اليوم الحادي والثلاثون وختام الشهر المريمي المبارك

ختام الشهر المريمي المبارك

مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله:

ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً، هي صورة للكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي.

فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء اكيد، وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم.
ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع.
فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين.
ليكن اكرامنا لها متواصلا ً، لا في هذا الشهر فقط، بل في كل أيام حياتنا.

اليوم الثلاثون من الشهر المريمي

القديسة مريم العذراء

فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:

ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).

اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…

وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.

اليوم الثامن والعشرون من الشهر المريمي

عذراء فاطيما

مواهب الروح القدس:

ان سفر ((اعمال الرسل)) الذي يروي لنا خطوات الكنيسة الاولى بعد صعود ربنا الى السماء، يخبرنا ان الرسل كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة، وان مريم أم يسوع كانت معهم (اعمال 1 : 12 – 15 ).
فهي كما اتمت دورها قرب يسوع طوال حياته، فقد ارادت أن تكمل دورها كأم لتلاميذه، فعملت على جمع شملهم ورفع معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة، بانتظار موعد الروح القدس.

ويخبرنا هذا الكتاب النفيس ايضا ً ان الروح القدس هبط على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة فأستقر عليهم واحدا ً واحدا ً، فأشتدت عند ذاك عزيمتهم، واخذوا ينادون بأسم المسيح بلا خوف.

اليوم السابع والعشرون من الشهر المريمي

قلب مريم الطاهر الشهر المريمي

قيامتنا بالمسيح:

من بين اسرار الوردية التي نتأمل بها، سر القيامة.
وهو وان كان يذكرنا بقيامة المسيح، لكنه يشير ايضا ً الى قيامتنا.

فأن المسيح قد قام من القبر، وكان لقيامته بالغ الأثر في مصير البشرية، لانه هو راس الكنيسة ونحن اعضاؤها، فكما انتصر المسيح على الموت بقيامته، هكذا سنقوم معه من وهدة الأثم وننتصر على الموت.

اليوم السادس والعشرون من الشهر المريمي

مريم معزية الحزانى

ألم مريم تحت الصليب:

((وكانت واقفة عند صليب يسوع امه)) (يوحنا 19 : 27).
ان مار يوحنا الانجيلي اراد ان يذكرنا في سرده حوادث الآم المسيح بوجود مريم قرب يسوع في ساعاته الاخيرة عندما اختتم رسالته الخلاصية واتم عمل الفداء.

لقد كانت هناك لتقدم ابنها ذبيحة للاب الازلي مشتركة بعمل الفداء لا من بعيد بقبولها بتضحية ابنها فحسب، ولكن من قريب بحضورها المباشر تحت الصليب.
ولذا قيل ان مريم.

اليوم الخامس والعشرون من الشهر المريمي

ام المعونة الدائمة

تسليم ارادتنا لله:

ان مختلف الصلوات التي نرفعها الى الله وقديسيه، اكانت صلوات طقسية ام الصلوات التقوية الفردية، تنتهي كلها بكلمة الختام وهي ((آمين)) التي تعني ((هكذا فليكن)).
اي اننا في ختام صلواتنا نسلم ارادتنا لله كليا ً اذ نقول هكذا فليكن يارب.
ان هذه الكلمة البسيطة تعبر عن امرين: اولهما أمل متواضع في نفوس المصلين في ان يستجيب الله لصلواتهم وطلباتهم، وثانيهما تسليم ارادة المصلين لارادة الله السامية، فالله يعرف احتياج البشر قبل ان يطلبوا فيستجيب لهم كما يحسن لديه.

اليوم الرابع والعشرون من الشهر المريمي

مريم العذراء والطفل يسوع

المسيحي رسول في محيطه:

عندما يقتبل المسيحي سر العماد، يصبح عضوا ً في جسد المسيح السري، الذي هو الكنيسة.

وبقوة هذا السر ينال ختما ً روحيا ً لا يمحى هو علامة انتمائه الى المسيح، ورمز اشتراكه بكهنوت المسيح، هذا الاشتراك الذي يخوله نيل الاسرار الاخرى والاشتراك بحياة الجماعة المسيحية.
ان هذا الانتماء للمسيح الذي بدأ بالعماد، يجب ان ينمو ويصبح نشطا ً في حياة المؤمن، بحيث يصبح كل مسيحي رسولا ً في محيطه، كالخميرة في العجين حسب تعبير ربنا له المجد.
ويعطي شهادة حية لايمانه وانتمائه وذلك باعماله الصالحة وتصرفاته الحسنة مع الآخرين.
في داخل الاسرة مع الكبار والصغار، ومع زملائه في محيط عمله، بحيث تكون اعماله ونشاطاته مطابقة لارادة الرب وتعاليمه وبذلك يحقق قول ربنا: ((ليضيء نوركم قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات)) (متى 5 : 16). ان مريم ام الكنيسة تساعد بكل تأ كيد كل من يلتجيء اليها طالبا ً عونها في تأدية رسالته، وتلهمه طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب.

اليوم الثالث والعشرون من الشهر المريمي

مريم الطاهرة

المحبة علامة المسيحي:

ان الله محبة، ومن يثبت في المحبة فقد ثبت في الله , وثبت فيه . هذا ما يقوله لنا مار يوحنا الحبيب (1 يوحنا 4 : 16).

وقد افاض الله حبه في قلوبنا بالروح القدس الذي أعطيناه (روما 5:5).
ومن ثم فاولى الهبات واهمها هي المحبة، التي نحب بها الله فوق كل شيء والقريب حباً بالله.
ومن اجل ان تنمو المحبة في داخل النفس كالزرع الجيد في ارض صالحة، وتأتي بثمار صالحة وفيرة، يجب على المؤمن ان يصغي بطيب خاطر الى كلمة الله، ويتمم بالعمل ارادة الله، ويمارس باستمرار الاسرار التي وضعها ربنا في كنيسته كقنوات لنعمه، ولاسيما سر القربان الاقدس.
وعليه ان يوظب على الصلاة ونكران الذات، والخدمة الاخوية المتجردة. وممارسة مختلف الفضائل.

اليوم الثاني والعشرون من الشهر المريمي

دعوة المسيحي الى القداسة

دعوة المسيحي الى القداسة:

دعا المعلم الالهي تلاميذه الى قداسة السيرة التي رسمها هو بذاته في حياته كلها.
وتممها عندما افاض على الجميع الروح القدس الذي يدفع المؤمنين الى حب الله والقريب، اي الى الكمال.
كما قال ايضاً: ((كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل)).
وقد اضاف مار بولص محرضاً المؤمنين ان يعيشوا ((كما يليق بالقديسين)).

فجميع المؤمنين باية حالة او درجة كانوا هم مدعوون الى كمال السيرة المسيحية والى كمال المحبة.
مستفيدين من النعم التي نالوها على قدر ماشاء المسيح ان يوزعها عليهم حتى اذا ما اقتفوا اثره، وصاروا مشابهين لصورته، واطاعوا في كل امر مشيئة

اليوم الحادي والعشرون من الشهر المريمي

تأمل في التوبة

تأمل في التوبة:

اننا نطلب دائماً من العذراء القديسة ان تصلي لاجلنا نحن الخطاة، كلما تلونا ((السلام الملائكي)).
ثم ندعوها في طلبتها ((يا ملجأ الخطاة)).
فنحن نعترف في اعماق انفسنا باننا خطاة فعلاً، كيف لا ونحن ابناء آدم، ومنذ معصية ابوينا الاولين، حدث في داخل النفس البشرية صراع هائل بين الخير والشر، بين النعمة والتمرد، بين الرغبة لعمل الخير والميول لاقتراف الشر، بين ماهو روحي في داخلنا يحاول التسامي بنا نحو الله، وبين ضعف الطبيعة البشرية الذي يجرنا الى الحضيض.
ولقد عبر مار بولص عن ضعف الانسان قائلاً: ((فاني لست اعرف ما انا صانعه، اذ لست اعمل الشيء الذي اهواه، بل الأمر الذي ابغضه اياه اعمل)).