يحكي أن رجلا من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت إليه وقال له ” إنني أسمع صوت إحدى الحشرات “….
أجابه صديقه “كيف؟ ماذا تقول؟ كيف تسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب ؟”
قال له رجل الغابات “إنني أسمع صوتها .. إنني متأكد وسأريك شيئا”…
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم ألقاها على الأرض.. في الحال التفتت مجموعة كبيرة من السائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض..
واصل رجل الغابات حديثه فقال “وسط الضجيج، لا ينتبه الناس إلا الى الصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم.. هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات التي تضرها..لذا يثير انتباهي صوتها”
وانت.. ما هو اهتمامك الأول؟
اهتمامك الأول يحدد أي نوعا من الأصوات تنتبه إليه وسط ضجيج أعمالك اليومية..
أعلن عازف كمنجة شهير، قبل إقامة حفلة موسيقية، أنه سيعزف على واحدة من أغلى الكمنجات في العالم.
وعزف أول قطعة بكل مهارة فطرب الجمهور أيَّ طرب.
ثم وضع قوسه جانبًا، وحطم الآلة فجأة، ساحقًا إياها سحقًا. فدب الذعر في الجمهور، حتى أوضح العازف أنه عزف على كمنجة رخيصة!
بعدئذ تناول العازف الآلة الثمينة، وأخذ يمرر القوس على الأوتار، فخرج نغم ساحر، ولكن معظم الناس لم يستطيعوا تمييز أي فرق بين موسيقى الكمنجة الغالية والكمنجة الرخيصة. فإن نوعية الآلة كانت ثانوية بالنسبة إلى مهارة الفنان.
في صباح أحد الايام الباردة أطلت احدى السيّدات من نافذة البيت ففوجئت بثلاثة شيوخ كبار السن يجلسون على عتبة دارها في هذا الطقس الشديد البرودة فأشفقت عليهم وأرادت دعوتهم لدارها.
فخرجت اليهم و طلبت منهم ان يدخلوا معها الى منزلها الدافئ.
فنظروا لها و قال لها أحدهم: “اختاري أحدنا حتى يدخل الى منزلك”.
كان الباب ضخما وثقيلًا.. ولكنهم كانوا يريدون الدخول!!
اجتهدوا ان يفتحوه بالقوه، ودفعوه بكل شده، حاولوا كسره..
محاولات عنيفة متعددة.. لكن الباب كان صلدًا للغايه، وانتهت محاولتهم بالفشل..
وقف سائح فوق صخرة في البرتغال وهو منبهر من روعة المنظر، وشرع في رسم لوحة لمشهد من فوق الصخرة.
ولكن مع مدّ البحر، أخذ الماء يرتفع ولم ينتبه السائح لذلك بالرغم من أن الأمواج بدأت تضرب الصخرة وتبلّله، الى أن سمع شخصاً يصرخ ويلوح له وأقبل لانقاذه.
ان هذا المكان يدعى “فوهة الجحيم” (Hell’s Mouth) لأن كثيرين هلكوا فيه لعدم حرصهم اذ كانوا مشدودين بروعة المنظر.
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعة، هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحدة.
ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة، وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له أعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو، هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.
في مدينة باريس كان طفل يساعد أبيه في كل شيء ولاينتظر منه أن يكافئه على هذا التّعب.
ذات يوم بينما كان الوالد مرتبكاً من أمر، تأمل الطّفل وجه أبيه وسأل نفسه بماذا يفكر أبي العزيز.
في تلك اللحظات صرخ الأب في وجه ابنه فبكى الولد.
ولكن الأب عاد وابتسم في وجه ابنه وقال: سامحني يابني لقد كنت غاضباً من نفسي.
عاش أخوان في قرية صغيرة، وكانا يتشاجران على الدوام، ويمتّد شجارهما لساعات عديدة.
وكان كلّ منهما يوّجه للآخر أقسى الكلمات.
وذات يوم، ذهب أحد الاخوين الى رجل حكيم وشكى له أخاه، وطلب منه أن ينصحه بطريقة توقف الشجار الدائم بينه وبين أخيه.
فكّر الحكيم مليا، ثم دخل الى حجرة منزله وخرج وهو يحمل قارورة ماء، أعطاها للأخ وقال:
– في هذه القارورة ماء سحريّ. إذا بدأ أخوك الشجار، املأ فمك بالماء واحتفظ به أطول فترة ممكنة، وسترى النتيجة.
رجل عجوز قبل أن ينتقل عن هذا العالم رأى في المنام حياته كأنها سلسلة طويلة من آثار الأقدام على الرمل وبجانبها كانت سلسلة آثار أخرى.
ففهم أن الرب كان يمشي معه طوال حياته. وفي نفس الوقت رأى أن في بعض الأماكن توجد سلسلة واحدة فقط وأدرك أن هذه الأماكن هي أصعب مراحل في حياته فحزن.
وتوجه إلى الرب بسؤال: ألم تقل يا رب إنه لو تبعتك فلن تتركني ولكنك تركتني في أصعب أوقات حياتي عندما كنت بأمسّ الحاجة إليك! فأجاب الرب: لم أتركك أبدا، في تلك الأوقات كنت أحملك على ذراعيّ…
صنع أحد المصممين نموذجا لباب أسماه باب الرحمة… وهو باب من ذهب… وجاء جمهور من الفنانين يناقشون عمله… وكان من بينهم نجار محترف.
قال النجار لمصمم الباب: “بابك عريض جدا وما هكذا تصنع الأبواب”.
قال الفنان :” أعلم ذلك، ولكن باب الرحمة ليس ككل الأبواب، إنه واسع وعريض ليتسع لكل القادمين إليه”.