تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم العشرون

تأمل في محبة قلب يسوع

اليوم العشرون (تأمل في محبة قلب يسوع تحمل على محبة الأعداء):

إن شريعة موسى كانت تبيح للأنسان ان يبغض عدوهُ ويقاوم الشر بالشر.
ولكن شريعة المسيح هي بخلاف ذلك، لأنها اكمل بكثير من شريعة موسى.
فقد علمنا ربنا يسوع المسيح ان نحب أعدائنا ونحن إلى من يبغضنا ونصلي لمن يضلمنا ويطردنا لأننا إن أحببنا من يحبنا فلا فضلٌ لنا (متى 5 : 24 – 26). لأن هذه المحبة طبيعية في كل انسان.
ولكننا ان احببنا من يبغضنا اي اعدائنا اذ ذاك ترتفع محبتنا الى ما فوق الطبيعة وتكون شبيهة بمحبة ربنا يسوع نفسه الذي احب اعدائهِ واحسنَ إليهم ولم يميزهم في إحساناتهِ عن احبائه وأصدقائهِ انفسهم.
غسل قدمي يهوذا الأسخريوطي كما غسلَ أقدام رسله الأطهار، ناولهُ جسدهُ ودمهُ الأقدسين كما ناولهما بقية رسلهِ . ان بطرس قطع اذن عبد عظيم الكهنة الذي كان الد أعدائهِ.
اما هو فلم يرضَ على بطرس فعلهِ واخذَ الأذن واعادها الى صاحبهِ (لوقا 22 : 51).
وسمعناه على الصليب بعد ان احتملَ من اعدائه وصالبيه انواع التعييرات والأهانات والعذابات يطلب لهم المغفرة قائلاً: با أبتِ إغفر لهم (لوقا 23 : 24).

واليوم كذلكَ يرى الرب يسوع اكثر المسيحين يعادونه ويقاومون ارادتهُ ويخالفون وصاياه ومع ذلكَ يدعوهم الى عبادة قلبهِ الأقدس ويكرر عليهم بلسان الرسل قائلاً لهم: ((انتم احبائي)) (يو 15 : 14).
ها هو ذا القلب الذي يحبكم غاية الحب. تعالو إلي فأريحكم.
توبوا عن خطاياكم فأغفرها لكم ولا اذكرها الى الأبد. فمن لا يذهل من هذه المحبة لأناس خطاة وأعداء له؟
لا شك ان هذا المثال مثال ربنا يسوع في محبة اعدائه يفوق ضعفنا، وكثيراً ما نرى المتعبدين انفسهم والورعين وخائفي الله يحقدون طويلاً على قريبهم إذا اساءَ إليهم ويصعب عليهم ان يسلمو عليهِ، ولكن فضيلة المحبة تقوم على قهر الأرادة.
فمن أحبَ حقاً ربنا يسوع ضحى لهُ للوقت بكل ما تهواهُ الطبيعة الفاسدة حباً لإرادتهِ المقدسة.
قال الرب ذات يوم للقديسة آنجلا دي ولينيو ((أن العلامة الأصح على المحبة المتبادلة بيني وبين خدامي هي حبهم لكل من يهينهم)).

خبر:

روي ان رجلاً شريفاً أسمهُ يوحنا كًالبرت (ايطاليا 993 – 1073) كان لهُ عدو وكان يطلب إغتيالهُ ، فصادهُ ذات يوم في البرية مجرداً من السلاح، وكانَ هو مسلحاً فوجدَ الفرصة سانحة لينتقم منهُ، ولكن ذلك اليوم كان يوم الجمعة العظيمة، فتذكرَ يوحنا ان المسيح في مثل هذا اليوم صلى لأجل اعدائه وصالبيه وغفرَ لهم.
فنزلَ اذ ذاكَ عن دابتهِ ودنا من عدوهِ فصافحهُ وغفرَ لهُ من كل قلبهِ، ثم دخلَ الكنيسة في ذلك اليوم عينه وجثا امام المصلوب الألهي وسأله ان ينجز وعدهُ وقالَ له: ((يا إلهي حقاً اني قد أهنتك كثراً في شبابي، ولكنكَ قد وعدتَ في انجيلكَ بأنكَ تغفر للذين يغفرون وتكيل لنا بالكيل الذي نكيل بهِ لغيرنا. فأنتَ تعلم بأني اليوم قد غفرت من كل قلبي لعدوي حباً لكَ.  فأصبحتَ إذن ملزوما بحسب قولك ان ترحمني)).
فأحنى المصلوب رأسهُ إشارةً الى قبولهِ طلبتهِ.
وفي الحقيقة انه نالَ منهُ في ذلك اليوم نعماً وافرة وبركات سماوية غزيرة جعلتهُ قديساً جليلاً ومؤسس رهباني عامرة.

إكرام:

إن لاقيتَ عدوكَ في بيت، فسلم عليه حباً لقلب يسوع الأقدس الذي احبَ أعدائهِ وغفرَ لهم.

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

يا قلب يسوع الأقدس لا تعاملني بموجب إستحقاقي بل بحسب رحمتك.

Comments

comments

  • قلب يسوع الأقدس دواء ناجح لجميع أمراض النفس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الخامس والعشرون

    اليوم الخامس والعشرون (تأمل في ان قلب يسوع الأقدس دواء ناجح لجميع أمراض النفس أياً كانت):

    ان شروراً من داخل رذائلنا، وشرورً من الخارج من قبل الخلائق تبعدنا عن الله وعن محبته وعبادته، فلذللك يدعونا قلب يسوع الأقدس ليخلصنا من شرورنا كافة ويعيد إلينا برارتنا الأولى.
    ففي عبادة قلب يسوع الأقدس نجد دواءآ ناحجآ يشفي جميع امراضنا واسقامنا لأن قلب يسوع هو لجة حب لنا تفوق وسع البحار عظمة. وقد جاء إلى عالمنآ اخذنا جسدنا ومارس جميع الفضائل البشرية ليعالج رذائلنا ولاسيما محبة الخلائق الفاسدة والدنسة.
    فأن كنت يا هذا مصابآ بداء الكبرياء فادخل قلب يسوع لجة التواضع واسمعه يقول لك: (تعلم مني فأني وديع والقلب. اني العظيم وحدي قد صرت مع ذلك وضيعآ وخادماً للكل، فأن شئت ان تكون كبيرآ وأولأ كن خادمآ وعبدآ للجميع) (متى 20 : 26 – 27)
    وان شعرت بداء الغضب لاهانة اصابة اهانة اصابتك، فهلم إلى يسوع وتعلم منه وداعة القلب وأسمعه يقول لك: (ان روحي احلى من عسل النحل وميراثي احلى من شهد العسل) (سيراخ 24 :27).
    ان روحي ليست روح الأنتفام بل روح المسالمة والمصافحة (لو 9: 56)
    ان كنت تهوى خليقه لحسنها وجمالها واستحوذت محبتها على قلبك فاشغلته عن محبة الله وذكره، عليك ان تلج قلب يسوع الأقدس.
    الجمال بالذات والسعي في إدراك حبه يميت فيك كل هوا دنس لغيره تعالى.
    ان كنت ضعيفآ عاجزآ عن إدراك الكمال المسيحي والقداسة التي دعيت إليها بار ادة الرب فأستغث بقلب يسوع الأقدس وأطلب معونته فتأتيك من لدنه تعالى وتحملك على اجنحة النسور وتجيء بك إلى ذروة الكمال (خروج 19 : 4).
    ان فرعت من ذكر خطاياك وماثمك فأعلم ان رحمة قلب يسوع هي اعظم بكثير من جسامة ذنوبك. فثق بها وهي تبرك.
    انه لعظيم تحنن قلب يسوع على الذين يسقطون ويريدون حقآ ان ينهضوا.
    قالت القديسة مار غريتا مريم: (اطلب منكم ان لا تقلقوا من سقاطتكم بل احبوا الخجل الذي يصبيكم منها لانه جدير بأن جدير بأن يربطنا بقلب سيدنا يسوع المسيح).
    فعليك في كل أمر وفي كل مكان ان تلج هذا القلب بحر الجودة والحب فتجد فيه دواء ناحجآ لكل مرض فيك.

    خبر:

    ذكر انه في سنة 1716م اصيبت أحد راهبات الطوباوية مرغريتا مريم بالفالج، فلم ينجح فيها اي علاج لمدة ثلاثة اشهر حتى اشرفت على الموت ويأس والأطباء من شفائها، فدعو كاهنآ ليمسحها بالزيت المقدس، وعند ذلك نذرت  تلك الراهبة نذرآ لقلب يسوع وعاهدته بأن تكرمه وتبذل وسعها في عبادته وان تقدم مصباحين في الجمعة الأولى من كل شهر ليضيئا امام المذبح المبني على اسمه وهدية اخرى ذكرآ لشفائما، وعند تتميمها هذا النذر امام الناس المجتمعين ومن جملتهم الكاهن المذكور فاذا بأوجاعها اضمحلت وعادت اعضائها المفلوجة الى صحتها، فنهضت بسهولة وخلصت بدون عكاسة وذهب إلى الكنيسة لإداء الشكر.
    فلما ابصرها الأطباء الذين يئسوا منها منذ ثمانية ايام وتحققوا الأمر وشهدوا قائلين: انه لمن المحال ان يكون هذا الشفاء السريع من فعل الطبيعه او من قوة العقاقير الطبية.
    انها اعجوبة قلب يسوع الأقدس.

    إكرام:

    لا تسلم ذاتك ابدآ لليأس والفشل مهما اشتدت عليك الأميال وقويت الشهوات او مهما عظمت ذنوبك وتفاقمت اثامك.
    بل افتكر بأنه لك طريقة تصلحها جميعآ بستحقاقات قلب يسوع القدس، فأدخله فأنه دائمآ لقبول الخطأة اجميعن.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس البسني فضائلك.

    Comments

    comments

  • تأمل في محبة قلب يسوع

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم العشرون

    اليوم العشرون (تأمل في محبة قلب يسوع تحمل على محبة الأعداء):

    إن شريعة موسى كانت تبيح للأنسان ان يبغض عدوهُ ويقاوم الشر بالشر.
    ولكن شريعة المسيح هي بخلاف ذلك، لأنها اكمل بكثير من شريعة موسى.
    فقد علمنا ربنا يسوع المسيح ان نحب أعدائنا ونحن إلى من يبغضنا ونصلي لمن يضلمنا ويطردنا لأننا إن أحببنا من يحبنا فلا فضلٌ لنا (متى 5 : 24 – 26). لأن هذه المحبة طبيعية في كل انسان.
    ولكننا ان احببنا من يبغضنا اي اعدائنا اذ ذاك ترتفع محبتنا الى ما فوق الطبيعة وتكون شبيهة بمحبة ربنا يسوع نفسه الذي احب اعدائهِ واحسنَ إليهم ولم يميزهم في إحساناتهِ عن احبائه وأصدقائهِ انفسهم.
    غسل قدمي يهوذا الأسخريوطي كما غسلَ أقدام رسله الأطهار، ناولهُ جسدهُ ودمهُ الأقدسين كما ناولهما بقية رسلهِ . ان بطرس قطع اذن عبد عظيم الكهنة الذي كان الد أعدائهِ.
    اما هو فلم يرضَ على بطرس فعلهِ واخذَ الأذن واعادها الى صاحبهِ (لوقا 22 : 51).
    وسمعناه على الصليب بعد ان احتملَ من اعدائه وصالبيه انواع التعييرات والأهانات والعذابات يطلب لهم المغفرة قائلاً: با أبتِ إغفر لهم (لوقا 23 : 24).

    واليوم كذلكَ يرى الرب يسوع اكثر المسيحين يعادونه ويقاومون ارادتهُ ويخالفون وصاياه ومع ذلكَ يدعوهم الى عبادة قلبهِ الأقدس ويكرر عليهم بلسان الرسل قائلاً لهم: ((انتم احبائي)) (يو 15 : 14).
    ها هو ذا القلب الذي يحبكم غاية الحب. تعالو إلي فأريحكم.
    توبوا عن خطاياكم فأغفرها لكم ولا اذكرها الى الأبد. فمن لا يذهل من هذه المحبة لأناس خطاة وأعداء له؟
    لا شك ان هذا المثال مثال ربنا يسوع في محبة اعدائه يفوق ضعفنا، وكثيراً ما نرى المتعبدين انفسهم والورعين وخائفي الله يحقدون طويلاً على قريبهم إذا اساءَ إليهم ويصعب عليهم ان يسلمو عليهِ، ولكن فضيلة المحبة تقوم على قهر الأرادة.
    فمن أحبَ حقاً ربنا يسوع ضحى لهُ للوقت بكل ما تهواهُ الطبيعة الفاسدة حباً لإرادتهِ المقدسة.
    قال الرب ذات يوم للقديسة آنجلا دي ولينيو ((أن العلامة الأصح على المحبة المتبادلة بيني وبين خدامي هي حبهم لكل من يهينهم)).

    خبر:

    روي ان رجلاً شريفاً أسمهُ يوحنا كًالبرت (ايطاليا 993 – 1073) كان لهُ عدو وكان يطلب إغتيالهُ ، فصادهُ ذات يوم في البرية مجرداً من السلاح، وكانَ هو مسلحاً فوجدَ الفرصة سانحة لينتقم منهُ، ولكن ذلك اليوم كان يوم الجمعة العظيمة، فتذكرَ يوحنا ان المسيح في مثل هذا اليوم صلى لأجل اعدائه وصالبيه وغفرَ لهم.
    فنزلَ اذ ذاكَ عن دابتهِ ودنا من عدوهِ فصافحهُ وغفرَ لهُ من كل قلبهِ، ثم دخلَ الكنيسة في ذلك اليوم عينه وجثا امام المصلوب الألهي وسأله ان ينجز وعدهُ وقالَ له: ((يا إلهي حقاً اني قد أهنتك كثراً في شبابي، ولكنكَ قد وعدتَ في انجيلكَ بأنكَ تغفر للذين يغفرون وتكيل لنا بالكيل الذي نكيل بهِ لغيرنا. فأنتَ تعلم بأني اليوم قد غفرت من كل قلبي لعدوي حباً لكَ.  فأصبحتَ إذن ملزوما بحسب قولك ان ترحمني)).
    فأحنى المصلوب رأسهُ إشارةً الى قبولهِ طلبتهِ.
    وفي الحقيقة انه نالَ منهُ في ذلك اليوم نعماً وافرة وبركات سماوية غزيرة جعلتهُ قديساً جليلاً ومؤسس رهباني عامرة.

    إكرام:

    إن لاقيتَ عدوكَ في بيت، فسلم عليه حباً لقلب يسوع الأقدس الذي احبَ أعدائهِ وغفرَ لهم.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تعاملني بموجب إستحقاقي بل بحسب رحمتك.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر)

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثلاثون

    اليوم 30 (تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر):

    إن يسوع المسيح منحنا نفسه وسلمنا اياها التسليم، أما قاله الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نعمه وإحساناته.
    فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟ انه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انه يلتمس قلوبنا لأنها تخصه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرب يوماً القديسة مارغريتا قائلآ لها: (ماذا تطلبين يا ابنتي؟)
    قالت: (ان ما أشتهيه واتمناه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي).
    حينئذ قال لها المخلص الحبيب: (انما أنا أيضاً اطلب قلبك ).
    وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضا قلب يسوع الأقدس.
    فيا للعجب ان قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادا لطلب الإنسان ولايمل من التفتيس عليه ناشدآ اياه لذاته كأنه لا يمكنه ان يستغني عنه.
    فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: يا بني أعطني قلبك، أرجع اليمن كل قلبك، يا اروشليم طهري قلبك، وأمحي أدران ادناسك، وأحبي الرب من كل قلبك. ترى هل يحتاج قلب يسوع إلى شيء؟ واذا احتاج لشيء أيستطيع قلب الأنسان ان يسد عوزه؟ فما هي الكنوز التي هي في هذه القطعة الصغيرة حتى انه يغار عليها؟ فما يغار عليها إلا لأن القلب هو اول جميع الهبات وهو الذي يجعلها مقبولة.
    على ان يسوع لا يعتبر ما يقدم اليه بموجب حركات القلب وعوطفه.
    الا فأسمعو يا بني البشر وأعملوا ان يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لاتميل قلوبكم الى المحبة، لأنه لا حياة لها الا بالمحبة، ولا تستطيع ان تحب من دون تبيع ذاتها او تمنحها هبة.
    فأن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقه غير الذي خلقه؟ ان العالم يطلب قلبك ليجعله جهنم، أما قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيماً.

    خبر:

    ان أعظم آفة لمحبة يسوع المسيح هي ملاهي العالم وأباطيله.
    جاء عن القديسة تريزية الكرملية انها كانت منذ نعومة اضافرها مثالآ في الفضيلة والتقوى، بذل أبواها قصارى مجهودهم ليحسنا تربيتها ويجعلاها تحيا الله،فحققت أمانيها بتقدمها السريع في الكمال المسيحي وفي حب الله. ولكنها لما بلغت الثانية عشرة من عمرها فقدت والدتها الورعة وبدأت تسلك خلاف سلوكها الأول، فأحبت قراءة الروايات الخيالية، فضعف فيها للوقت حب الله وأشتد في قلبها حب العالم وجعلها ترغب في الزهو والعجب وتطلب مصاحبة الناس ومديحهم ومشابهتهم في الملابس والزينات والملاهي، واوشكت في عيشتها هذه ان تنتهي الى هاوية الهلاك لو لم يترأف الله عليها ويعيدها اليه نت تيه الأباطيل وطريق الشر، فكان مثالها خير شاهد على الأضرار الجسيمة اللاحقة بالنفوس التي تقدم محبة العالم وأباطيله على محبة يسوع المسح وصليبه.

    إكرام:

    افحص ضميرك لتعرف العادة المتسلطة عليك بالأكثر واقصد منذ استيقاظك. صباحآ ان تسهر على تلك النقيصة لتجتنب وقوعك فيها.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اعطيك قلبي.

     

    Comments

    comments

  • الشكر لقلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع والعشرون

    اليوم التاسع والعشرون ( تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس):

    إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عدداً وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.
    ففي الخلقة أخرجنا الله من العدم وأرانا نور الحياة وأعد لنا في أنواع الحيوان والنبات والجماد كل ما يحتاج إليه جسدنا من طعام وشراب وكسوة.
    وفي سر التجسد  أخلى ذاته لأجلنا وصار انسانا مثلنا وجاء في طلبنا وهدايتنا الى الطريق الحق الذي ضللنا عنه.
    وفي سر الفداء وفي عن خطايانا وتألم ومات على الصليب وبذل نفسه دوننا وسكن غضب الله ابيه علينا ونجانا من عذاب الجحيم ومن الهلاك الأبدي الذي استحققناه بذوبنا ومآثمنا. وفي سر القربان المقدس اعطانا جسده ماكلاً حقاً ودمه مشرباً حقاً لنحيا به حياة مسيحية مقدسة الهية ويكون لنا عربون المجد الأبدي فمن الذي أحسن الينا مثل هذه الإحسانات الجلية؟
    ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات).
    وقال لها ايضاً: (ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس).

    خبر:

    جاء عن القديس فرنسيس سالس (فرنسا 1567 – 1622 ) الذي صارع الملائكة في محبته ووداعته انه لاقى ذات يوم رجلاً كان يبغضه بغضاً شديداً لداعي الحسد ولا يفتأ يهينه ويشتمه حيثما وجده، فاقترب منه القديىس وأمسكه بيده وقال له بمحبة: (اني عالم بأنك عدوي وتبغضني بغضآ شديدآ. ولكن تحقق انك وان قلعت احدى عيني فلا أزال أعاينك في العين الأخرى معاينة الأحباء).
    غير ان جميع المعاملات الودية التي ابداها القديس نحو عدوه لم تلين فيه وبغضته حتى تجاسر ذات يوم وأطلق على رئيسه البار عبار نار طالبآ قتله فاصاب الرصاص كاهنآ أخر وصرعته للوقت مائتاً. فحكم على القاتل بالسجن ثم بالأعدام. فأراد القديس فرنسيس ان يدافع عن عدوه وقاتل كاهنه ويبرره، وأمكنه بدالته على الملك ان يأخذ من جلالته صك العفو عن القاتل. فذهب هو نفسه بهذا الصك إلى السجن ليبشر المجرم بعفو الملك عنه ويحمله بهذا الأحسان الجزيل على الرجوع عن بغضته وعداوته، غير ان هذا التعس الحظ لما شاهد الحبر القديس داخلآ إليه بصك الغفران، بصق في وجهه وبالغ في شتمه ومسبته كعادته.
    فتعجب إذ ذاك القديس من قساوة هذا الرجل وقال له: (إعلم إني خلصتك من يد العدالة البشرية ولكنك إذا اصررت على عداوتك ولم تتب ستقع في يد العدالة الإلهية التي لن يستطيع احدآ ان يخلصك منها).

     إكرام:

    لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اني اشكرك على جميع إحساناتك إلي.

     

    Comments

    comments

  • تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثامن والعشرون

    اليوم الثامن والعشرون (تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس):

    لنصغ الى ما يتشكى منه قلب الهنا الحبيب وهو علامة جديدة على عظم حبه لنا، لأنه لو لم يحب لما تشكى.
    فقال: (ما الذي اقتضى ان افعله لأجلك يا شعبي ولم أفعله. أجيبوني يا أنها المسيحيون وقولوا بماذا احزنتكم.
    ألست أنا الذي ميزكنم من بين أمم ساكنة في الظلمة وظلال الموت وأشركتكم في نعمة الأيمان الفائقة كل نعمة ؟ اما أنتم فتركتموها عقيمة في ارض نفوسكم الجدباء. كنتم كرمة كثيرة الأغصان، غرستها بيدي وسقينها بدمي، ولكني لم أذق منكم إلا علقمآ إذ انكم سقيتموني عند عطشي خلآ ومرارة. طعنتم جنب مخلصكم طعناً فاق الحربة وذلك بفتوركم وقلة معروفكم.
    أنا هرقت دمي كله الى آخر نقطة لأجلكم وأنتم أي أعتبار تعتبرونه وأي فائدة أجتنيتم منه.
    دعوتكم الى وراثتي وملكوتي وأنتم وضعتم قسبة في يدي عوض الصولجان الملكي وكللمتموني بأكليل من شوك عوض التاج.
    كل ذلك بتقلبات قلوبكم وكبريائكم وتشامخ أخلاقكم.
    أنا بأتخاذي ناسوتكم رفعتكم وأشركتكم في لاهوتي وأنتم علقتموني على خشية العار وأهنتموني.
    أطعمتكم لا ما أكله أباؤكم وماتو، بل خبزآ نزل من السماء يحوي الحياة الدائمة وأنتم مزقتم جسدي السري حتى انكم وصلتم الى نكران هذا الاحسان الجليل الذي أدهش ملائكة السماء فيا جميع عابري الطريق، تأملو وأنظروا هل من وجع مثل وجعي ؟) (مراثي 1 : 12)
    وقد تشكى ايضاً هذا المخلص الألهي تشكياً صعبآ الى عبدته الأمينة مرغريتة مريم إذ كشف لها قلبه وقال لها: (ها هي ذي جراحات أصابتني من شعبي المختار. فقد اكتفى غيرهم بجلدهم جسدي، أما هم فمزقوا قلبي الذي لا يبرح مغرمآ بمحبتهم).
    فيا أيها المسيحيون أنصتوا الى تشكيات مخلصكم.
    (اليوم ان انتم سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم) (مز 94 :8)
    طوبى لكم اذا ما أختاركم قلب يسوع الأقدس كما أختار يومآ رسله الكرام لكي تكفروا عما يلحق به من الأهانات وتعزوه في وحدته.
    فأزدادو اذاً أمانة في تعبدكم لهذا القلب الأقدس وتعاهدوا معه على انكم لن تتركوه ابدآ وذلك بحوله تعالى.

    خبر:

    كان القديس بطرس الشهيد راهبآ دومنيكياً، وبينما كان يصلي ذات يوم ظهرت له القديسة سيسيلية والقديسة اغنيسة، فشرعوا يتفاوضون زيرتلون معآ مجد الرب.
    فسمع الرهبان ذلك فجاؤا ودخلو حجرة القديس فرأوا عنده امرأتين، فأنصرفوا متشككين وحكوا ذلك للرئيس.
    فجاء الى بطرس وقال له: ويحك يا مغضوبآ عليه، من أذن لك في تدخل نساءآ في الدير؟ ثم عقد مجلساً من الأخوة فحكم عليه بالسجن.

    إكرام:

    كن موافقآ لأرادة الله في جميع محن الزمان وصروف الدهر واحتملها بدون تشك.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني اشك في حكمة تدابير عنايتك الألهية.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات شهر قلب يسوع الأقدس

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>