اليوم الحادي والعشرون من الشهر المريمي

تأمل في التوبة

تأمل في التوبة:

اننا نطلب دائماً من العذراء القديسة ان تصلي لاجلنا نحن الخطاة، كلما تلونا ((السلام الملائكي)).
ثم ندعوها في طلبتها ((يا ملجأ الخطاة)).
فنحن نعترف في اعماق انفسنا باننا خطاة فعلاً، كيف لا ونحن ابناء آدم، ومنذ معصية ابوينا الاولين، حدث في داخل النفس البشرية صراع هائل بين الخير والشر، بين النعمة والتمرد، بين الرغبة لعمل الخير والميول لاقتراف الشر، بين ماهو روحي في داخلنا يحاول التسامي بنا نحو الله، وبين ضعف الطبيعة البشرية الذي يجرنا الى الحضيض.
ولقد عبر مار بولص عن ضعف الانسان قائلاً: ((فاني لست اعرف ما انا صانعه، اذ لست اعمل الشيء الذي اهواه، بل الأمر الذي ابغضه اياه اعمل)).

اليوم العشرون من الشهر المريمي

المسبحة والعذراء

تأمل في زوال العالم:

كلما تلونا ((السلام الملائكي))، فاننا نختمه بهذه الكلمات ((صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا)).
اننا نقر بهذه الكلمات، بكل تواضع باننا خطاة، ونعبر عن الحقيقة التي لا مفر منها وهي النهاية المزمعة لكل كائن حي، الا وهي الموت الذي يضع حداً لحياتنا مهما طالت.

اننا نحيا في الزمن، والزمن يمضي سريعاً، اطال هذا الزمن ام قصر في حساب التاريخ، فهو يزول، ونحن نزول معه، فالبقاء لله وحده، اذ هو سبحانه وتعالى ازلي لا بداية له، وابدي لانهاية له، فهو فوق الزمن.
فما قيمة الزمن في حياة الانسان يا ترى ؟ هناك زمن بشري.
لا يلتفت لله، ولا يهتم بما هو لله، يمضي دون هدف، فهو فراغ اذ لا حياة فيه ولا غاية يحققها.
وهناك زمن يحركه الحب لله وينطلق نحو غاية سامية اخيرة هي الالتقاء بالله.

اليوم الثامن عشر من الشهر المريمي

المسبحة الوردية

المسبحة الوردية:

تعد صلاة الوردية من الصلوات الاكثر انتشاراً بين المسيحيين منذ العصور الوسطى والى اليوم، وهي في الواقع مهمة جداً لاسباب ثلاثة: لانها تلخص التعليم المسيحي وهي مراجعة مبسطة لاحداث الانجيل وحياة الفادي، وهي اخيراً مدرسة للتأمل الروحي.

ان الصلاة الربية التي تتلى في بدء كل سر من اسرار الوردية هي اجمل صلاة لان ربنا يسوع المسيح هو الذي علمنا اياها وحثنا على تلاوتها.
اما السلام الملائكي الذي نكرره فهو احلى تحية نلقيها على امنا العذراء.
والاسرار التي نتأمل بها فهي باقسامها الاربعة، اي:
اسرار الفرح واسرار النور، واسرار الحزن، واسرار المجد.

اليوم التاسع عشر من الشهر المريمي

اليوم التاسع عشر من الشهر المريمي

هوذا ابنك – هذه أمك:

فيما كان يسوع يقاسي امر الالام وهو على الصليب، كانت عيناه تبحثان عن صديق، فلم يلق سوى اعداء هازئين ساخرين.
فامال رأسه واحط بنظرة ارتياح الى امه، والى تلميذه الامين يوحنا.
فاراد ان يوصي بامه خيراً، اذ ليس لها اولاده غيره يتدبرون امرها من بعد رحيله، وليس احب الى قلبه من تلميذه الشجاع الذي رافقه الى الجلجلة غير هياب.
عندئذ والحب غمرة في عينيه، والعذوبة في صوته، اعلن وصيته الاخيرة وعظيم حبه للانسانية التي بذل نفسه عنها بان منحها ممثلة بشخص تلميذه يوحنا والدته اماً تواصل بعده، بشفاعتها عمل الفداء، تسأل الله الرأفة بهم في ايام المحن، وتستمد لهم من لدنه النعم والخيرات.
فقال لمريم مشيراً الى يوحنا: ((يا امرأة هوذا ابنك))، والتفت الى يوحنا وقال: ((هذه امك)) (يوحنا 19 : 26 – 27 ).

اليوم السابع عشر من الشهر المريمي (تحت ذيل حمايتك)

قلب مريم الطاهر

تحت ذيل حمايتك

تعتبر هذه الصلاة من أقدم الصلوات الخاصة بمريم العذراء، اذ انها ترقى الى منتصف القرن الثالث، وهي تعبر بكلمات بسيطة عن مشاعر الحب
واللجوء البنوي الى البتول القديسة.
لقد استلهم مؤلفها مطلع الصلاة من المزمور السادس عشر حيث تقول الاية: ((وبظل جناحيك استرني)).

وهكذا فان مريم تبسط جناحيها اي ذراعيها كملجأ امين يهرع اليه المؤمنون في ساعات الشدة والخطر فيجدون فيه ملاذا اميناً، وعونا قويا، وحنانا والديا.

ان هذه الصلاة تذكرنا بعهود الاضطهادات التي شنتها الوثنية على الكنيسة الناشئة، عندما استشهد عدد كبير من المسيحيين لتمسكهم بعقيدتهم
وولائهم للمسيح.
ففي ساعاتهم الاخيرة والموت يحدق بهم كانوا يرفعون الحاظهم وقلوبهم الى مريم يطلبون عونها لئلا يفقدوا شجاعتهم ويخونوا ربهم.

اليوم السادس عشر من الشهر المريمي (ممارساتنا الدينية)

مريم العذراء شهر أيار

ممارساتنا الدينية:

اكملت مريم العذراء بعد مولدها ليسوع رتبا دينية عملأً باوامر الشريعة القديمة.
فبعد ثمانية ايام من ولادة الطفل اخذته الى حيث اجرت ختانته، وفي تلك المناسبة اطلق عليه اسم ((يسوع)) اي المخلص (لوقا 2 : 21).

وبعد اربعين يوما من مولده وهي الفترة الضرورية لتطهر المرأة بعد وضعها لوليدها، صعدت مريم تحمل يسوع و يرافقهما يوسف الى الهيكل من اجل تقديم يسوع وتقريب ذبيحة عنه (لوقا 2 : 22 – 24 ).

اكملت مريم كل ذلك رغم انها لم تكن تحتاج اليه، لانها نقية طاهرة وقد حبلت بقوة الروح القدس.

اليوم الخامس عشر من الشهر المريمي

مريم العذراء تحافظ على ابنائها

مريم العذراء تحافظ على ابنائها:

ان مريم العذراء تهتم بالمتعبدين لها، وتهرع لمساعدتهم في مختلف احتياجاتهم روحية كانت ام زمنية، وتسهر عليهم وتحافظ عليهم.
يروي لنا الانجيل الطاهر حادثة تظهر لنا اهتمام مريم الوالدي، وذلك في عرس قانا الجليل، اذ كانت مريم حاضرة هناك، ثم جاء يسوع يتبعه تلاميذه وكان ذلك في مطلع حياته العلنية.
وقد لاحظت مريم ارتباك اهل العرس لان الخمر قد نفذ.
فرقت لحال العريسين وارادت ان تفعل شيئا لهما، فبادرت الى يسوع ودنت منه هامسة بكلمات اعربت له فيها عن ضيقة اهل العرس وحاجتهم الماسة، فحركت شفقته، مستنجدة قدرته بقولها: ((ليس عندهم خمر)).

اليوم الرابع عشر من الشهر المريمي

مريم العذراء مثال المرأة المسيحية

مريم العذراء مثال المرأة المسيحية:

ان مريم العذراء تحتل مقاما رفيعا في حياتنا الدينية لانها حواء الجديدة القائمة قرب آدم الجديد.
وكما انفتحت اولى صفحات العهد القديم بذكر سقوط المرأة ومعها البشرية كلها، هكذا انفتحت اولى صفحات العهد الجديد بذكر مريم، حواء الخلاص، التي دعاها موفد السماء ((الممتلئة نعمة)) اذ بشخصها بدأ عهد النعمة.

ان امومتها الالهية، ومساهمتها في خلاص البشرية، رفعاها الى مكانة مثالية سامية.
وعندما قالت للملاك: ((ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك)) قدمت ذاتها و قرنت تقدمتها بتقدمة ابنها.
وفي مجرى حياتها اعطت ارفع المثل واسماها في في البساطة، وحياة الصلاة وخدمة القريب، فدعت المؤمنين كافة، والنساء بنوع اخص للاقتداء بها والتمرس على فضائلها في حياتهن.
فهي كأمرأة اصبحت مثال المرأة الاعلى في الايمان و التواضع والطهارة، والتضحية ونكران الذات والمحبة المتفانية.

اليوم الثالث عشر من الشهر المريمي

الاقتداء بمريم

الاقتداء بمريم:

ان مريم العذراء ((قديسة)) بكل معنى الكلمة.
فهي الوحيدة بين الخلائق، صانها الله بنعمة خاصة منه، من كل خطيئة.
وقد تجاوبت بدورها مع موهبة الله السامية الفريدة، فعاشت بكمال القداسة دون ان تخطأ البتة، واصبحت لذلك مرآة للقداسة و للفضائل كافة.
فحياتها كلها ايمان بالله وثقة بتصميمه الخلاصي وطاعة تامة لتدابيره، الى جانب حب لا حدود له، وعطاء بدون قيد او شرط.

فهي المثال الاسمى للمؤمنين ليقتدوا بها ويسيروا على خطاها في طريق القداسة.

اليوم الثاني عشر من الشهر المريمي

مريم وسيطة الخيرات

مريم وسيطة الخيرات:

ان مهمة مريم العذراء كأم نحو البشر لا تحجب ولا تنقص البتة من وساطة المسيح الذي قال فيه مار بولص انه الوسيط الوحيد بين الله والبشر
(اطما 2 : 5 – 6).
بل بعكس ذلك تظهر قوة تلك الوساطة.
فكل تأثير خلاصي للعذراء في البشر لا يصدر عن ضرورة ما.
بل من رغبة في ذلك وعن فيض استحقاقات المسيح.

ان الله اختار مريم واصطفاها منذ الازل اما ليسوع.
وهي اذ اشتركت اشتراكا فعليا اراديا بكل مراحل حياة ابنها منذ ولادته حتى الآمه وذبيحته على الصليب، فانطلاقا من هذا الاشتراك الفعلي الايجابي خاصة في ساعة الفداء اذ قبلت بتضحية ابنها من اجل البشر، تعلم الكنيسة انها اصبحت وسيطة الخيرات السماوية للمؤمنين.