المسبحة الوردية (أسرار النور)

المسبحة الوردية (أسرار النور)

السرّ الأوّل من أسرار النور “المعموديّة”:
ثمرة هذا السرّ: البنوّة للآب.
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا اعتمد يسوع على يدّ يوحنّا في نهر الأردن.
تأمّل: يسوع ينحني أمام يوحنّا في نهر الأردن ليعتمد. فانفتحت السماوات، وهبط الروح القدس عليه كأنّه حمامة، وإذا بصوت الآب يعلن إبنه الوحيد للعالم: “هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت”. ويرسله لكي يتمّم محبّته وعهده لمن أحبّهم.أطلبي لنا يا أمّنا، نعمة لنفهم مشروع الله في حياتنا، ونتمّم مشيئته فينا، فنسمع صوته يقول لكل منّا: “هذا هو ابني الحبيب…”. آمين.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

«يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

السرّ الثاني من أسرار النور “عرس قانا الجليل”:
ثمرة هذا السرّ: التجدّد بالروح القدس.
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أظهر إبنك يسوع مجده في عرس قانا الجليل، فحوّل لطلبك الماء إلى خمر.
تأمّل: لقد حان الوقت ليظهر إبنك مجده أمام الجميع. ولم يكن حضورك صدفة في العرس، لأنّك كنت دائمًا بقربه حتّى الصليب. فهمت وأدركت كلّ شيء منذ لحظة بشارتك. ولم يستجب يسوع طلبك تحويل الماء إلى خمر رغم أنّ “ساعته لم تأت” إلاّ إجلالاً لك يا أمّ الملك، واحترامًا فائقًا لرغبتك. فكما سارعت وطلبت معجزة لمّا نفذت الخمر، أسرعي يا أمّنا لتلبية حاجاتنا الروحيّة والزمنيّة عندما نسألك بإيمان وثقة. وهو سيعطينا بشفاعتك أكثر فأكثر؛ لأنّ هذا الخمر، سيحوّله فيما بعد، إلى دمٍ يسفكه كلّ يوم لأجل خلاصنا، غذاءً أبديًّا لنفوسنا. آمين.

نصلّي:مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

«يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

السرّ الثالث من أسرار النور “إعلان مجيء ملكوت الله”:
ثمرة هذا السرّ: التّوق إلى الملكوت
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أعلن يسوع مجيء ملكوت الله، ودعا الجميع إلى التوبة.
تأمّل: إنّها الرسالة التي جاء من أجلها يسوع، وهي إعلان مجيء الملكوت، ودعوة الجميع إلى توبة صادقة ومصالحة حقيقيّة مع الربّ: “حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”.
إنّ سرّ محبّة الله للعالم لا يدرك، إلاّ عندما ندخل في أعماقه من خلال سرّ الفداء والصليب. هنا تتجلّى محبّته ويتمّ زمن التوبة والمصالحة. لذلك علينا أن نجيب على نداءاته المتكرّرة لنا، وأن نفهمها كما فهمتها مريم منذ البشارة، وسارت بوحيها إلى أسمى المراتب عندما اختيرت أمًا للرب.
فيا أمّنا، ساعدينا كي نفتح أعيننا على النور الحقيقيّ، فنتصالح مع الله من خلال إخوتنا. هكذا فقط نلبّي نداءه بيسوع إبنك. آمين.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

«يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

السرّ الرابع من أسرار النور “التجلّي الإلهيّ”:
ثمرة هذا السرّ: إتّباع تعاليم يسوع.
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا تلألأت صورة الآب على وجه يسوع ابنك في تجلّيه على الجبل.
تأمّل: إنّ يسوع مرّة أخرى يظهر مجده لتلاميذه، فتنفتح أعينهم، ويدركوا سرّ علاقته بأبيه. “لقد تألّق مجد الألوهيّة على وجهه”. فعلى الجبل، “بينما هو يصلّي، تغيّر وجهه، وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق، وانطلق صوت من الغمام يقول: هذا هو إبني الذي اخترته، فله اسمعوا”.
نسألك يا ربّ، بشفاعة أمّ الطهارة مريم، أن تجعل قلوبنا تتلألأ طهرًا، وضمائرنا نقاء، ونور تجلّيك يخرق عيوننا، فلا نعد عميان البصيرة عن سرّ حبّك الكبير، وشوقك الأزليّ لنا ونصغي إلى صوتك لنعكس نورك للآخرين. فنصعد جميعًا جبل القداسة، ونتجلّى حبًا وطهرًا وسلامًا. آمين.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

«يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

السرّ الخامس من أسرار النور “العشاء السرّيّ”:
ثمرة هذا السرّ: المشاركة في الذبيحة الإلهيّة.
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا قدّم إبنك يسوع ذاته طعامًا لنا في العشاء السرّي.
تأمّل: إنّه منتهى الحبّ، هذا الذي أحبّنا به الله. “ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه”،حتّى قدّم لنا جسده ودمه غذاء أبديًا تحت شكلي الخبز والخمر، “فأعطى حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل
للبشريّة”.
نطلب منك أيّتها العذراء القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما تقدّمنا من سرّ القربان، بأنّنا نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لاستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق،ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين.

نصلّي:مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

«يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

Comments

comments

  • المسبحة الوردية (أسرار النور)

    المسبحة الوردية (أسرار النور)

    السرّ الأوّل من أسرار النور “المعموديّة”:
    ثمرة هذا السرّ: البنوّة للآب.
    أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا اعتمد يسوع على يدّ يوحنّا في نهر الأردن.
    تأمّل: يسوع ينحني أمام يوحنّا في نهر الأردن ليعتمد. فانفتحت السماوات، وهبط الروح القدس عليه كأنّه حمامة، وإذا بصوت الآب يعلن إبنه الوحيد للعالم: “هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت”. ويرسله لكي يتمّم محبّته وعهده لمن أحبّهم.أطلبي لنا يا أمّنا، نعمة لنفهم مشروع الله في حياتنا، ونتمّم مشيئته فينا، فنسمع صوته يقول لكل منّا: “هذا هو ابني الحبيب…”. آمين.

    نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

    «يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

    السرّ الثاني من أسرار النور “عرس قانا الجليل”:
    ثمرة هذا السرّ: التجدّد بالروح القدس.
    أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أظهر إبنك يسوع مجده في عرس قانا الجليل، فحوّل لطلبك الماء إلى خمر.
    تأمّل: لقد حان الوقت ليظهر إبنك مجده أمام الجميع. ولم يكن حضورك صدفة في العرس، لأنّك كنت دائمًا بقربه حتّى الصليب. فهمت وأدركت كلّ شيء منذ لحظة بشارتك. ولم يستجب يسوع طلبك تحويل الماء إلى خمر رغم أنّ “ساعته لم تأت” إلاّ إجلالاً لك يا أمّ الملك، واحترامًا فائقًا لرغبتك. فكما سارعت وطلبت معجزة لمّا نفذت الخمر، أسرعي يا أمّنا لتلبية حاجاتنا الروحيّة والزمنيّة عندما نسألك بإيمان وثقة. وهو سيعطينا بشفاعتك أكثر فأكثر؛ لأنّ هذا الخمر، سيحوّله فيما بعد، إلى دمٍ يسفكه كلّ يوم لأجل خلاصنا، غذاءً أبديًّا لنفوسنا. آمين.

    نصلّي:مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

    «يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

    السرّ الثالث من أسرار النور “إعلان مجيء ملكوت الله”:
    ثمرة هذا السرّ: التّوق إلى الملكوت
    أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أعلن يسوع مجيء ملكوت الله، ودعا الجميع إلى التوبة.
    تأمّل: إنّها الرسالة التي جاء من أجلها يسوع، وهي إعلان مجيء الملكوت، ودعوة الجميع إلى توبة صادقة ومصالحة حقيقيّة مع الربّ: “حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”.
    إنّ سرّ محبّة الله للعالم لا يدرك، إلاّ عندما ندخل في أعماقه من خلال سرّ الفداء والصليب. هنا تتجلّى محبّته ويتمّ زمن التوبة والمصالحة. لذلك علينا أن نجيب على نداءاته المتكرّرة لنا، وأن نفهمها كما فهمتها مريم منذ البشارة، وسارت بوحيها إلى أسمى المراتب عندما اختيرت أمًا للرب.
    فيا أمّنا، ساعدينا كي نفتح أعيننا على النور الحقيقيّ، فنتصالح مع الله من خلال إخوتنا. هكذا فقط نلبّي نداءه بيسوع إبنك. آمين.

    نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

    «يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

    السرّ الرابع من أسرار النور “التجلّي الإلهيّ”:
    ثمرة هذا السرّ: إتّباع تعاليم يسوع.
    أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا تلألأت صورة الآب على وجه يسوع ابنك في تجلّيه على الجبل.
    تأمّل: إنّ يسوع مرّة أخرى يظهر مجده لتلاميذه، فتنفتح أعينهم، ويدركوا سرّ علاقته بأبيه. “لقد تألّق مجد الألوهيّة على وجهه”. فعلى الجبل، “بينما هو يصلّي، تغيّر وجهه، وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق، وانطلق صوت من الغمام يقول: هذا هو إبني الذي اخترته، فله اسمعوا”.
    نسألك يا ربّ، بشفاعة أمّ الطهارة مريم، أن تجعل قلوبنا تتلألأ طهرًا، وضمائرنا نقاء، ونور تجلّيك يخرق عيوننا، فلا نعد عميان البصيرة عن سرّ حبّك الكبير، وشوقك الأزليّ لنا ونصغي إلى صوتك لنعكس نورك للآخرين. فنصعد جميعًا جبل القداسة، ونتجلّى حبًا وطهرًا وسلامًا. آمين.

    نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

    «يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

    السرّ الخامس من أسرار النور “العشاء السرّيّ”:
    ثمرة هذا السرّ: المشاركة في الذبيحة الإلهيّة.
    أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا قدّم إبنك يسوع ذاته طعامًا لنا في العشاء السرّي.
    تأمّل: إنّه منتهى الحبّ، هذا الذي أحبّنا به الله. “ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه”،حتّى قدّم لنا جسده ودمه غذاء أبديًا تحت شكلي الخبز والخمر، “فأعطى حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل
    للبشريّة”.
    نطلب منك أيّتها العذراء القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما تقدّمنا من سرّ القربان، بأنّنا نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لاستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق،ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين.

    نصلّي:مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

    «يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك».

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • صلاة المسبحة

    صلاة المسبحة (قصّة حقيقية)

    شاب فرنسي ذكي يدرس مادّة العلوم في الجامعة، لكنه لا يؤمن بالله ولا بأي نوع من أنواع الصلاة. دخل يوما ما كنيسة من كنائس باريس ليتفرّج على اللوحات الفنّية والرسومات، وراح يتجوّل في مختلف جوانب الكنيسة. سمع أثناء تجواله همسًا ضعيفًا يأتي من بعيد. فاتجه صوب الصوت يريد أن يتعرّف على مصدره. فتبيّن ظلّ إنسان في الظلمة مختبئًا وراء أحد الأعمدة. فسار إليه على طرف أصابعه، حتى إذا وصل إليه وحدّق فيه جمد في مكانه وفغر فاه… رأى معلّمه الكبير في مادة العلوم، العالم أمبير Ampère راكعا يتلو المسبحة الوردية.

    كانت هذه الحادثة بداية تغيير حياة عند الشاب، وأصبح اليوم طوباويّا وهو أوزانام Ozanam مؤسس جمعية مار منصور مع القديس منصور دي بول.
    كان يقول: “إن مسبحة أستاذي أمبير أثّرت فيّ أكثر من كل الكتب والمواعظ”.

    Comments

    comments

  • الوردية تفوق كل التقويات

    الوردية تفوق كل التقويات

    كان هناك امرأة في روما كثيرة التعبّد والتقوى.
    استشارت القديس دومينيك واعترفت بخطاياها.
    فرض عليها القديس ان تتلو وردية واحدة، ونصحها ان تتلوها كل يوم.
    فاعتذرت قائلة ان لديها تمارينها الروحية المحددة، وانها تلبس المسح، وتُطبّق قانون جمعيتها عدة مرات بالاسبوع وتصوم كثيرا وتُكفِّر كثيرا.
    فشدد عليها القديس دومينيك ان تتبع نصيحته، فرفضت وخرجت من كرسي الاعتراف غير راضية.
    وفيما هي تصلي في احد الايام، حصل لها انخطاف رأت فيه روحها ماثلة امام الديّان وقد رجحت كفة خطاياها ونواقصها على كفة اعمالها الصالحة وتقوياتها. ذُعرت وصرخت مستنجدة بالعذراء طالبة مساعدتها، فأسقطت السيدة العذراء السبحة الوحيدة التي تلتها المرأة كتكفير بأمر مرشدها. فتساوت الكفتين.
    انّبتها العذراء لرفضها نصيحة خادمها دومينيك بتلاوة الوردية كل يوم.
    وعندما عادت من انخطافها ذهبت لترتمي عند قدمي القديس مخبرة اياه بما حصل لها . واعدة اياه بتلاوة الوردية كل يوم.

    Comments

    comments

  • مسبحة الوالدة

    مسبحة الوالدة

    شاب ترك الصلاة كان عائداً من رحلة، و فجأة رأى مسبحة على الأرض، و كانت أوّل ردّة فعل له أن يتركها ويتابع سيره.
    لكن حبّه الدفين لمريم العذراء منعه من ذلك، فالتقطها وقال: “لا يمكنني أن أردّها لصاحبها، سأعطيها لمريم العذراء، و سأضعها عند هيكل العذراء في أول كنيسة أصادفها”.

    وبالفعل دخل أوّل كنيسة، وعندما وصل إلى هيكل العذراء، سمع صوتاً داخليا يقول له: “أتلُ المسبحة قبل أن تضعها على الهيكل وتذهب”.
    وبعدما صلّى المسبحة، تأثّر جداً، وشعر بصوت يدعوه إلى الكهنوت. فكّر كثيرا، ثم قبل الدعوة وأصبح كاهناً.

    ومنذ يوم رسامته، كان يتلو المسبحة التي وجدها في الطريق بتقوى كبيرة لأنها كانت السبب في رجوعه الى الله وفي وصوله الى سّر الكهنوت.
    وبعد بضع سنوات، عيّنه الأسقف مسؤولا عن مستشفى. كان يزور المرضى يوميا و يصلي لمن يطلب منه ذلك.

    دخل يوما غرفة مريض، وما إن رآه المريض حتى قال: “لا تكلّمني عن الله فأنا ملحد”.
    حاول الكاهن ان يُكلّم المريض بلطف، لكن المريض رفض، فقال الكاهن: “حسناَ سأتلو اليوم المسبحة عن نّيتك”.
    أجاب المريض: “لا أريد أن اسمع كلمة “مسبحة”.
    أجاب الكاهن: “لكن صلاة المسبحة لا يمكن الاّ أن تفيدَك”.
    أجاب المريض: “بل هي سبب شقائي وتعاستي”.
    قال الكاهن: “كيف”؟
    أجاب المريض: “اسمع قصتي مع المسبحة”… عندما كنت صغيراً، كنت أصلّي المسبحة مع والدتي كلّ يوم.
    وعندما كبرت، ذهبت الى المدينة، فعملت فيها.
    وهناك تعرّفت على رفقاء سوء أبعدوني عن الله وعن الصلاة.
    ويوماً ما استدعوني الى القرية حيث كانت تسكن والدتي، لأنها كانت على فراش الموت.
    وهناك طَلَبتْ مني وعداً أن أصلي ولو قِسماً من المسبحة كل يوم.
    خجلت منها ووعدتُها، عندئذ أعطتني والدتي مسبحتها التي كانت تصلي بها منذ سنين، وعندما كنت في طريق عودتي الى المدينة، همس الشيطان في قلبي قائلاً: “تخلّص من هذه المسبحة اللعينة، وارمها على الأرض”.
    رميتها، ومنذ ذلك اليوم لم أعرف طعم الراحة، لا بل أشعر أني أصبحت ملعوناً.

    تأثر الكاهن وسأل المريض عن السنة وعن الشهر الذي حصل فيه ذلك، ثم أخرج المسبحة من جيبه وسأل المريض: “هل سبق ورأيت هذه المسبحة؟”.
    فصاح المريض: “بل هي مسبحة والدتي”. فقال الكاهن: “انظر، المسبحة التي كانت سبب تعاستك كانت سبب سعادتي، لأنها هي التي قادتني الى الكهنوت. خذها وابدأ من جديد حياة سعيدة هنيئة…”.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  المسبحة الوردية

Facebook Comments

2 تعليقات


  1. MX

    2 نوفمبر,2014 at 12:56 م

    What’s up, I read your new stuff daily. Your story-telling style is awesome, keep up the good work!

    Reply

    • Maria

      2 نوفمبر,2014 at 6:00 م

      Thanks for your kind words … will keep publishing new things … God Bless u

      Reply

أضف رد على Maria إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا يسوع ومريم ومار يوسف وجميع الملائكة والقديسين ساعدونا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

اعلان

Facebook