ما هو هدف حياتك؟

ما هو هدف حياتك؟

ما هو هدف حياتك؟ ولماذا أنت موجودٌ على هذا الكوكب؟
المشكلة أنّنا ننطلق من النقطة الخاطئة لنجيب على هذين السؤالين.
ننطلق من “الأنا”. نسأل دائمًا الأسئلة المتمحورة حول الذات. ماذا يجب أن أفعل بحياتي؟ ما هي أهدافي، أحلامي؟ ماذا أخطّط لمستقبلي؟ بالطبع كلّنا نبحث عن النجاح في حياتنا، ولكن هذا النجاح لا يعني أنّنا حقّقنا هدف حياتنا. فالتشديد على الذات يمنعنا من رؤية الهدف الحقيقيّ لحياتنا. فنحن لم نخلق أنفسنا ولذلك نحن لا نعلم هدف خلقنا إن انطلقنا من “أنفسنا”.

 

فما هو الجواب إذًا؟
لنعرف الجواب الصحيح ينبغي أن نبدأ مع “الله”.
فأيّ اختراع تريد معرفة الهدف منه عليك أن تسأل صانعه أو تطّلع على الكتيّب الذي يعلّمك طريقة الاستعمال.
وهكذا نحن، علينا أن نسأل الله عن هدف حياتنا حتّى نستطيع تحقيق هذا الهدف. وكيف يتمّ ذلك؟ إنّه يتمّ من خلال الإعلان الإلهيّ، هذا الذي يكشفه لنا الكتاب المقدّس. فهذا الكتاب يكشف لنا لماذا نحن أحياء، وكيف يجب أن نعيش، وماذا نتوقّع في المستقبل. من هنا علينا أن نبني حياتنا على الحقائق الأزليّة، علينا أن نبنيها على الصخر، على الأساس الذي هو يسوع المسيح. إن فعلنا ذلك ندرك أنّ هدف حياتنا يتخطّى هذا العالم. فكما أن الجنين يبقى في رحم أمّه تسعة أشهر يتحضّر فيها ليأتي إلى هذه الحياة، هكذا أيضًا نتحضّر نحن في هذه الحياة لنذهب إلى حياة أخرى.

يقول الروائيّ الروسيّ أندريه بيرتوف الذي نشأ في بيئة ملحدة:“بدون الله لا معنى للحياة”. لقد توصّل إلى هذه النتيجة وهو في قمّة شعوره بالفراغ. ومذ أدرك أن لا قيمة للحياة دون الله تغيّر نمط حياته كلّيًّا.

فحياتنا هي من الله ولله. فأنت لست صدفة. فحتّى لو لم يخطّط أبواك لإنجابك، فقد فعل الله ذلك. لقد فكّر فيك أوّلاً. فأنت تتنفّس في هذه اللحظة لأنّ الله يريد ذلك. أنت حيٌّ لأنّ الله أراد أن يخلقك:“لأنّك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمّي. أحمدك من أجل أنّي قد امتزتُ عجبًا. عجيبةٌ هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينًا. لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنِعَت في الخفاء، ورُقِمَت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سِفْرِك كلّها كُتبت يوم تصوّرَتْ، إذ لم يكن واحدٌ منها”(مز 139: 13-16).
أمّا ما دفع الله إلى خلقك فهو محبّته. فهو قد فكّر فينا حتّى قبل أن يخلق العالم: في الحقيقة هو خلقه من أجلنا. فهو قد اهتمّ بكلّ تفصيل دقيق فيه ليلائمنا. ولماذا؟ لماذا خلق هذا العالم من أجلنا؟ لأنّه “محبّة”.
الكتاب المقدّس يقول:”الله محبّة”.
لم يقل: “عنده محبّة”، أو أنّه “يحبّ”. قال “هو محبّة”. فهناك محبّة كاملة في شركة الثالوث، ولذلك هو ليس وحيدًا، ولكّنه أراد خَلْقَكَ ليعبّر عن محبّته، خلقك لهدف، وحياتك لها معنى عميق. وأنت تكتشف هذا المعنى وهذا الهدف فقط عندما تتّخذ من الله مرجعًا لحياتك. فهل أنت مستعّدٌ لذلك؟
“فإنّه فيه خُلق الكلّ: ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، سواء كان عروشًا أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطين. الكلّ به وله قد خُلق”(كولوسي 1: 16).

 

ما الذي يوجّه حياتك؟
هناك الكثير من الأمور التي قد توجّه حياتك. وإليك أهمّ خمسةٍ منها:
1-الشعور بالذنب: أناس كثرٌ يقودهم الشعور بالذنب، فيقضون حياتهم يهربون منه. هم يسمحون لماضيهم أن يتحكّم بمستقبلهم. صحيح أنّك وليد ماضيك، ولكن عليك ألاّ تكون أسيره. فمهما تكن عظمة ذنوبك، تبقى رحمة الله أعظم منها: “طوبى للذي غُفر إثمه وسُتِرت خطيئته. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الربّ خطيّة”(مز 32: 1).
2-الحقد والغضب: مِن الناس مَن يخفي غضبه وحقده ومنهم من ينفجر في وجه الآخرين، وكلا الأمرين غير صحيّ وغير مفيد. وهناك أناس كثرٌ يغذّون الألم أكثر فأكثر في عقولهم عوض أن يتخطّوه بالمغفرة. فبينما ينسى من أساء إليك إساءته ويتابع حياته بشكلٍ طبيعيّ، تبقى أنت تغذّي ألمك وتأبى أن تتخطّاه. انتبه: إن الذين أذوك في الماضي لا يستطيعون أن يأذوك الآن إلاّ إن تمسّكت أنت بالألم من خلال حقدك عليهم. إن ماضيك مضى. لا شيء سيغيّره. بمرارتك وحقدك، أنت تؤذي نفسك فقط: “لأنّ الغيظ يقتل الغبيّ”(أيوب 5: 2).
3-الخوف: الخوف سجن ٌيمنعك من أن تصبح ما يريده الله لك. عليك أن تواجهه بسلاح الإيمان والمحبّة: “لا خوف في المحبّة، بل المحبّة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج، لأنّ الخوف له عذاب، وأمّا من خاف فلم يتكمّل في المحبّة”(1يو 4: 18).
4-الأمور المادّيّة: طموح البعض بالتملّك يصبح هدف حياتهم. هم يظنّون أنّهم كلّما امتلكوا أكثر كلّما صاروا أكثر سعادة، أكثر أهميّة، أكثر أمانًا. ولكن قيمتك أنت لا تحدّدها أموالك، وشعورك بالأمان والسعادة ليس أساسه المال. فالمال قد تفقده، أمّا كنزك الذي لا يفنى والذي هو أساس سعادتك الحقيقيّة وطمأنينتك التي لا يستطيع أحدٌ انتزاعهما منك، فهو علاقتك بالله.
5-الحاجة إلى التقدير: بعض الناس يسمحون لتوقّعات الآخرين أن تتحكّم بحياتهم. “أنا لا أعرف كلّ مفاتيح النجاح، ولكن أحد مفاتيح الفشل هو محاولة إرضاء الجميع”. “أفأستعطف الآن الناس أم الله، أم أطلب أن أُرضي الناس؟ فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح”(غلا 1: 10). فتحكّم آراء الآخرين بك هو طريق مضمونة لتفويت هدف الله لحياتك: “لا يستطيع أحدٌ أن يعبد ربّين”(متّى 6: 24).

فما الذي يوجّه حياتك أنت؟
أإحدى هذه الأمور أو شيء آخر؟ وما هو هدف حياتك؟ الهدف الذي يجب أن تعرفه، إذ لا يوجد شيء أكثر أهمّية من أن تعرف هدف الله لحياتك، ولا شيء يمكن أن يعوّض هذه الخسارة: “لأنّه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟”.
فبدون هدف، لا معنى للحياة.
فوائد معرفة هدف الحياة:
1-معرفة الهدف تعطي معنًى لحياتك:
نحن صُنعنا ليكون لنا معنى. وبدون الله لا هدف للحياة، وبدون هدف لا معنى للحياة. فالمأساة الحقيقيّة ليست الموت، بل الحياة دون هدف نتوخّاه برجاء كبير. فالرجاء ضروريّ للحياة كما الماء والهواء. فقد تشعر أنّك تواجه وضعًا لا يحتمل، ولكن الكتاب يقول:“والقادر أن يفعل فوق كلّ شيء أكثر جدًّا ممّا نطلب أو نفتكر بحسب القوّة التي تعمل فينا” (أف 3: 20).
2-معرفة الهدف تبسّط حياتك:
فالهدف يصبح المقياس الذي تستخدمه لتقييم ما هي الأنشطة الضروريّة وتلك غير الضروريّة.
يصبح الأساس الذي تبني عليه قرارتك وتنظّم وقتك، وتستخدم مواهبك.
فمن المستحيل أن تقوم بكلّ ما يريدك الناس أن تفعله، إذ إنّ لديك الوقت الكافي فقط لتفعل مشيئة الله. فالحياة المنطلقة نحو الهدف تقود إلى بساطة الحياة وإلى سلام الذهن: “ذو الرأي الممكن تحفظه سالمًا لأنّه عليك متوكّل”(إش 26: 3).
3-معرفة الهدف تجعل حياتك أكثر تركيزًا:
فهي تركّز جهدك وطاقتك على ما هو مهمّ، فتصبح أكثر فاعليّة عن طريق انتقاء ما تقوم به. لقد لاحظ هنري ثورو أنّ الناس يعيشون حياةً من “اليأس الهادئ”، لكنّ الوصف الأفضل في يومنا هو “اللهو الخالي من الهدف”.
فبدون هدف واضح سوف تستمرّ في تغيير الاتّجاهات والوظائف والعلاقات. يقول الكتاب:“من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الربّ” (أفسس5: 17).
إنّ الرجال والنساء الذين غيّروا مجرى التاريخ كانوا الأكثر تركيزًا. يقول الرسول بولس: “ولكنّي أفعل شيئًا واحدًا إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتدّ إلى ما هو قدّام”(فيلبّي3: 13). من هنا، إن أردت أن يكون لحياتك تأثير، قم بتركيزها، حدّد أولويّاتك.
4-معرفة الهدف تحفّز حياتك:
لا شيء يمكنه أن يمدّك بالطاقة أكثر من هدف واضح، في حين أنّ الشغف يتبدّد عندما يُفقد الهدف.
5-معرفة الهدف تؤهّلك للأبديّة:
يقضي كثير من الناس حياتهم في محاولة تحقيق صيت شائع وذكرى خالدة، ولكن ما يهمّ في النهاية ليس ما يقوله الآخرون بل ما يقوله الله. فكلّ ما يحقّقه الناس سيُنسى في النهاية. فالعيش لتحقيق هدف أرضيّ هدف قصير المدى، بينما الاستخدام الأكثر حكمة للوقت هو في بناء ميراثٍ أبديّ. فأنت لم توضع على الأرض ليتذكّرك أحد لكنّك وُضعت لتتأهّل للأبديّة. “لأنّنا جميعنا سنقف أمام كرسيّ المسيح…إذًا كلّ واحدٍ منّا سيعطي عن نفسه حسابًا لله” (رومية 14: 10، 12). لحسن حظّنا أنّ الله يريدنا أن ننجح في هذا الاختبار لذلك أعطانا الأسئلة مسبقًا. السؤال الأوّل هو “ماذا فعلت بابني يسوع المسيح؟”، والسؤال الثاني هو ” ماذا صنعت بما أعطيته لك؟”

Comments

comments

  • الله معك... دائما معك

    الله معك… دائما معك

    + إذا شعرت يوماً أنك وحيد، فاعرف أن الله هنا أمامك، يقدم لك حضوره، فانظر إليه وأصغ إلى كلامه.
    + إذا تفرق أصدقاؤك واختفوا ونسيك الآخرون، فالله لن ينساك أبداً، بل يأتي ويقترب منك، فاستقبله.
    + إذا خانتك قواك، فالله يريد أن يسندك، فدعَه يفعل ذلك.
    + إذا تباطأت خطواتك، فالله يسير أمامك، فاتبعه.
    + إذا أصبحت مشاريعك نادرة، فالله يذكرك بأنه رجاؤك الوحيد، فتوكل عليه.
    + إذا أحسست يوماً أنك غير مفيد، فأعرف أنه ينتظرك كي تذهب وتعمل في كرمه.
    ولا تنسى فالله دائماً معك.

    Comments

    comments

  • عندما تحاصرني الضيقات

    صلاة: عندما تحاصرني الضيقات

    – عندما تحاصرني الضيقات ويشتد بي الألم وتصغر نفسي داخلي
    وتنحني في، وأكاد أن أفقد الرجاء، ألجأ إليك.

    – عندما تسعى نحوي الخطايا وتتمثل أمام عيني العثرات ويميل قلبي
    نحو الجهالات وأكاد أضعف وأخشى السقوط، ألجأ إليك.

    – عندما أضعف وأسقط وأفقد ثوب بري أبكي وأصرخ أمضي إلى الكنيسة
    وهناك أسكب نفسي إذ لا أعرف سوى أن ألجأ إليك.

    – عندما أتحير وافقد القدرة علي التمييز بين الجيد والرديء
    ويعوزني الافراز وتنقصني الحكمة والفهم، ألجا إليك.

    – عندما يميل النهار وتغرب الحياه وتدركني الشيخوخة
    وتتداعي القوة الجسدية ويذبل هذا الجسد المتعجرف، ألجأ إليك.

    – ليتك تقبلني إني متمسك بوعدك أنك لن تخرجني إلي خارج،
    فإنه من لي في السماء ومعك لا أريد شيئا علي الأرض.

    – انظر إلى مراحمك ولا تذكر خطاياي، تذكر وعدك وتجاوز عن تجاوزاتي،
    ارحم مسكنتي وتحنن علي.

    إني اثق انك تفعل هذا وأكثر، ولذلك فإني ألجأ اليك.

    Comments

    comments

  • كيف تروي فراغ نفسك؟

    كيف تروي فراغ نفسك؟ (تأمل روحي)

    “مياه باردة لنفس عطشانة الخبر الطيب من أرضٍ بعيدة ” (سفر الامثال 25:25)

    في نفس الإنسان عطش شديد، لا يعرف كيف يرويه، فقد يحاول البعض منا أن يفّرح نفسه في أماكن اللهو المختلفة، من سينمات أو حفلات أو رحلات أو قضاء أوقات طويلة في مشاهدة الأفلام أو سماع الأغاني، وتكون النتيجة ازدياد الظمأ، وطلب المزيد والمزيد من هذه المسرات ولكن بلا ارتواء وبلا فرح لأن العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلئ من السمع.

    والبعض الأخر يحاولون إطفاء عطش النفس بامتلاك البيوت وأرصدة في البنوك، وشراء احدث ما يقدمه العالم من تكنولوجيا… إلخ، وللأسف يحلم هؤلاء إنّ كل هذه تجلب الارتواء والاكتفاء، ولكن لا يعلمون إن مجد الأرض سراب سراب، يقول المسيح يسوع (كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً).

    إنّ كل ما يقدمه العالم والشيطان من مسّرات وتلذذ بأمور العالم لا يتعدى عن كونه مياه البحر المالحة فمن يشرب منها يزداد ظمأ ويشعر بالمرارة دون ارتواء أو أفراح، إنّ جميع مسّرات العالم هي عبارة عن آبار مشققة لا تضبط ماءً.

    والله يوصف حال البشر قائلا : “لأن شعبي عمل شرّين. تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة لينقروا لأنفسهم أبآراً مشققة لا تضبط ماءً” (سفر أرميا 2: 13)

    فهل تشعر أنك عطشان، وقد جربت وسائل عديدة وبقي عطش وفراغ في داخلك؟؟
    وهل تشعر أنك تسير في صحراء تريد الماء فإذا هو سراب؟

    إذا تعال إلى الينبوع الحي الذي يتفجر بالنعمة والمحبة في وسط عالم مقفر.
    تعال إلى ينبوع الحياة المسيح يسوع فهو يقول لك وللجميع في ملء محبته:

    “من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” (انجيل يوحنا 4: 13- 14)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • بطرس وبولس

    أوجه الاختلاف بين الرسولين بطرس وبولس

    1 – من جهة العلم:

    قيل عن بطرس ويوحنا ( إنسانان عديما العلم وعاميان) أي لم يتخرجا من معاهد يهودية عليا ( أع 4 : 13 ).
    ولكن بولس تربي عند قدمي ( غمالائيل ) ( أع 22 : 3 ) ( أع 26 : 24 أنت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان)
    2 – من ناحية الزواج والبتولية :

    بطرس كان متزوجاً ولكن بولس كان بتولاً (1كو9: 5 ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا) ( لو 4 : 38 ) ( 1كو7 : 8 )

     

    3 – ميدان الكرازة:

    (بطرس رسول الختان) أي يكرز بين اليهود ولكن بولس رسول الغرلة أي يكرز بين الأمم ( غلا 2 : 7 )
    ملاحظة: لم تقتصر خدمة بطرس علي اليهود ولقد آمن علي يديه كرنيليوس ( أع 10 ) وكذلك بولس الرسول لم تقتصر خدمته علي الأمم ( أع 9 : 15 فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمموملوكوبني إسرائيل) (1كو9: 20 فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود) وكتب أيضاً رسالته إلى العبرانيين.
    4 – طريقه الاستشهاد

    بطرس صلب منكس الرأس يو21 قال له يسوع ارع غنمي.. متى شخت فانك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها.
    أما بولس الرسول فقطعت رأسه لأنه كان يتمتع بالجنسية الرومانية (أع22 : 25-28 فجاء الأمير وقال له قل لي أنت روماني فقال نعم)، (أع16: 37)

    Comments

    comments

  • قصة أيقونة العذراء المطعونة

    قصة أيقونة العذراء المطعونة

    توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.

    في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى.

    سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات).

    فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: “يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة”.
    قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن.
    فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده.

    علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة.

    بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه.
    ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان.
    ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته.

    عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس.
    انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية.

    أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة.

    المصدر:  صفحة بطريركية أنطاكية

    Comments

    comments

  • أساطير شجرة عيد الميلاد

    أساطير شجرة عيد الميلاد

    هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد ويعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد الغير مزينة.

    أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا.
    في أحد الأيام، بينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله ألتقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد (ثور) ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة.
    أثناء سقوطها حطمت الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة الشربين وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. شجرة الحياة.

    كانت أعياد الميلاد الاحقة تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان أسكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم.

    أسطورة اخرى تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس.
    المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية.
    في القرن الثاني عشر، في أوروبا الوسطى وفي عيد الميلاد كانت تعلق أشجار الشربين رأسا على عقب من سقوف المنازل كرمزا للمسيحية.

    و تروي قصة أخرى و تقول بأن مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة في أحدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة. لخلق ذات الجو الساحر قام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع.

    و تروي أخرى بأنه في ليلة الميلاد وفي أحد الايام صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع.
    بالرغم من فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة وفي الصباح استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي.

    الصبي الجائع كان المسيح المتنكر وخلق الشجرة كمكافئة لإحسان الحطاب الطيب.

    يروى أيضا أنه ربما أتى أصل شجرة الميلاد من مسرحية الفردوس.
    في القرون الوسطى معظم الناس لم يكن لهم القدرة على القراءة والكتابة وكانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس في جميع أنحاء أوروبا.
    كانت مسرحية الفردوس التي عرضَت خليقة الإنسان ووقوعه في الخطيئة في جنة عدن تُقام كل عام في موسم الشتاء وفي ليلة الميلاد، إقتضى عرضها شجرة تفاح لكن أشجار التفاح لا تحمل ثمرا في الشتاء فأستعيضت بشجرة دائمة الخضرة مع تعليق التفاح عليها.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  مقالات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبنا مثل قلبك

اعلان

Facebook