه مَن هو الذي استحثهم على عدم معارضة التلاميذ عندما أخذوا منهم ما يملكون، وهم فقراء وفلاحون، بل حتى ولا أجابوا على ردِّ التلميذَين بأن الرب محتاجٌ إليهما إلاَّ بالصمت والخضوع، ولا سيما وهم لم يروا الرب نفسه، بل تلميذيه فحسب؟ وهكذا يُعلِّمنا الرب أنه كان يمكنه أن يكبح جماح اليهود، ولو حتى ضد إرادتهم، عندما كانوا مزمعين أن يضعوا أيديهم عليه، وأن يبتليهم بالعمى أو الخرس، ولكنه لم يشأ ذلك. ومن هذا يُعلِّم أيضاً تلاميذه أنه مهما طلب منهم يعطوه ولو حياتهم نفسها، لأنه إن كان الذين لم يعرفوه أطاعوه، فكم بالحري أتباعه!