صلاة لأجل الأعداء

صلاة لأجل الأعداء

ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين… فقال يسوع يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو 23: 33 ،34)
الشيء اللافت أن أولى عبارات المسيح المجيدة من فوق الصليب كانت صلاة لله.
ويا له من شيء رائع أن المسيح في آخر لحظة يصلي، وفي ظروف كهذه يصلي لأبيه.
لكن لأجل مَنْ صلى المسيح؟ إنه لم يصلِّ لأجل نفسه بل لأجل الآخرين، وليس لأجل الآخرين فقط، بل لأجل الأعداء، الأعداء الذين رفضوه من البداية،
وأرادوا التخلص منه بأي ثمن، والذين لم يكن يشفي غليلهم مجرد موته فقط، بل موته مصلوباً. وها هم قد مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة، ونفَّذت أياديهم الآثمة ما أرادت قلوبهم الأشد إثماً. فعندما يصلي لأجلهم المسيح، تُرى ماذا يقول؟ إنه يقول:
“يا أبتاه، اغفر لهم”!!

إننا عندما نتأمل في المعاملة القاسية التي عامل بها أولئك الأشرار، رب المجد، لا نتمالك أنفسنا، ولا نقدر أن نخفي احتقارنا لأولئك الأشقياء الذين داسوا ابن الله، والذين قبلوا طواعية أن يكونوا آلة في يد إبليس.
أولئك القُساة الذين لا قلب لهم، ماذا كان موقف المسيح منهم؟ وماذا كان رده تجاه كل ما بدر عنهم؟ لقد قال: “يا أبتاه اغفر لهم”.

أما كان بوسع ابن الله أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلع أولئك الأشقياء أحياء؟! لقد كان ـ تبارك اسمه ـ موضع احتقارهم، وعلى أيديهم كان يتجرع من غُصص الألم ما نعجز عن وصفه، ومع ذلك ها هو يصلي قائلاً: “يا أبتاه اغفر لهم”! فيا للنعمة الغافرة، والمحبة الغامرة!

حقاً، مياه كثيرة لم تستطع أن تطفئ المحبة والسيول لم تغمرها.
إنها محبة من النوع الإلهي:
الذي يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء.
لقد صدق واحد عندما قال: “لو أننا لا نعرف شيئاً عن المسيح سوى هذه الصلاة الواحدة لرفعته فوق مستوى البشر، فإن سموها ونُبلها لا يصدران من إنسان عادي. وصاحبها لا يمكن إلا أن يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى!”.

إن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الغفران.
وطبيعتنا تجد في الانتقام من الأعداء ألذ الأطايب، وفي التشفي من المُسيئين شفاء من الغيظ.
تفكَّر في شمشون مثلاً: لقد صلى هو أيضاً لله في آخر لحظاته، وصلى لأجل الأعداء.
لكن ما أبعد الفارق بين صلاة شمشون، وصلاة ربنا يسوع المسيح.
لقد طلب شمشون الانتقام من أعدائه بسبب عينيه، وأما المسيح فطلب الغفران لصالبيه!

Comments

comments

  • صلاة لأجل الأعداء

    صلاة لأجل الأعداء

    ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين… فقال يسوع يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو 23: 33 ،34)
    الشيء اللافت أن أولى عبارات المسيح المجيدة من فوق الصليب كانت صلاة لله.
    ويا له من شيء رائع أن المسيح في آخر لحظة يصلي، وفي ظروف كهذه يصلي لأبيه.
    لكن لأجل مَنْ صلى المسيح؟ إنه لم يصلِّ لأجل نفسه بل لأجل الآخرين، وليس لأجل الآخرين فقط، بل لأجل الأعداء، الأعداء الذين رفضوه من البداية،
    وأرادوا التخلص منه بأي ثمن، والذين لم يكن يشفي غليلهم مجرد موته فقط، بل موته مصلوباً. وها هم قد مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة، ونفَّذت أياديهم الآثمة ما أرادت قلوبهم الأشد إثماً. فعندما يصلي لأجلهم المسيح، تُرى ماذا يقول؟ إنه يقول:
    “يا أبتاه، اغفر لهم”!!

    إننا عندما نتأمل في المعاملة القاسية التي عامل بها أولئك الأشرار، رب المجد، لا نتمالك أنفسنا، ولا نقدر أن نخفي احتقارنا لأولئك الأشقياء الذين داسوا ابن الله، والذين قبلوا طواعية أن يكونوا آلة في يد إبليس.
    أولئك القُساة الذين لا قلب لهم، ماذا كان موقف المسيح منهم؟ وماذا كان رده تجاه كل ما بدر عنهم؟ لقد قال: “يا أبتاه اغفر لهم”.

    أما كان بوسع ابن الله أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلع أولئك الأشقياء أحياء؟! لقد كان ـ تبارك اسمه ـ موضع احتقارهم، وعلى أيديهم كان يتجرع من غُصص الألم ما نعجز عن وصفه، ومع ذلك ها هو يصلي قائلاً: “يا أبتاه اغفر لهم”! فيا للنعمة الغافرة، والمحبة الغامرة!

    حقاً، مياه كثيرة لم تستطع أن تطفئ المحبة والسيول لم تغمرها.
    إنها محبة من النوع الإلهي:
    الذي يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء.
    لقد صدق واحد عندما قال: “لو أننا لا نعرف شيئاً عن المسيح سوى هذه الصلاة الواحدة لرفعته فوق مستوى البشر، فإن سموها ونُبلها لا يصدران من إنسان عادي. وصاحبها لا يمكن إلا أن يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى!”.

    إن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الغفران.
    وطبيعتنا تجد في الانتقام من الأعداء ألذ الأطايب، وفي التشفي من المُسيئين شفاء من الغيظ.
    تفكَّر في شمشون مثلاً: لقد صلى هو أيضاً لله في آخر لحظاته، وصلى لأجل الأعداء.
    لكن ما أبعد الفارق بين صلاة شمشون، وصلاة ربنا يسوع المسيح.
    لقد طلب شمشون الانتقام من أعدائه بسبب عينيه، وأما المسيح فطلب الغفران لصالبيه!

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • الاستسلام للمسيح

    الاستسلام للمسيح (تأمل روحي)

    “إحفظني يا الله لأني عليك توكلت. قلت للرب أنت سيدي”

    هل جربت يوم ما الاتكال على إنسان؟ هل وجدت أحدا يّركن عليه في هذا العالم، هل تشعر بحمل كبير، هل مشاكلك تجدها لا حلّ لها، عندما سؤل بطرس لمن يذهب قال “يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك”(يوحنا 6- 68).

    هو علم تماما أن الإتكال والإستسلام للمسيح هو الحل الوحيد والجذري لكل مشاكل الانسان وهمومه لهذا قدم لنا بطرس ثلاث إختبارات من خلال الإتكال التام على المسيح.

    1- الإتكال وسط الضعف:
    “يا الهي نفسي منحنية في. لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون من جبل مصعر” (مزمور 42- 6).
    في وسط الضعف الكامل وعندما تخور قواك الجسدية والفكرية، إتكل على المسيح سلّم له أمرك وستجد أنه حاضر لانتشالك من وسط أتون النار المهلك.

    2- الإتكال وسط النصرة:
    “طوبى لأناس عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم” (مزمور 84- 5)
    حتى لو كنت منتصرا وتشعر في التقدم الروحي إجعل كل اتكالك على المسيح، سلّم دفة القيادة له فهو سيجعلك في أعلى قمة الانتصار الروحي، عندها تكون في حالة الاستسلام الكامل للمسيح.

    3- الإتكال وسط العبادة:
    “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي … لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر” (مزمور 27 – 4).
    وأنت تعبد الله القدير بانسحاق وطاعة، وأنت تعبد المسيح وتتفرس بجماله، إتكل عليه فهو يحميك من كل فكر شرير يأتي وسط العبادة أعلن له الاستسلام الكامل بلا هوادة.

    “طوبى للرجل الذي جعل الربّ متّكله ولم يلتفت الى الغطاريس والمنحرفين الى الكذب” (مزمور 40 – 4).

    Comments

    comments

  • لماذا؟ (تأمل روحي)

    لماذا؟ (تأمل روحي)

    لماذا الله لا يتدخل بحياتي؟؟؟

    لأنك لم تفتح له قلبك بعد، لأنك تصرخ إليه ساعدني وبنفس الوقت لا تسمح له بالدخول بل تركته واقفاً على باب قلبك يقرع كغريب ما، والغريب لا يتدخل بحياتك الشخصية.
    لأنك فتحت قلبك له، ولكن جعلته ضيف، مجرد ضيف عادي، وأنت تعرف جيداً بأن الضيف لا يتدخل بأمور البيت.
    لأنك لم تجعله بعد سيد بيتك، سيد قلبك، سيد حياتك.
    إجعله سيّد وانظر ماذا سيفعل هذا السيد بك، امور رائعة لن تصدقها عينيك. تشجع وإجعله السيد.

    لماذا الله لا يجيب على صلواتي؟؟؟

    لأن الصلوات التي تطلبها ربما ليست لخيرك، انت قد تراها لخيرك أما الله فيراها بنظرة مختلفة فثق بنظرة الله لأنه يعرف خيرك أكثر منك.
    لأن الصلوات التي تطلبها ربما لم يحن وقتها بعد، انت اطلب واقرع ولكن أترك الوقت لله فهو يعرف أكثر منك متى الوقت المناسب لتحقيقها لأن عندئذ تكون لبنيانك.
    لأنه حققها بطرق مختلفة عما قد طلبته، لأنك ما زلت تنتظر الطريقة التي تريدها أنت، ما زلت تريد أن يحققها لك كيف أنت تريد. ومن قال لك أن الطريقة التي تنتظر فيها هذا الطلب هي الأصح. أطلب وأترك الطريقة للرب، قد يحققها بأسلوبك ولكن قد يحققها بأسلوب آخر فلا تفرض عليه أسلوبك الخاص، ثق بأن لديه الحكمة أكثر منك.

    لماذا لا أقدر أن أتقبل عيوب الآخرين؟؟؟

    لأنك لا تتقبل عيوبك، وأنت ترفض عيوبك، وغير متصالح مع عيوبك، ولا تصدق بأن لديك عيوبك. لأنك قاس مع عيوبك هذه، ولا تتقبلها. أخي الإنسان لا تستطع تقبل عيوب الآخر طالما أنت قاس مع ذاتك وغير متقبل فكرة ضعفك. كن متواضعاً امام ذاتك وأمام الله وأمام الناس وقل نعم أنا إنسان ضعيف لدي عيوبي وسأحاول بنعمة الله معالجتها.
    لأنك لا تصدق بأن الله يحترم عيوبك، لأنك لا تصدق بأن الله يقبلك مع كل عيوبك. طالما لم تختبر ولم تصدق ولا تؤمن بأن الله يتقبلك مع كل عيوبك، لن تستطيع تقبل الآخر. أخي الإنسان أصرخ لله وقل له خذ عيوبي وأعيد رسمي من جديد لأعود الإيقونة التي تعكس صورتك أنت.

    لماذا لا أقدر أن أحب وأن أسامح؟؟؟

    لأنك لم تختبر بعد حب الله لك، لم تختبر بأنك إنسان محبوب من الله أو من أي أحد آخر. الإنسان الذي لم يختبر بأنه محبوب من قبل أحد لا يستطيع أن يحب أبداً.
    لأنك لا تصدق بأن الله قد سامحك. وطالما لم تختبر غفران الله لك لن تستطيع أن تغفر للآخر. الله لا يريد خطاياك يريد قلبك. ثق انت إنسان خاطئ ولكن محبوب من الله.
    لأنك لم تسامح بعد ذاتك على أخطاء إرتكبتها فكيف تنتظر أن تسامح الآخر على ذلك.. لأنك متمسك بالحق الذي قد يكون شيطان كبير مرات عديدة فلن تستطيع الغفران.
    لأنك تعتبر بأن الغفران هو عملية ضعف فلن تستطيع العفران.

    لماذا لا أنجح بعلاقتي مع يسوع؟؟؟

    لأن العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الطرف الآخر يسوع المسيح يريدك الحبيب بحياته، وانت لا تريده سوى صديق أو رفيق أو أخ أو…. تذكر دائماً العلاقة لا تنجح إلا برضى الطرفين، الحب من طرف واحد لا ينجح، تشجع وإجعله الحبيب بحياتك.

    (منقول)

    Comments

    comments

  • كلام العذراء عن الملاك الحارس

    كلام العذراء عن الملاك الحارس

    صلّوا كثير لملاككم الحارس، لأنه يقف دائما بقربكم ليساعدكم ساعة فساعة ويقودكم على طريق السماء.

    فملاككم الحارس يستطيع كل شيء بواسطتي ويستطيع أن يمنحكم نعما مادية وروحية.

    صلّوا كثيرا: ابتهلوا اليه في جميع دقائق النهار والليل ليدافع عنكم في التجارب وفي مخاطر النفس والجسد.

    فوّضوا أمركم اليه، لأن يسوع وضع بجانبكم ملاكا حارسا ليساندكم ويشجعكم حتى في أشد المحن، اذا ما لجأتم اليه. (24 أيار 1968)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا مار يوسف علمني أن أكون متواضعاً في نجاحي صبوراً في شدائدي غيورا على خلاص نفسي لكي أستحق أن أتمتع برؤيتك في السماء حيث أسبح الهي معك الى الابد الابدين. آمين

اعلان

Facebook