الانشغال الدائم (تأمل روحي)

Christ-In-The-House-Of-Martha-And-Mary

قد توحي لنا الكلمات التي ذُكرت هنا عن مرثا، أنها كانت أكثر انشغالاً من مريم، وبالنظرة الطبيعية وللوَهلة الأولى ربما نعتقد ذلك فعلاً، وربما نعتقد أن مريم كانت تعاني من بعض الفراغ، فأتت لتتكلم مع السَيِّد، أو إن أكثرنا تفاؤلاً نقول إن كلتيهما كانتا مشغولتين. لكن ببعض التأمل والتفكير في هذا المشهد، نكتشف أمرًا آخر غير كل هذا؛ نكتشف أن مرثا هي التي كانت تعاني من فراغ داخلي. قد تكون مشغولة أمام الناس وفي الظاهر، لكن في الواقع كانت تعاني من فراغ شديد. والدليل على ذلك نعلمه جميعًا، فالشخص المشغول لا يجد وقتًا لملاحظة الآخرين، أو مقارنة نفسه بهم، أو انتقاد سلوكهم، وسَرد عيوبهم. الشخص المشغول تجده مأخوذًا عن كل ما يحدث حوله، تجد كل تركيزه فيما يفعله دون النظر لأي شخص آخر، أو الانشغال بأي أمرٍ آخر.