تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الرابع والعشرون

العبادة لقلب يسوع الأقدس

اليوم الرابع والعشرون (تأمل في ان العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة):

ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته.
وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم (لو 9 : 56).
وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً.
ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى  ، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض.

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثالث والعشرون

اليوم الثالث والعشرون لقلب يسوع

اليوم الثالث والعشرون (تأمل في ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق):

إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ.
ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: ((لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة)).  (متى 10 : 34). 

على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق.
فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم:

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثاني والعشرون

تأمل في العمل حسب ارادة الله

اليوم الثاني والعشرون (تأمل في العمل حسب ارادة الله):

من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب، لأن ارادة الله هي قداستنا (1 تسا 4 : 3).
أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه.
فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة.
وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.
تخلف يسوع ذات يوم عن أبويه في هيكل أورشليم، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما:
((ألم تعلما انه ينبغي ان أكون في ما لأبي ، ثم نزل معهما وكان يخضع لهما)) (لو 2 : 49 – 50)، وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لإرادة أبيه السماوي، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال: ((طعامي أنا أن اعمل مشيئة من أرسلني وأتم عمله)) (يو 4 : 43)، واني نزلت من السماء ليس لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني (يو 6 : 38)، وفي بستان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن

خلاص الكنيسة (الحلم النّبويّ الشّهير لدون بوسكو 30 أيّار 1862)

دون بوسكو

قال القدّيس يوحنّا بوسكو: “رأيتُ معركةً كبيرةً في البحر: سفينة بطرس، يقودها قداسة البابا، يواكبها سفنٌ صغيرةٌ تأتمر منها، يتوجَّب عليها صدَّ هجوم السُّفن التي تشنّ الحرب ضدّها. هيجان البحر وسرعة الرّياح المُعاكسة يبدوان من مصلحة العدوّ. ولكن، في وسط البحر، رأيتُ عمودَين عاليَين يطفوان أمام سفينة البابا: على العمود الأوّل (وهو أعلى بكثير من العمود الثّاني)، ‘خبز القربان المقدَّس‘ مُدَوَّن عليه: ‘خلاص المؤمنين‘. وعلى العمود الثّاني (وهو أقلّ ارتفاعًا من الأوّل)، تظهر عليه مسبحة وتمثال للعذراء البريئة من الدَّنَس مع لوحة مكتوب عليها: ‘نجدة المسيحيّين‘. لم يكُن لسفينة البابا أيّة وسيلةٍ بشريّة للدّفاع.

وكان يتسرَّب من هذين العمودَين نوع من الرّيح تحمي السّفينة وتُصلِح كلّ الأضرار التي تتعرَّض لها.
المعركة حامية: قداسة البابا يُحاول تجاوز العمودَين وسط ضربات العاصفة الحربيّة. بينما سلاح الأعداء المُعتدين يُدمَّر بشكلٍ كبير، تتحوّل المعركة إلى مجابهة مباشرة بين الأجسام. في المرّة الأولى، جُرِح البابا بجرحٍ خطير ولكنّه شُفيَ. في المرّة الثّانية،… قُتِل وسط ابتهاج العدوّ.

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الحادي والعشرون

محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب

اليوم الحادي والعشرون (تأمل في ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب):

يفزع الأنسان من كلمة الصليب، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح (لو 14 : 27).
عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقو اليه، كالقديس اندراوس الرسول، فإنه لما رأى الصليب المعد لعذابه وموته صرخ متهللاً: يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك.
يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي.
إني احييك بالسلام وهتف مثله القديس بولس الرسول: ((أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي)) (2 قور 7 : 4). 
وصرحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو: ((أما التألم وأما الموت)).
ومثلها القديس يوحنا الصليبي (اسبانيا 1670 – 1734) فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير.
فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً، نظير سمعان القيرواني.

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم العشرون

تأمل في محبة قلب يسوع

اليوم العشرون (تأمل في محبة قلب يسوع تحمل على محبة الأعداء):

إن شريعة موسى كانت تبيح للأنسان ان يبغض عدوهُ ويقاوم الشر بالشر.
ولكن شريعة المسيح هي بخلاف ذلك، لأنها اكمل بكثير من شريعة موسى.
فقد علمنا ربنا يسوع المسيح ان نحب أعدائنا ونحن إلى من يبغضنا ونصلي لمن يضلمنا ويطردنا لأننا إن أحببنا من يحبنا فلا فضلٌ لنا (متى 5 : 24 – 26). لأن هذه المحبة طبيعية في كل انسان.
ولكننا ان احببنا من يبغضنا اي اعدائنا اذ ذاك ترتفع محبتنا الى ما فوق الطبيعة وتكون شبيهة بمحبة ربنا يسوع نفسه الذي احب اعدائهِ واحسنَ إليهم ولم يميزهم في إحساناتهِ عن احبائه وأصدقائهِ انفسهم.

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع عشر

محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب

اليوم التاسع عشر (تأمل في ان محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب والأحسان إليه):

ان شئنا ان نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي ان نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة ، بل يجب علينا علاوة على ذلك ان نصنع الخير ونحسن الى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا: ((ان ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه)) (متى 25 : 40).
وجعل محبة القريب بعد محبته بل جعلها شبيهة بمحبته فقال لمعلم الشريعة الذي سأله عن أعظم الوصايا: ((ان الوصية الأولى العظيمة هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، والثانية تشبهها وهي ان تحب قريبك مثل نفسك. في هاتين الوصيتين سائر الناموس والأنبياء معلقون))  (متى 22 : 37 – 40).
فلم يكتف ربنا يسوع بأن يحبنا بل أوصانا ايضاً بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا هو (يو 15 : 12). 

تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثامن عشر

محبة قلب يسوع

اليوم الثامن عشر (تأمل في ان المحبة لقلب يسوع تدعو الى نبذ الخطيئة واجتنابها):

لما ظهر ربنا يسوع لأمته القديسة مرغريتا مريم أراها قلبه الأقدس محاطاً بأكليل من الشوك، ليفهمنا ان الخطايا التي يفعلها الناس هي مثل أكليل من شوك يؤلم قلبه الأقدس من جميع اطرافه كما آلم رأسه الالهي ذلك الأكليل الذي ضفرته له أمتّه الخاطئة، و سمعناه يتشكى كثيراً من الاهانات التي تصيبه من شعبه المسيحي خاصة، وما هذه الأهانات سوى انواع الخطايا التي تتجدد كل يوم بل كل ساعة على وجه الأرض.
فالخطيئة اهانة الله ومخالفة ارادته المقدسة ونواميسه الالهية، وتعطل مقاصده الأزلية فينا وتجعل جميع استحقاقات آلام وموته على الصليب بدون فائدة. ولأن من أراد حقاً ان يحب يسوع ويتقدم في محبته عليه قبل كل شيء ان يتجنب الخطيئة ولا سيما خطيئة الدنيا التي تميت عواطف التقوى، بل تميت الأيمان نفسه فيصير الأنسان جسدانياً، مادياً وأرضياً لا يهم بأمور الروح، ولا يستطيع ان يُقبل على عبادة قلب يسوع الأقدس لأنه لا يفهمها كما يؤيد لنا

الصلوات التي علّمها الملاك في ظهوره للأولاد الثلاث في فاطمة -البرتغال

ظهور الملاك في فاطمة

الصلوات التي علّمها الملاك في ظهوره للأولاد الثلاث في فاطمة -البرتغال- سنة 1916، لتحضيرهم لظهور مريم العذراء، وكان قد عرّف عن نفسه قائلاً:
“لا تخافوا، انا ملاك السلام. صلوا معي

ظهوره الأول:
“يا إلهي أنا أؤمن بك واعبدك ورجائي فيك واحبك. أطلب منك العفو لأولئك الذين لا يؤمنون بك ولا يعبدونك ولا رجاء لهم فيك ولا يحبونك”.

ظهوره الثالث:
(كان يحمل كأساً ذهبياً بيد والقربان المقدس باليد الأخرى. لاحظ الأطفال المندهشون ان قطرات من الدم كانت تسقط من القربان المقدس الى الكأس الذهبية، وحالا ترك الملاك كليهما معلقين في وسط الهواء) وسجد على الارض قائلا هذه الصلاة الجميلة:

صلاة الى سيّدة الأحزان

صلاة الى سيّدة الأحزان

إنني لا أريد أن أتركك تبكين وحدك يا أمي المتألمة، بل أقصد أن أرافقك بدموعي.
فأنا أطلب منك اليوم هذه النعمة وهي أن تستمدي لي أن أحفظ على الدوام ذكر آلام سيدنا يسوع المسيح في عقلي وقلبي، وأن أكون حسن العبادة نحو هذه الآلام المقدسة، لكي أصرف الأيام الباقية من حياتي بالبكاء على أوجاعه تعالى بالجسد وأوجاعك.

فأنا أرجو من هذه الآلام العتيدة أن تمنحني، في ساعة موتي، طمأنينة وقوة لكي لا أقطع رجائي عند ساعة تأمّلي بكثرة الإهانة التي أغظتُ بها سيدي، وتهبني غفران خطاياي ونعمة الثبات في البر والحياة الأبدية التي أرجو أن أبلغ إليها. وهناك أفرح معك وأسبِّح مراحم إلهي الغير المتناهية.