حياة القديس جابريل لسيدة الآلام، شفيع الشباب

حياة القديس جابريل لسيدة الآلام

عيده 27 فبراير

وُلِد “فرانشيسكو پوسّنتي” (جابريل فيما بعد) في 1 مارس 1838م، في أسيزي بإيطاليا.
كان ترتيبه الحادي عشر بين ثلاثة عشر أخاً وأختاً. لأبيه “سانتي” الموظف بالحُكم المحلي و أمه “أجنيس”.
نال امعمودية يوم ميلاده بإسم “فرانشيسكو” تيمُناً بكونه أسيزي مثل القديس فرنسيس الأسيزي.
إنتقل والد فرانشيسكو بعد وقت قصير للعمل في “مونتالتو” ثم إلى “سبوليتو” حيث أصبح مُثَمِّن قضائي عام 1841م.
في “سبوليتو” عانت الأسرة من ظروف محزنة عديدة: في ديسمبر نفس عام الإنتقال إلى “سبوليتو” توفيت الإبنة الرضيعة “روزا”، ثم توفيت الإبنة “أديلا” ذات السبعة أعوام في يناير 1842م، ثم توفيت الأم “أجنيس” في نفس العام 1842م. وقتها كان فرانشيسكو في الرابعة من عمره.

في طفولته كان فرانشيسكو طفلاً صعب المِراس حيث كان شديد العصبية لفقدانه أمه في سن صغير، لكنه في المراهقة أصبح محل محبة وتقدير معارفه وجيرانه، لأنه كان مُهتماً بأعمال الرحمة الروحية والجسدية، كما تعلَّم من الإنجيل، فأصبحا المحبة والعطاء يغلبان على الطابع العصبي.
كما اشتُهِر بأناقته واعتدال مظهره، لكن بقيَ من مفاعيل المُراهقة أنه كان مشغولاً بحضور حفلات المجتمع الراقي في “سبوليتو” وسرعان ما أصبح أفضل من يجيد الإتيكيت ومراقصة الفتيات.

إرتبط عاطفياً بإحدى فتيات المدينة واعتزم خطبتها، لكن تصادف في نفس الفترة أن يزور ديراً لإخوة يسوع، وكان للزيارة أثراً في تحريك دعوة مُغايرة لدعوة الزواج، فبدأ يتكوَّن روحياً وتعليمياً في ديرهم، ثم انتقل ليقضي بعض الوقت في التكوين الدين العلمي لدى جامعة الأباء اليسوعيين في “سبوليتو” وقد أظهر إهتماماً وبراعة ملحوظة في الدراسة والتأمل، كما أتقن اللغة اللاتينية. وفي نفس الوقت تكونت رؤية واضحة لدى فرانشيسكو بأن دعوته هي في تكريس حياته لله من أجل الرسالة، ولكنه لم يتخذ قراراً بذلك.

عام 1851م مَرِضَ فرانشيسكو، ولكنه تمسَّك بالأمل بأنه إن كُتِبَ له الشفاء فسيذهب فوراً ليترهَّب، ثم نسىَ وعده. وتكرَّر الأمر عندما نجى من رصاصة طائشة كادت تصيبه أثناء رحلة صيد مع أقرانه. ثم عادت تُخَيِّم الأحداث المُحزنة على الأسرة مرّة أخرى، فقد توفي شقيقه “باولو”، وانتحر شقيق آخر هو “لورنزو” في عام 1853م. وعاود المرض جسد فرانشيسكو تأثراً بوفاة شقيقيه، وكانت محنة المرض أشدّ من سابقتها. حينها قرَّر أن يقدِّم النذر الرهباني حال شفائه، وبالفعل أتمّ ذلك.

تقدَّم بداية للإلتحاق بالرهبنة اليسوعية، ولأسباب غير معلومة لم يتم قبوله. فكانت صدمة شديدة رافقتها صدمة وفاة شقيقته الكبرى “ماريا لوسيا” بالكوليرا وهي التي كانت الأقرب إلى قلبه لأنها إعتنت به بعد وفاة والدته.

الـــدعــــوة:
الأخ “أولوسيوس” الراهب الدومنيكاني وشقيق فرانشيسكو، قام بإرشاده للتقدُّم لرهبنة آلام المسيح “Passionists” في مدينة “مورّوﭬـالي”. لم تكن هذه الخطوة تروق والد فرانشيسكو الذي استعان بكثير من الأقارب لكي يقنعوا فرانشيسكو بالعدول عن فكرة الترهُّب. إلا أن محاولاتهم لم تنجح. دخل فرانشيسكو مرحلة الإبتداء كطالب رهبنة في 19 سبتمبر 1856م. بعدها بيومين تسلَّم زيّ رهبنة آلام المسيح، تحت اسم الأخ “جابريل للعذراء سيدة الآلام” وقد جعل موضع تأمله وتكريسه في العذراء سيدة الآلام (الأحزان) لأنه كان دائماً يرى فيها الأم التي تُشاركه كل الأحزان التي ألمت به في محيط أسرته، بداية من اليُتم في سن مبكر ومروراً بوفاة بعض أشقاءه. وفي العام التالي أعلن جابريل نذوره للرهبنة. وكان مُرشده الروحي هو الأب “نوربرت للقديسة مريم”.

عام 1858 م إنتقل “جابريل” مع بعض زملائه طلبة الرهبنة إلى مدينة “بيـﭬـيتورينا” لإستكمال الدراسة لمدة عام، ثم إضطروا بسبب إضطرابات حدثت هناك أن ينتقلوا إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”.

إمتاز الأخ “جابريل” بتفوقه الأكاديمي بالتلازُم مع إرتفاع قامته الروحية بالصلوات والأصوام والتأمل بالكتاب المقدس. وفي الوقت نفسه بدأت تظهر عليه أعراض مرض السُلّ.
لم يكن خبر مرضه بالسُلّ مُحزِناً له، بل كان في الحقيقة مُفرِحاً! لأنه قرَّر أن يتوحد بآلام كل المرضى، ويدخل مدرسة الألم بشجاعة، بل إنه صلّىَ أن يموت ببطئ كي يزداد تقدُّساً بالألم.

كان دخوله في الألم غريباً، فبدل من أن تعود إليه طباعه العصبية التي عاش بها في طفولته، بدىَ أكثر صبراً وابتساماً، وحافظ على واجباته الرهبانية كاملة، برغم أنه كان معفياً من بعضها بحُكم المرض ورأي الأطباء. وعندما سائت الته ورقد على فراش الموت دون أن يستطيع القيام بواجباته، صار هو مصدر إلهام لإخوته بالدير، وكانوا يقضوا كل أوقات راحتهم معه ليكتسبوا حماساً و بسالة منه. قُبَيل وفاته طلب إراق مذكراته الروحية، حتى لا تكون مجال إكرام له بعد وفاته، لأنه كان يرى نفسه غير مُستحِقّ. فقط بقيت مخطوطات مراسلاته، ودراسته.

أثناء الخلوة الروحية بالدير التي تسبق نَيل سرّ الكهنوت، توفيَ جابريل بين إخوته بعطر القداسة وهو يحمل الصليب وصورة العذراء سيدة الآلام، مُبتسماً بسلام، في 27 فبراير 1862م قبل أن يُكمل عامه الرابع والعشرين بأيام.
شهود واقعة وفاته، قالوا أنه جلس في سريره بعد أن كان راقداً لا يقوى على النهوض، وكان ينظر إلى نور أشرق في غرفته وارتسم بشكل كيان، لم يميز الإخوة هيئة ذلك الكيان النوراني، لكنه كان السيدة العذراء على الأرجح.
يقول أحد الحاضرين وهو الأخ “برناردو ماريا ليسوع” أنه كان يشعر بالخجل من كونه لم يصل إلى هذه القامة الروحية التي وصل إليها جابريل برغم كونه قد دخل الإبتداء في نفس اليوم معه.

المصدر الرئيسي لقصة هذا الراهب الشاب القديس، كان ما دونه عنه مرشده الروحي الأب “نوربرت للقديسة مريم”.

تم دفن الأخ جابريل في دير”ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. في عام 1866م تم إجبار الرهبان على إخلاء هذا الدير، ولت الكنيسة التي دُفِنَ جابريل تحت أحد مذابحها مهجورة لمدة 30 عام. على مستوى شعبي – غير رسمي – إشتهرت سيرة قداسة الأخ جابريل في “تيرامو” وكان الناس يستشفعون به قبل أي إجراء لفت دعوى تطويبه. ولّوا يتوافدون على كنيسة الدير المهجورة يطلبون شفاعته، وكثيراً ما نالوا بها نعماً كانوا في حاجة إليها.
جائت لجنة من الإخوة رهبان آلالام المسيح ليعاينوا رفات القديس ويكتبون تقريراً عن حالتها، يرفقونه بطلب فتح دعوى تطويبه، فتجمهر الناس ظَنّاً منهم أنهم سيقومون بنقل الرفات من الكنيسة وناشدوهم ألا يفعلوا ذلك.
ثم بعد عامين عاد الرهبان بقرار حكومي إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ليمارسوا حياتهم الرهبانية به.
معجزتي شفاء موثقتين من بين كَمّ معجزات لم يتمكن أصحابها من إيجاد أدلة عليها، كانتا سبباً في تطويب الأخ جابريل: هما شفاء السيدة “ماريا مازيريلاّ” من السُلّ الرئوي والإلتهاب الأنسجة المُغَلِّفة للعظم. وشفاء لحظي لشخص يُدعى “دومنيك” من الفتق.

كما كان معروفاً من سيرة حياة القديسة “ﭼـيما جالجاني” أنها نالت الشفاء بشفاعته وهو من قادها روحياً للترهُّب برهبنة آلام المسيح للبنات، كما تصادف أنها توفيت بعطر القداسة في نفس عمره.
يُعتبر مزاره في دير “ايزولا ديل جران ساسو” هو أحد أماكن الحجّ الروحي الشهيرة بإيطاليا، التي يتوافد عليه الملايين سنوياً.

تم تطويب الأخ جابريل لسيدة الآلام عن يد البابا بيوس العاشر عام 1908م وقد حضر التطويب مرشده الروحي وبعض الإخوة الذين عاصروه في دير الإبتداء. وتم إعلان قداسته عن يد البابا بندكتس الخامس عشر عام 1920م، ودعاه شفيعاً للشباب الكاثوليكي. وشفيع طلبة الإكليركيات.

شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.

Comments

comments

  • صلاة لقلب يسوع الاقدس

    صلاة لقلب يسوع الاقدس (3)

    يا سيدي يسوع المسيح، الإله الأزلي الرحيم، خالق ومخلّص الجميع، استمع إلى صلاتي.

    بحق الحب الذي تكنّه لكلّ الذين يطلبون المغفرة، انظر إليّ بعين الرحمة، كما نظرت ذات يوم إلى مريم المجدلية، وإلى بطرس الذي أنكرك.

    انظر إليّ يا سيدي يسوع المسيح، كما نظرت إلى لص اليمين المعلّق على الصليب وإلى كلّ خاطئ غفرتَ له.

    انظر إليّ يا ربّي الرحيم، كما نظرت إلى أمّك مريم، الواقفة بحزن تحت الصليب.

    اجعلني أشعر في أعماق قلبي بالحنان الذي شعرتْ به تجاهك، واجعل عيناي تذرفان الدموع على حزنك الذي سببته حياتي الآثمة.

    اُدعُني لأعود من أعماق الظلمة إلى بيت أبي، أعطني قلباً جديداً وأجلسني بقربك على المأدبة التي أعددتَها لي.

    آمين.

    Comments

    comments

  • CONSECRATION-miraculous-medal (5)

    تساعية سيدة الأيقونة العجائبية

    باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.
     

    تُتلى الصلوات الثلاث التالية كلّ يوم في بداية التساعيّة
    هلمَّ أيّها الروح القدس

    فعل الندامة

    قانون الإيمان

    اليوم الأول:

    قيمة الأيقونة: انها تأتي من السماء
    نعم ,اذ انها ليست عمل فنان ماهر ولا تأليفا بارعًا أملاه تكريم حار لمريم.
    إنّها عطيّة العذراء القديسة نفسها، لقد اختارت جميع العلامات المحفورة عليها فينبغي علي إذًا أن أتأمل بمعناها.
    في مقدمة قداس اليوم السابع والعشرين من تشرين الثاني يوم عيد سيدة الأيقونة العجائبية نقرأ ما يلي:
    ’’ ستكون هذه كعلامة في يدك وبناء امام عينيك حتى تبقى شريعة الرب في فمك’’
    هذه هي ايقونتي:’’ علامة انتماء الى مريم وبناء امام عيني، أي مثال يجب ان اتشبه به’’
    هل أدركت حتى الآن كفاية قيمة الأيقونة العجائبية… هل أحملها بأمانة…

    اليوم الثاني:

    “كاترين لابوري حاملة سرّ مريم”

    يحبّ الله أن يستخدم ما هو ضعيف ومحتقر لدى العالم، لتحقيق تدبيره الخلاصيّ، حتّى يتبيّن أنّ الانتصار يأتي منه هو، فيمجّد ضعف الخليقة عظمته وحكمته تعالى

     ألم تكنهذه حال القدّيسة جان دارك وحال القدّيسة برناديت؟
    والعذراء القدّيسة اختارت راهبة مبتدئة صغيرة وأمّيّة، ابنة الريف، لتقدّم للعالم “الأيقونة العجائبيّة”. قالت الأخت كاترين لابوري يومًا: “استعملتني القدّيسة العذراء كي لا يستطيع أحد أن يشكّ!” ولزمت الصمت الكلّي، بتواضع عميق، طيلة حياتها، حول الإنعامات التي حصلت عليها. هذا الصمت أثار إعجاب البابا بيوس الحادي عشر لحظة تطويبها المجيد، فقدّم لها هذا التكريم الجميل:
    “إنّها حفظت سرّ ملكتها”.
    هل تجد القدّيسة العذراء في بعض الفضائل التي كانت تحبّها كثيرًا في الأخت كاترين لابوري؟ 

    اليوم الثالث:

    ’’ العذراء ذات الاشعة’’
    ’’ إنّ أيقونتي مختصر أخّاذ لمُجمل حقائق الايمان المسيحي’’
    هي نوع من منيمنة إلهية لم يغب عنها اي عنصر جوهري
    إن عقيدة الحبل بلا دنس كما تظهر على الأيقونة، متعلّقة بحقائق الإيمان الرئيسية من عقيدة الخطيئة الأصلية الى موضوع عيد الأيقونة العجائبية.
    إن العذراء النقيّة تطلّ علينا بيدين تنبعث منها أشعّة كما تقول هي، النعم التي توزعها على الأشخاص الذين يسألونها إيّاها.
    وفيما كانت كاترين تتعجّب من أن الاشعة لا تنبعث من الحجارة الكريمة التي تزين اصابعها ,اوحي اليها’’ ان هذه الحجارة التي تبقى في الظل تمثل النعم التي تنسون ان تطلبوها مني’’
    هل فهمتُ أني أحصل على النعم بشفاعة مريم…

    اليوم الرابع:

    ’’ يامريم يامن حبل بها بلا دنس، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الملتجئين اليكِ’’.
    الصلاة المكتوبة على ايقونتي هي مريم نفسها التي علمتني اياها .
    هذه العبارة التي ترجمت الى كل اللغات وتردّدت في كل مكان من العالم، أدخلت الإيمان بالحبل بلا دنس الى جميع الأذهان والقلوب.
    لنرددها بدون كلل ولنعلمها لأطفالنا والمرضى ولجميع الذين هم في الضيق.
    لنزرع هذا الدعاء في الشوارع، في رحلاتنا وفي محيطنا العائلي والاجتماعي.
    هذا الدعاء الذي علمتني اياه مريم، هل يرد تلقائيا على شفاهي ..هل أتلوه بإيمان وثقة…

    اليوم الخامس:
    “الحيّة التي تدوسُ مريم رأسها”
    ورد في سفر التكوين: “سأجعل عداوة بينك وبين المرأة، ستدوس رأسك وأنت ستحاولين أن تجرحي عقبها”.
    مريم هي تلك المرأة المعلن عنها منذ فجر الكون. وقد شاءت أن تظهر في هذه الحالة على الأيقونة. هذه الحيّة المنفرة، نحن نعرفها، إنّها التجربة، إنّه الشيطان: يصفر، يغوي، ويحاول أن يجرح العذراء، لكنّه يسعى باطلًا!
    إذ أنّها أقوى منه! إنّها بريئة من أي دنس! غالبًا ما تترصّدنا التجربة مثل الحيّة الجهنّميّة. ولكن لنا النعمة الإلهيّة لمساعدتنا! لنا مريم! لا ننسين هذا أبدًا!
    إذا ما تعرّضت للتجربة، هل أفكّر دائمًا في أن أدعو أمّي السماويّة؟
    هل أثق كفاية بشفاعتها الكليّة القدرة؟

    اليوم السادس:

    “حرف الميم (M) في الأيقونة”

    أجد على ظهر الأيقونة علامات رمزيّة، أوّلها الحرف الأوّل لاسم مريم المبارك: الميم (M) التي تبدو وكأنّها قاعدة لصليب يسوع.
    مريم لا تنفصل عن ابنها. ينبغي عليّ أن أدخلها إلى صلب حياتي، لكي تساعدني على حمل أثقالي.
    ليكن اسمها محفورًا في قلبي، حاضرًا دائمًا في ذاكرتي، مستعدًّا دائمًا لكي يتدفّق من شفاهي ولتكن كلمات القدّيس برنردوس مطبوعة في مخيّلتي: “إذا ما جابهتكم التجارب وساورتكم الشكوك، وانتابتكم المشقّات، ارفعوا أعينكم إلى النجمة وادعوا مريم!”.
    هل لمريم مكان في حياتي الشخصيّة والحميمة؟
    هل هي بالنسبة لي أكثر من تمثال؟ لا بل شخص حيّ، مستعدّ دائمًا لأن يستقبلني ويصغي إليّ ويستجيبنيي؟

    اليوم السابع:
    “صليب أيقونتي”
    الصليب الذي يعلو حرف الميم (M) هو رمز للحياة المسيحيّة كلّها. لقد تقاسمت القدّيسة العذراء الصليب مع يسوع. وتحلّت بالرأفة مع تحمّل الآلام.
    “وكانت أمّه واقفة” نعم وقفت مريم على أقدام هذا الصليب. وها هي تقدّمه لنا على الأيقونة واعدة إيّانا بأنّها ستقاسمنا صليبنا وتساعدنا على حمله.
    “إنّ الصليب هو الطريق الملوكيّ الذي يقودنا إلى السماء”. علَّ العذراء القدّيسة تفهمنا هذه الحقيقة!
    هل أطلب من العذراء القدّيسة أن تساعدني وقت المحنة؟
    هل أنا مقتنع بأنّها تتحسّس معي آلامي وتريد أن تخفّفها؟

    اليوم الثامن:
    “القلبان المحفوران على الأيقونة”

    إنّ قلب يسوع، المكلّل بالشوك، قريب من قلب مريم المطعون بالحربة. في الحبّ كما في الآلام، هذان القلبان لا ينفصلان.
    إنّ قلب يسوع هو مثال القداسة، ينبوع كلّ النِّعَم، وقلب مريم هو المرأة التي تعكس بأمانة الكمال الإلهيّ، القلب الذي بواسطته فاضت النِّعم على العالم.
    لا يجب أبدًا أن نَفصُل الأم عن الابن. إذ إنّ هذا الفصل يتعارض مع النظام الذي أراده الله. لنذهب دائمًا إذًا إلى يسوع بواسطة مريم ولا نفصل أبدًا بينهما في حبّنا.

    هل أنا وفيّ في تكريم قلب يسوع الأقدس في أوّل يوم جمعة من الشهر؟
    وفي تكريم قلب مريم الطاهر في أوّل يوم سبت من الشهر؟

    اليوم التاسع:
    “نجوم إيقونتي”
    إنّ النجوم الموجودة في الأيقونة رائعة الجمال، ولكنّها أيضًا رمزيّة!
    تذكّرنا بالرسل الاثني عشر، والقدّيسين الذين تبعوا المسيح يسوع مثلهم وحصلوا بشفاعة مريم على إكليل المجد.
    النجوم تبيّن ضرورة التزامنا الرسوليّ فنسعى وراء الأنفس التي فقدت إيمانها المسيحيّ، لا بل أصبحت وثنيّة (وكم هي للأسف كثيرة في محيطنا) فنقودها إلى يسوع بشفاعة مريم!
    هل أقوم بأي عمل رسوليّ؟
    هل أعي أنّي مسؤول عن الأصدقاء الذين يحيطون بي؟ وخاصّة عن ذويّ؟

    Comments

    comments

  • القديسة لوسيا

    تساعية للقديسة لوسيا، البتول الشهيدة (شفيعة مرضى العيون)

    ملتجأ نحو صلاحك يا الله نسألك باتضاع بشفاعة القديسة لوسيا، العذراء والشهيدة، أن تعطي عيوننا نظرا مستقيما حتى نخدمك بكل أمانة لمجدك وعظمتك. يا قديسة لوسيا صلي من أجلنا واحصلي لنا على النعمة التي نطلبها من الله بشفاعتك. أمين

    نبذة مختصرة عن حياة القديسة لوسيا:

    وُلدت القدِّيسة ” لوسي ” في ” سيراكوزا ” بجزيرة ” صقلِّيّة ” في سنة (283م)، وكان والداها من أغنياء المدينة الأتقياء، وقد ربَّياها تربيّة مسيحيّة، وعندما مات والدها وهي في السادسة من عمرها، تقدَّم إليها شاب وثنيّ ليخطبها، فوافقت ” أوتيكا ” أُمَّها على أمل دخوله المسيحيّة، فطلبت ” لوسي ” مدَّة لتقرر، وخلالها مَرَضَتْ الأُم فتشفَّعت ” لوسي ” لدى القدِّيسة أغاثي فظهرت لها في حُلمٍ، وطلبت منها أن تُصلِّي لرب المجد وقد كان وشُفيت والدتها، فوعدتها بأنَّها لن تُرغمها على الزواج من الشاب الوثنيّ ثمَّ وزَّعت ” لوسي ” ممتلكاتهما على الفقراء، فوشى الشاب الوثنيّ بها للحاكم ” بسكاسيوس “، فأرسل وقبض على لوسي وعذَّبها، ولمَّا اشتهاها لجمال عينيها قلعتهما وألقتهما في وجهه! فأمر بوضعها في بيت دنس لتسقط في الخطيّة فظهر لها رب المجد وثبتها في مكانها كالصخرة فعجز الجنود عن تحريكها، فربطوها بحبال وشدوها من مكانها، وعندما ألقوها في النار صلَّت فلم تحرقها، فأمر الحاكم بضرب عُنقها بالسيف ولكن الضربة لم تفصل رأسها فلم تمت في الحال، فأخذها المؤمنون إلى بيت قريب وجاء كاهن وناولها ثم رقدت بسلام في  13/12/304م ومنذ بداية القرن الرابع الميلاديّ، والمسيحيّون في الغرب يتَّخذون من القدِّيسة لوسي شفيعة للمكفوفين ومرضى العيون وضعاف البصر، وتُرسم صورتها وهي حاملة عينيها في طبق.
    بركتها المُقدَّسة فلتكن معنا آمين

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • حياة القديس جابريل لسيدة الآلام

    حياة القديس جابريل لسيدة الآلام، شفيع الشباب

    عيده 27 فبراير

    وُلِد “فرانشيسكو پوسّنتي” (جابريل فيما بعد) في 1 مارس 1838م، في أسيزي بإيطاليا.
    كان ترتيبه الحادي عشر بين ثلاثة عشر أخاً وأختاً. لأبيه “سانتي” الموظف بالحُكم المحلي و أمه “أجنيس”.
    نال امعمودية يوم ميلاده بإسم “فرانشيسكو” تيمُناً بكونه أسيزي مثل القديس فرنسيس الأسيزي.
    إنتقل والد فرانشيسكو بعد وقت قصير للعمل في “مونتالتو” ثم إلى “سبوليتو” حيث أصبح مُثَمِّن قضائي عام 1841م.
    في “سبوليتو” عانت الأسرة من ظروف محزنة عديدة: في ديسمبر نفس عام الإنتقال إلى “سبوليتو” توفيت الإبنة الرضيعة “روزا”، ثم توفيت الإبنة “أديلا” ذات السبعة أعوام في يناير 1842م، ثم توفيت الأم “أجنيس” في نفس العام 1842م. وقتها كان فرانشيسكو في الرابعة من عمره.

    في طفولته كان فرانشيسكو طفلاً صعب المِراس حيث كان شديد العصبية لفقدانه أمه في سن صغير، لكنه في المراهقة أصبح محل محبة وتقدير معارفه وجيرانه، لأنه كان مُهتماً بأعمال الرحمة الروحية والجسدية، كما تعلَّم من الإنجيل، فأصبحا المحبة والعطاء يغلبان على الطابع العصبي.
    كما اشتُهِر بأناقته واعتدال مظهره، لكن بقيَ من مفاعيل المُراهقة أنه كان مشغولاً بحضور حفلات المجتمع الراقي في “سبوليتو” وسرعان ما أصبح أفضل من يجيد الإتيكيت ومراقصة الفتيات.

    إرتبط عاطفياً بإحدى فتيات المدينة واعتزم خطبتها، لكن تصادف في نفس الفترة أن يزور ديراً لإخوة يسوع، وكان للزيارة أثراً في تحريك دعوة مُغايرة لدعوة الزواج، فبدأ يتكوَّن روحياً وتعليمياً في ديرهم، ثم انتقل ليقضي بعض الوقت في التكوين الدين العلمي لدى جامعة الأباء اليسوعيين في “سبوليتو” وقد أظهر إهتماماً وبراعة ملحوظة في الدراسة والتأمل، كما أتقن اللغة اللاتينية. وفي نفس الوقت تكونت رؤية واضحة لدى فرانشيسكو بأن دعوته هي في تكريس حياته لله من أجل الرسالة، ولكنه لم يتخذ قراراً بذلك.

    عام 1851م مَرِضَ فرانشيسكو، ولكنه تمسَّك بالأمل بأنه إن كُتِبَ له الشفاء فسيذهب فوراً ليترهَّب، ثم نسىَ وعده. وتكرَّر الأمر عندما نجى من رصاصة طائشة كادت تصيبه أثناء رحلة صيد مع أقرانه. ثم عادت تُخَيِّم الأحداث المُحزنة على الأسرة مرّة أخرى، فقد توفي شقيقه “باولو”، وانتحر شقيق آخر هو “لورنزو” في عام 1853م. وعاود المرض جسد فرانشيسكو تأثراً بوفاة شقيقيه، وكانت محنة المرض أشدّ من سابقتها. حينها قرَّر أن يقدِّم النذر الرهباني حال شفائه، وبالفعل أتمّ ذلك.

    تقدَّم بداية للإلتحاق بالرهبنة اليسوعية، ولأسباب غير معلومة لم يتم قبوله. فكانت صدمة شديدة رافقتها صدمة وفاة شقيقته الكبرى “ماريا لوسيا” بالكوليرا وهي التي كانت الأقرب إلى قلبه لأنها إعتنت به بعد وفاة والدته.

    الـــدعــــوة:
    الأخ “أولوسيوس” الراهب الدومنيكاني وشقيق فرانشيسكو، قام بإرشاده للتقدُّم لرهبنة آلام المسيح “Passionists” في مدينة “مورّوﭬـالي”. لم تكن هذه الخطوة تروق والد فرانشيسكو الذي استعان بكثير من الأقارب لكي يقنعوا فرانشيسكو بالعدول عن فكرة الترهُّب. إلا أن محاولاتهم لم تنجح. دخل فرانشيسكو مرحلة الإبتداء كطالب رهبنة في 19 سبتمبر 1856م. بعدها بيومين تسلَّم زيّ رهبنة آلام المسيح، تحت اسم الأخ “جابريل للعذراء سيدة الآلام” وقد جعل موضع تأمله وتكريسه في العذراء سيدة الآلام (الأحزان) لأنه كان دائماً يرى فيها الأم التي تُشاركه كل الأحزان التي ألمت به في محيط أسرته، بداية من اليُتم في سن مبكر ومروراً بوفاة بعض أشقاءه. وفي العام التالي أعلن جابريل نذوره للرهبنة. وكان مُرشده الروحي هو الأب “نوربرت للقديسة مريم”.

    عام 1858 م إنتقل “جابريل” مع بعض زملائه طلبة الرهبنة إلى مدينة “بيـﭬـيتورينا” لإستكمال الدراسة لمدة عام، ثم إضطروا بسبب إضطرابات حدثت هناك أن ينتقلوا إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”.

    إمتاز الأخ “جابريل” بتفوقه الأكاديمي بالتلازُم مع إرتفاع قامته الروحية بالصلوات والأصوام والتأمل بالكتاب المقدس. وفي الوقت نفسه بدأت تظهر عليه أعراض مرض السُلّ.
    لم يكن خبر مرضه بالسُلّ مُحزِناً له، بل كان في الحقيقة مُفرِحاً! لأنه قرَّر أن يتوحد بآلام كل المرضى، ويدخل مدرسة الألم بشجاعة، بل إنه صلّىَ أن يموت ببطئ كي يزداد تقدُّساً بالألم.

    كان دخوله في الألم غريباً، فبدل من أن تعود إليه طباعه العصبية التي عاش بها في طفولته، بدىَ أكثر صبراً وابتساماً، وحافظ على واجباته الرهبانية كاملة، برغم أنه كان معفياً من بعضها بحُكم المرض ورأي الأطباء. وعندما سائت الته ورقد على فراش الموت دون أن يستطيع القيام بواجباته، صار هو مصدر إلهام لإخوته بالدير، وكانوا يقضوا كل أوقات راحتهم معه ليكتسبوا حماساً و بسالة منه. قُبَيل وفاته طلب إراق مذكراته الروحية، حتى لا تكون مجال إكرام له بعد وفاته، لأنه كان يرى نفسه غير مُستحِقّ. فقط بقيت مخطوطات مراسلاته، ودراسته.

    أثناء الخلوة الروحية بالدير التي تسبق نَيل سرّ الكهنوت، توفيَ جابريل بين إخوته بعطر القداسة وهو يحمل الصليب وصورة العذراء سيدة الآلام، مُبتسماً بسلام، في 27 فبراير 1862م قبل أن يُكمل عامه الرابع والعشرين بأيام.
    شهود واقعة وفاته، قالوا أنه جلس في سريره بعد أن كان راقداً لا يقوى على النهوض، وكان ينظر إلى نور أشرق في غرفته وارتسم بشكل كيان، لم يميز الإخوة هيئة ذلك الكيان النوراني، لكنه كان السيدة العذراء على الأرجح.
    يقول أحد الحاضرين وهو الأخ “برناردو ماريا ليسوع” أنه كان يشعر بالخجل من كونه لم يصل إلى هذه القامة الروحية التي وصل إليها جابريل برغم كونه قد دخل الإبتداء في نفس اليوم معه.

    المصدر الرئيسي لقصة هذا الراهب الشاب القديس، كان ما دونه عنه مرشده الروحي الأب “نوربرت للقديسة مريم”.

    تم دفن الأخ جابريل في دير”ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. في عام 1866م تم إجبار الرهبان على إخلاء هذا الدير، ولت الكنيسة التي دُفِنَ جابريل تحت أحد مذابحها مهجورة لمدة 30 عام. على مستوى شعبي – غير رسمي – إشتهرت سيرة قداسة الأخ جابريل في “تيرامو” وكان الناس يستشفعون به قبل أي إجراء لفت دعوى تطويبه. ولّوا يتوافدون على كنيسة الدير المهجورة يطلبون شفاعته، وكثيراً ما نالوا بها نعماً كانوا في حاجة إليها.
    جائت لجنة من الإخوة رهبان آلالام المسيح ليعاينوا رفات القديس ويكتبون تقريراً عن حالتها، يرفقونه بطلب فتح دعوى تطويبه، فتجمهر الناس ظَنّاً منهم أنهم سيقومون بنقل الرفات من الكنيسة وناشدوهم ألا يفعلوا ذلك.
    ثم بعد عامين عاد الرهبان بقرار حكومي إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ليمارسوا حياتهم الرهبانية به.
    معجزتي شفاء موثقتين من بين كَمّ معجزات لم يتمكن أصحابها من إيجاد أدلة عليها، كانتا سبباً في تطويب الأخ جابريل: هما شفاء السيدة “ماريا مازيريلاّ” من السُلّ الرئوي والإلتهاب الأنسجة المُغَلِّفة للعظم. وشفاء لحظي لشخص يُدعى “دومنيك” من الفتق.

    كما كان معروفاً من سيرة حياة القديسة “ﭼـيما جالجاني” أنها نالت الشفاء بشفاعته وهو من قادها روحياً للترهُّب برهبنة آلام المسيح للبنات، كما تصادف أنها توفيت بعطر القداسة في نفس عمره.
    يُعتبر مزاره في دير “ايزولا ديل جران ساسو” هو أحد أماكن الحجّ الروحي الشهيرة بإيطاليا، التي يتوافد عليه الملايين سنوياً.

    تم تطويب الأخ جابريل لسيدة الآلام عن يد البابا بيوس العاشر عام 1908م وقد حضر التطويب مرشده الروحي وبعض الإخوة الذين عاصروه في دير الإبتداء. وتم إعلان قداسته عن يد البابا بندكتس الخامس عشر عام 1920م، ودعاه شفيعاً للشباب الكاثوليكي. وشفيع طلبة الإكليركيات.

    شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.

    Comments

    comments

  • القديس نيقولاوس

    القديس نيقولاوس – أسقف مايرا

    شفيع الأطفال الصغار و أطفال المدارس

    كان القديس نيقولاوس أسقف مدينة تدعى مايرا في لسيا التابعة للامبراطورية البيزنطية (تركيا) في أوائل القرن الرابع الميلادي حيث كان كاهنا مسيحيا و أصبح أسقفا فيما بعد.
    كان شخصا ثريا و جاب البلاد يساعد الناس و يوزع الهدايا من الأموال و الهدايا الأخرى.

    يُعرف هذا القديس في هولندا و شمال بلجيكا باسم القديس نيكولاس أو سينتركلاوس.
    وصل إلى هولندا عبر البحر من إسبانيا قبل أسبوعين من عيد مولده التقليدي في 6 كانون الأول مع مساعده بيت الأسود و الذي سيساعده في توزيع الهدايا و الحلوى على جميع الأطفال الجيدين.

    تخبرنا أشهر قصة عن القديس نيقولاوس كيف ساعد ثلاث أخوات شابات تعيسات كان الشبان يتقدمون لخطبتهن و لكن لم يكن لديهن مهور لأن والدهن و هو نبيل فقير لم يكن قادرا على توفير المال و لم تتمكنّ من الزواج بسبب ذلك.

    من المرجح أنه قد توفي في 6 كانون الأول عام 346 في مايرا، لذلك يحتفل بعيده في هذا التاريخ.
    و يعتقد أن ذخائره موجودة في باري بإيطاليا. و هو معروف لكرمه الشديد كما أنه شفيع الأطفال الصغار و أطفال المدارس.

    هذا هو أكثر ما يعرف عنه في الغرب.

    عيده: 6 كانون الأول/ ديسمبر

    Comments

    comments

  • حياة القديس مارتن دي بورس

    حياة القديس مارتن دي بورس

     

    ولد مارتن عام 1579م في ليما عاصمة ﺑﻴﺮﻭ لأب إسباني نبيل وأم ﻋﺒﺪﺓ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
    بعد ميلاد شقيقته التي كانت تصغره بعامين تخلى الأب عنهما، وعملت الأم أعمال بسيطة لتنفق عليهما.
    وبعد عامين من التعليم الأساسي تم تحويل مارتن لتعلم أعمال التمريض حيث كان هذا هو التعليم الوحيد المتاح للسود إذ كان محظور عليهم استكمال تعليم عال.
    تربى مارتن في فقر شديد لكنه تعلم الإيمان في بيت أمه، كان يعمل في النهار ويسهر للصلاة في الليل.

    في سن 15 أراد مارتن الإلتحاق برهبنة الدومنيكان ليصير راهبا وكاهنا.
    ولكن بحسب القوانين في دولة بيرو المحتلة من إسبانيا كان ممنوعا على الأفارقة والهنود ومختلطي العرق الترهب من الدرجة الأولى أو الكهنوت، فطلب مارتن أن يكون أخ مكرس من الدرجة الثالثة المسماة درجة الوردية المقدسة. وهي درجة تكريس أقل من الرهبنة، ويسند لأصحابها الأعمال الإدارية والخدمية مع دراسة الكتاب المقدس واللاهوت.

    فإضطرت الرهبنة لقبوله كخادم فقط دون أن تعطيه درجة مكرس، فتقبل مارتن دي بورس الأحكام والقوانين العنصرية بتواضع حبا ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ودون أن يحاول الإستناد لنسب أبيه، كما لم يرتدي زي تكريس الدرجة الثالثة إلا في سن 24 بعد اشتهار حسن سيرته واتضاعه وإلتزامه بالتكريس برغم عدم قبول تكرسه رسميا!

    إلتزم الأخ مارتن الفقر والطاعة والعفة وتجرد عن كل زينة وصام عن اللحوم، كما كان يتبنى أقل الأعمال ﻗﻴﻤﺔ حتى يكسر كبرياءه بعد إرتداء زي ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﺲ، إذ إلتزم بأعمال النظافة للمكان الذي تولاه كما كان وهو ﺧﺎﺩﻡ، وخدمة المسنين بكل قلبه.
    كما أنشأ دار ﻟﻸﻳﺘﺎﻡ تولاها بنفس الرعاية. إشتهر بالـرحــمــة وشهد أكثر من شخص معجزات إرتفاعه عن الأرض أثناء ﺍﻟﺼﻼﺓ، وكذلك بالسياحة (أي التواجد بمكانين ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ في نفس الوقت). والدخول من أبواب ﻣﻐﻠﻘﺔ.
    كما اشتهر بمعرفة معجزية رغم دراسته المحدودة بالنسبة لأقرانه من الرهبان والمكرسين. وأيضا اشتهر بقدرته على التواصل مع الحيوانات وفهمها، إذ كان يرعاها ويرحمها أيضا.
    إلى جانب معجزات شفاء كثيرة تمت في الحال لمرضى كان يخدمهم.
    يذكر أنه كان مأخوذا بعبادة القربان الأقدس لدرجة أنه وفيما كان رﺍكعا أمامه على إحدى درجات سلم ﺍﻟﻤﺬﺑﺢ إشتعلت حوله النار ودخل كل من كانوا ﻭﺭﺍءﻩ في حالة ذعر وفوضى فيما لم يكن هو واعيا لما يحدث.
    كما يحكى عن رحمته أنه عندما امتلأت الأسرة بالمسنين في الدار، بينما وجد فقيرا مسنا يتسول وهو شبه عاري، أخذه مارتن وأعطاه فراشه الخاص، وعندما ﻻﻣﻪ أحد الإخوة لأن الرجل لم يكون نظيفا لينام في فراشه حتى الصباح، أجاب دي بورس : “الرحمة أفضل من النظافة”.

    أشهر معجزاته إبهارا ﻛﺎﻥ عندما ضرب الوباء ليما وأصاب 60 من الرهبان المبتدئين، فتم إغلاق باب ﻳﻔﺼﻞ دير الإبتداء عن دير الرهبان الأقدم حتى لا تنتشر العدوى وكان بين دير المكرسين القدماء مارتن دي بورس، الذي أراد أن يتمكن من خدمتهم، بل ونقلهم إلى دير الرهبان الأقدم لإتساعه ووجود وسائل تدفئة فيه. ونقل عدد منهم بالفعل من خلال إنتقاله بين الديرين والباب بينهما مفلق ومفتاحه ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ مع مدبر الدير.

    توفي مارتن دي بورس عن عمر 59 قضى معظمها في خدمة المسنين والرحمة بكل من حوله. فإعتبر رداءه التكريسي وسيلة للتبرك، واعتبره معاصريه قديس قبل رفع دعوى تطويبه من كثرة النعم والمراحم السماوية التي تمت بشفاعته.

    وتعيد له الكنيسة في ذكرى إنتقاله 3 نوفمبر، وتضعه كشفيع للهجناء (مختلطي العرق) ومن يعانون العنصرية.

    بركة شفاعته وشهادة حياته فلتكن معنا. آمين.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  سير قديسين

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا مار يوسف علمني أن أكون متواضعاً في نجاحي صبوراً في شدائدي غيورا على خلاص نفسي لكي أستحق أن أتمتع برؤيتك في السماء حيث أسبح الهي معك الى الابد الابدين. آمين

اعلان

Facebook