اليوم الخامس عشر من الشهر المريمي

مريم العذراء تحافظ على ابنائها

مريم العذراء تحافظ على ابنائها:

ان مريم العذراء تهتم بالمتعبدين لها، وتهرع لمساعدتهم في مختلف احتياجاتهم روحية كانت ام زمنية، وتسهر عليهم وتحافظ عليهم.
يروي لنا الانجيل الطاهر حادثة تظهر لنا اهتمام مريم الوالدي، وذلك في عرس قانا الجليل، اذ كانت مريم حاضرة هناك، ثم جاء يسوع يتبعه تلاميذه وكان ذلك في مطلع حياته العلنية.
وقد لاحظت مريم ارتباك اهل العرس لان الخمر قد نفذ.
فرقت لحال العريسين وارادت ان تفعل شيئا لهما، فبادرت الى يسوع ودنت منه هامسة بكلمات اعربت له فيها عن ضيقة اهل العرس وحاجتهم الماسة، فحركت شفقته، مستنجدة قدرته بقولها: ((ليس عندهم خمر)).

اليوم الرابع عشر من الشهر المريمي

مريم العذراء مثال المرأة المسيحية

مريم العذراء مثال المرأة المسيحية:

ان مريم العذراء تحتل مقاما رفيعا في حياتنا الدينية لانها حواء الجديدة القائمة قرب آدم الجديد.
وكما انفتحت اولى صفحات العهد القديم بذكر سقوط المرأة ومعها البشرية كلها، هكذا انفتحت اولى صفحات العهد الجديد بذكر مريم، حواء الخلاص، التي دعاها موفد السماء ((الممتلئة نعمة)) اذ بشخصها بدأ عهد النعمة.

ان امومتها الالهية، ومساهمتها في خلاص البشرية، رفعاها الى مكانة مثالية سامية.
وعندما قالت للملاك: ((ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك)) قدمت ذاتها و قرنت تقدمتها بتقدمة ابنها.
وفي مجرى حياتها اعطت ارفع المثل واسماها في في البساطة، وحياة الصلاة وخدمة القريب، فدعت المؤمنين كافة، والنساء بنوع اخص للاقتداء بها والتمرس على فضائلها في حياتهن.
فهي كأمرأة اصبحت مثال المرأة الاعلى في الايمان و التواضع والطهارة، والتضحية ونكران الذات والمحبة المتفانية.

اليوم الثالث عشر من الشهر المريمي

الاقتداء بمريم

الاقتداء بمريم:

ان مريم العذراء ((قديسة)) بكل معنى الكلمة.
فهي الوحيدة بين الخلائق، صانها الله بنعمة خاصة منه، من كل خطيئة.
وقد تجاوبت بدورها مع موهبة الله السامية الفريدة، فعاشت بكمال القداسة دون ان تخطأ البتة، واصبحت لذلك مرآة للقداسة و للفضائل كافة.
فحياتها كلها ايمان بالله وثقة بتصميمه الخلاصي وطاعة تامة لتدابيره، الى جانب حب لا حدود له، وعطاء بدون قيد او شرط.

فهي المثال الاسمى للمؤمنين ليقتدوا بها ويسيروا على خطاها في طريق القداسة.

اليوم الثاني عشر من الشهر المريمي

مريم وسيطة الخيرات

مريم وسيطة الخيرات:

ان مهمة مريم العذراء كأم نحو البشر لا تحجب ولا تنقص البتة من وساطة المسيح الذي قال فيه مار بولص انه الوسيط الوحيد بين الله والبشر
(اطما 2 : 5 – 6).
بل بعكس ذلك تظهر قوة تلك الوساطة.
فكل تأثير خلاصي للعذراء في البشر لا يصدر عن ضرورة ما.
بل من رغبة في ذلك وعن فيض استحقاقات المسيح.

ان الله اختار مريم واصطفاها منذ الازل اما ليسوع.
وهي اذ اشتركت اشتراكا فعليا اراديا بكل مراحل حياة ابنها منذ ولادته حتى الآمه وذبيحته على الصليب، فانطلاقا من هذا الاشتراك الفعلي الايجابي خاصة في ساعة الفداء اذ قبلت بتضحية ابنها من اجل البشر، تعلم الكنيسة انها اصبحت وسيطة الخيرات السماوية للمؤمنين.

اليوم الحادي عشر من الشهر المريمي

مريم العذراء أم الكنيسة

امومة مريم للكنيسة:

ان العذراء الطوباوية التي اختيرت اما للمسيح منذ الازل، فحملته وولدته وغذته واخيرا تألمت معه، قد اشتركت بطريقة فريدة في عمل المخلص بطاعتها الكاملة وايمانها العميق ورجائها الوطيد ومحبتها الحارة، وكانت غايتها ان ترد للنفوس الحياة الفائقة الطبيعية التي اهدرتها الخطيئة الاصلية.
لذا غدت مريم أماً لنا في تدبير النعمة.

وتستمر هذه الامومة بلا انقطاع منذ اللحظة التي ابدت رضاها يوم البشارة هذا الرضى الذي حافظت عليه بلا تردد طيلة حياتها الى ساعة وقوفها تحت الصليب، والى ان يبلغ جميع المختارين الى المجد السرمدي.
ولم تتخلى عن هذه المهمة الخلاصية بانتقالها الى السماء، اذ انها تواصل شفاعتها لتنال لنا نعم الخلاص الابدي وتسهر بمحبة الام على اخوة ابنها

اليوم التاسع من الشهر المريمي

مريم العذراء الشهر المريمي

طوبى للتي آمنت:

ان ايمان مريم هو الذي اعدها وجعلها مستحقة لتكون اما” لابن الله المتأنس .

وبهذا نفهم الكلام الذي قالته اليشباع: ((طوبى للتي آمنت ليتم فيها ما قيل من قبل الرب)) (لوقا 1: 45).

فان كان ايمان مريم قد اعدها ورفعها الى المنزلة السامية التي اختارها الله لها، افلا يكون ايماننا ايضا الطريق الذي يقودنا الى الحياة السامية، اي الى الله؟

افلم يقول ربنا لمار توما: ((طوبى للذين آمنوا ولم يروا)) (يوحنا 29:20) اوليست هذه الطوبى موجهة الينا؟ او لم يختم يوحنا انجيله قائلا: ((لتؤمنوا بان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم باسمه اذا آمنتم الحياة الابدية)).

علينا ان نؤمن ايمانا حيا فعالا بكل ما علمه المسيح، متطلعين الى المستقبل بفرح وأمل.

اليوم الثامن من الشهر المريمي

مريم العذراء والطفل يسوع

مريم في مغارة بيت لحم:

عندما نتأمل بالطفل يسوع، تحضرنا صورته وقد احاط به يوسف ومريم يتأملانه بحب وشوق.
هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة و مثال للعائلة المسيحية.

العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع.
والاولاد هم هبة من الله ووديعة استودعها الخالق للوالدين، سيؤدون عنها حساباً يوم الدين.
ومن هنا تظهر ضرورة الاهتمام بالاولاد روحياً ومادياً.
فيجب ان يتعلموا منذ نعومة اظفارهم وتجاوبا مع الايمان الذي يقبلونه في العماذ، كيف يكتشفون الله ويكرمونه وكيف يحبون القريب، ومن هنا اي في العائلة يبدأ اختبارهم للكنيسة وللحياة الانسانية الصحيحة في المجتمع، وعن طريق الاسرة يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع البشري وفي شعب الله.

اليوم السابع من الشهر المريمي

اليوم السابع من الشهر المريمي

مريم ام وعذراء:

من اهم النصوص الواردة في العهد القديم بخصوص مولد المسيح من عذراء، ما جاء في نبؤة اشعيا، اذ قال: ((ها ان العذراء تحبل و تلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا)) (اشعيا7 : 14).
ولقد كملت هذه النبؤة و تحققت في مريم التي حملت الكلمة المتأنس بقوة الروح القدس وولدته وربته معتنية به.
فعاش بيننا و ارشدنا الى طريق السماء، ثم ختم حياته بالموت على الصليب فداء عنا.

لقد تمت المعجزة الفريدة في تاريخ الكون، فحبلت العذراء وصارت أماً بقدرة العلي، ووضعت طفلها وهي عذراء، وحافظت على بتوليتها الدائمة.
انها مريم التي ندعوها بكل حق ((عذراء العذارى))، ام يسوع ربنا.

اما عمانوئيل الذي معناه ((الله معنا)) فهو كلمة الله المولود من الاب قبل كل الدهور والمولود من مريم في الزمن، والذي سيبقى معنا الى انقضاء العالم.

اليوم الخامس من الشهر المريمي

اليوم الخامس من الشهر المريمي

مباركة ثمرة بطنك:

عندما دخلت مريم بيت زكريا، والقت التحية على نسيبتها اليشباع، اجابت هذه المرأة الفاضلة في غمرة سعادتها الروحية، قائلة:
((مباركة انت في النساء، ومباركة ثمرة بطنك، من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي)) (لوقا 42:1).
كان لقاءهما في الحقيقة لقاء الامومة العجيبة في كلتيهما: امومة من الروح القدس في مريم، وامومة الايمان والثقة بالله في اليشباع العجوز.
ولم يسمع قبل هاتين الوالدتين ولا بعدهما على مدى تأريخ البشرية بامومة شبيهة بما حدث لهما.