علمتني إبنتي (قصّة وعبرة)

علمتني إبنتي

هبّت عاصفة شديدة على مدينة مجاورة لنا، فحطمت المنازل وشـّردت كثيرا من الأسر…
تناولت الصحف كثيرا من القصص تحكي مآسي بعض هذه الأسر التي نالها النصيب الأكبر من الخسارة…
ثم أبرزت صورة لإمرأة تقف أمام حطام بيتها بينما ينطق وجهها بكل تعبيرات الأسى والحزن، وإلى جوارها يقف طفلها الصغير النحيف مرتجفا من البرد بينما تعلقت طفلتها الصغيرة في ذيل فستان أمها وهي تنظر الكاميرا بنظرة ملؤها الخوف والفزع.
وتحت الصورة ذكر الكاتب مقاسات ملابس هذه الأسرة المنكوبة.
تأثرت وتألمت لمنظر هذه الأسرة ولكني فرحت عندما لاحظت أن مقاساتهم تتناسب مع مقاسات أفراد أسرتي، ووجدتها فرصة أعلـّم فيها أطفالي كيف يمكنهم مساعدة الأخرين.
علـقت الصورة على ثلاجة بيتنا وشرحت لأطفالي الثلاثة – ولدين وبنتا – ظروف هذه العائلة، ثم أنهيت حديثي بقولي: “إننا نملك الكثير بينما لا تملك هذه العائلة البائسة شيئا، لذا يمكننا أن نتقاسم مالنا معا.
ثم أحضرت ثلاثة صناديق ووضعتها في حجرة المعيشة وبدأت أملأ الصندوق الأول بكل أنواع المعلبات والمأكولات والحلوى، ثم قلت لهم أن يقدموا من لعبهم وألعابهم ما لا يحبونه أو يحتاجونه.
فجاء إبناي ّبلعبهما التي تكسرت وألعابهما التي تشوهت ووضعاها في الصندوق الثاني، وبينما كنت أملأ الصندوق الثالث بالملابس، فوجئت بإبنتي الصغيرة تأتي وقد احتضنت عروستها المفضلة التي تحبها أشد الحب،ثم تضعها في صندوق اللعب.
لكنها انحنت و احتضنتها وقبلتها ووضعتها برفق في الصندوق.
قلت لها “ليس لك أن تعطي عروستك المحبوبة”
أجابتني إبنتي والدموع تملأ عينيها: “إن عروستي هي سر سعادتي، فلماذا لا اعطيها لهذه الطفلة البائسة لتفرّح قلبها أيضا “.
ونظرت لطفلتي المحبوبة، يمنعني خجلي من نفسي من الكلام، وأدركت أخيرا أن كل إنسان يستطيع أن يعطي ما لا يحبه، بينما العطاء الحقيقي أن نعطي أحلى ما عندنا وأكثر الأشياء حبا لنا.
بهذا المفهوم السامي أعطت إبنتي الصغيرة عروستها التي تحبها جدا، وأهدتها لطفلة أخرى لا تعرفها وكلها أمل أن تكون هذه العروسة مصدر فرح لهذه الطفلة البائسة كما كانت لها شخصيا.
لقد علمتني إبنتي ما لم أكن أعلمه.

نظر إبنايّ في دهشة بالغة أختهما تعطي أغلى ما عندها، وبدون تعليق ذهب إبني الأكبر لحجرته وأحضر لعبته المفضلة وبعد تردد صغير وضع لعبته في الصندوق بجوار عروسة إبنتي، وهنا ارتسمت على فم إبني الأصغر ابتسامة صغيرة فجرى يحضر لعبته المفضلة أيضا.
عقدت الدهشة لساني وأنا أرى أطفالي الصغار يدركون معنى العطاء الحقيقي أكثر مني، فأمسكت دموعي واحتضنتهم الثلاثة بين ذراعي وقبلتهم ثم خلعت عني سترتي الجلد التي أحبها ووضعتها في الصندوق وكلي امل أن تحبها هذه السيدة البائسة كما أحببتها أنا أيضا لقد علمتني إبنتي كيف يكون العطاء… شكرا لك يا إبنتي.

 

اذا أعجبتك هذه القصة لا تتردد بالمشاركة مع أصدقائك والتعليق أسفل الموضوع

Comments

comments

  • sinking train

    الآب نفسه يحبكم (قصة روحية)

    قبل التطور الشديد لمحطات السكك الحديدية، كان هناك جسر متحرك فوق نهر كبير.
    وفي معظم ساعات اليوم يكون هذا الجسر مفتوحًا فى وضع يكون فيه الجزء المتحرك بطوله مُوازٍ لشاطئ النهر، ليسمح بمرور السفن، ولكن فى بعض الأوقات من اليوم، كانت هناك قطارات تعبر النهر من شاطئ إلى الآخر،حيث كان يدار الجزء المتحرك من الجسر، بحيث يكون عموديا على النهر مما يسمح بمرور القطارات في سلام.

    كان هناك رجل يعمل في هيئة السكك الحديدية كعامل “تحويلة” أو “محولجي”، وهو يقوم بعمليات فتح وغلق هذا الجسر عند اللزوم، وكان هذا الرجل يقيم في بيت صغير مع أسرته بجوار شاطيء النهر.
    وفي أحد الأيام عند الغروب كان الرجل يترقب قدوم آخر قطار لهذا اليوم، وعندما سمع الرجل صوت القطار من على بُعد، بدأ يستعد ليغلق الجسر ليكون عموديًا على النهر حتي يعبر القطار بسلام للجانب الآخر من النهر، واقترب القطار وهو يزمجر ويصفِّر بصوته العالي المرتفع، وبينما الرجل يستعد ليغلق الجسر رأى ما لم يكن يريده ولا يتوقعه، ولم يفكر فيه من قبل، رأى “ديفيد”، نعم .. “ديفيد” ابنه الوحيد الذي لم يتجاوز بعد السابعة من عمره، يلعب بين متاريس الجسر الهائلة، وعندها تجمد الدم في عروق هذا الأب، الذي بدأ بأعلى صوته ينادي على ابنه:

    – «ديفيد .. ديفيد»

    لكن صوت القطار جعل من المستحيل على “ديفيد” سماع النداء، وكان الوقت أقل بكثير من أن يذهب الرجل ويُخرج ابنه من هذه المنطقة وإلا سيغرق القطار الذي كان مملوًّا بالآلاف من الركاب، سيغرق في أعماق النهر .. آه .. كان على هذا الأب في لحظة من الزمان أن يختار إما أن ينقذ ابنه ولا يغلق الجسر، ولكن سيغرق القطار بالركاب في أعماق النهر؛ وإما أن يضحي بأبنه ويعبر القطار بسلام. وعندها اختار هذا الأب العجيب في تضحيته، اختار أن ينجي القطار، نادي بأعلى صوته وهو يرتعش:

    – «ديفيد .. ديفيد، لا أستطيع إلا أن أضحي بك لأجل الآلاف من الركاب! ديفيد .. ديفيد .. يا وحيدي، آه يا إبني الحبيب»

    أغلق الرجل الجسر وهو يغلق عينيه للحظات حتى لا يرى ما سيحدث “لديفيد” وحيده، محاولا التحكم في عواطفه أيضًا. وعندما فتح عينيه ورأى القطار يعبر بسلام، نظر إلى أسفل الجسر، إلى الأشلاء الباقية من جسد “ديفيد” ابنه الوحيد، فلذة كبده الذي تمزق جسده تمامًا بين متاريس الجسر!

    عبر القطار بسلام، ولحظتها لم يعرف أحد من الركاب أن هذا الأب ضحى بابنه الوحيد لينجيه، لم يدركوا أيضًا صورة الرجل التى يُرثى لها وهو ينتحب بقوة لفترة طويلة بعد عبور القطار. لم يروه وهو يذهب ليلملم أشلاء جثة “ديفيد” هو وبعض القرويين القريبين من المكان استعدادًا للدفن. لم يروه وهو يعود ماشيًا فى انكسار ببطء إلى بيته، ليخبر زوجته كيف مات ابنهما الوحيد بهذه الطريقة الوحشية.

    خرجت الجرائد في اليوم التالي تحكي قصة التضحية النبيلة لهذا العامل، وكانت أغلب العناوين تقول: الأب الذي لم يشفق على ابنه لينجي الآخرين.

    عزيزي القارىء .. عزيزتي القارئة، من المؤكد أنك تأثرت بهذه القصة الحقيقة.
    ولكن هناك قصة حقيقية أعمق وأكثر تأثيرًا! فلقد ضحى الأب “بديفيد” لأجل ركاب قطار. ضحى به وأخذ القرار في لحظات. ضحى به مع ملاحظة أن الأب كان مسئولاً عن مراعاة أن لا يكون ابنه في هذه المنطقة الخطرة. ولكني دعني أُذَكِّرك بالقصة الأعمق والأشمل:

    إنها قصة محبة الآب السماوي العجيب وتضحيته لا لأجل قطار بل لأجل العالم أجمع كما قال المسيح:

    {لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ الله الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ الله ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ} (يوحنا3: 16).

    إن قصة تضحية الآب السماوي لأجل العالم ليست وليدة صدفة أو حدث عابر، لكنها كانت في قلب الله قبل الأزمنة في الأزل، كما هو مكتوب:

    {لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. والَّذِينَ بَرَّرَهُمْ فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟!} (رومية8: 29-32).

    لقد تعين قبل الأزمنة في الأزل أن يموت المسيح لأجلنا:

    {افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ … بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ} (1بطرس1: 18)

    {لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يوحنا4: 8-10)

    عندما نقترب إلى الصليب نفهم كيف أن الله محبة، وما قاله الرب يسوع:

    {وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ} (يوحنا16: 26)

    وإن سمعتك تسألني: «لماذا يحبني؟» يجيبك الرب:

    {أَنَا .ْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً} (هوشع14: 4).

    يحبني ليس لشيء فيَّ، بل بالرغم من كل ما أنا فيه يحبني، لا لأني أستحق، بل لأنه هو {اللهَ مَحَبَّةٌ}.

    إن الأب السماوي ينتظرك، فهل تعود إليه كهذا الابن الذي كان ضالاً، فتتمتع بما قاله الرب يسوع: {فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ} (لوقا15: 20)

    Comments

    comments

  • علمتني إبنتي

    علمتني إبنتي (قصّة وعبرة)

    هبّت عاصفة شديدة على مدينة مجاورة لنا، فحطمت المنازل وشـّردت كثيرا من الأسر…
    تناولت الصحف كثيرا من القصص تحكي مآسي بعض هذه الأسر التي نالها النصيب الأكبر من الخسارة…
    ثم أبرزت صورة لإمرأة تقف أمام حطام بيتها بينما ينطق وجهها بكل تعبيرات الأسى والحزن، وإلى جوارها يقف طفلها الصغير النحيف مرتجفا من البرد بينما تعلقت طفلتها الصغيرة في ذيل فستان أمها وهي تنظر الكاميرا بنظرة ملؤها الخوف والفزع.
    وتحت الصورة ذكر الكاتب مقاسات ملابس هذه الأسرة المنكوبة.
    تأثرت وتألمت لمنظر هذه الأسرة ولكني فرحت عندما لاحظت أن مقاساتهم تتناسب مع مقاسات أفراد أسرتي، ووجدتها فرصة أعلـّم فيها أطفالي كيف يمكنهم مساعدة الأخرين.
    علـقت الصورة على ثلاجة بيتنا وشرحت لأطفالي الثلاثة – ولدين وبنتا – ظروف هذه العائلة، ثم أنهيت حديثي بقولي: “إننا نملك الكثير بينما لا تملك هذه العائلة البائسة شيئا، لذا يمكننا أن نتقاسم مالنا معا.
    ثم أحضرت ثلاثة صناديق ووضعتها في حجرة المعيشة وبدأت أملأ الصندوق الأول بكل أنواع المعلبات والمأكولات والحلوى، ثم قلت لهم أن يقدموا من لعبهم وألعابهم ما لا يحبونه أو يحتاجونه.
    فجاء إبناي ّبلعبهما التي تكسرت وألعابهما التي تشوهت ووضعاها في الصندوق الثاني، وبينما كنت أملأ الصندوق الثالث بالملابس، فوجئت بإبنتي الصغيرة تأتي وقد احتضنت عروستها المفضلة التي تحبها أشد الحب،ثم تضعها في صندوق اللعب.
    لكنها انحنت و احتضنتها وقبلتها ووضعتها برفق في الصندوق.
    قلت لها “ليس لك أن تعطي عروستك المحبوبة”
    أجابتني إبنتي والدموع تملأ عينيها: “إن عروستي هي سر سعادتي، فلماذا لا اعطيها لهذه الطفلة البائسة لتفرّح قلبها أيضا “.
    ونظرت لطفلتي المحبوبة، يمنعني خجلي من نفسي من الكلام، وأدركت أخيرا أن كل إنسان يستطيع أن يعطي ما لا يحبه، بينما العطاء الحقيقي أن نعطي أحلى ما عندنا وأكثر الأشياء حبا لنا.
    بهذا المفهوم السامي أعطت إبنتي الصغيرة عروستها التي تحبها جدا، وأهدتها لطفلة أخرى لا تعرفها وكلها أمل أن تكون هذه العروسة مصدر فرح لهذه الطفلة البائسة كما كانت لها شخصيا.
    لقد علمتني إبنتي ما لم أكن أعلمه.

    نظر إبنايّ في دهشة بالغة أختهما تعطي أغلى ما عندها، وبدون تعليق ذهب إبني الأكبر لحجرته وأحضر لعبته المفضلة وبعد تردد صغير وضع لعبته في الصندوق بجوار عروسة إبنتي، وهنا ارتسمت على فم إبني الأصغر ابتسامة صغيرة فجرى يحضر لعبته المفضلة أيضا.
    عقدت الدهشة لساني وأنا أرى أطفالي الصغار يدركون معنى العطاء الحقيقي أكثر مني، فأمسكت دموعي واحتضنتهم الثلاثة بين ذراعي وقبلتهم ثم خلعت عني سترتي الجلد التي أحبها ووضعتها في الصندوق وكلي امل أن تحبها هذه السيدة البائسة كما أحببتها أنا أيضا لقد علمتني إبنتي كيف يكون العطاء… شكرا لك يا إبنتي.

     

    اذا أعجبتك هذه القصة لا تتردد بالمشاركة مع أصدقائك والتعليق أسفل الموضوع

    Comments

    comments

  • man holding cross

    احمل صليبك واتبعني

    “جورج ” رجل تقي كان يقضي أوقاتا كثيرة في غرفته متأملا كلام السيد المسيح خاصة تلك الكلمات التي تقول “احمل صليبك واتبعني”
    ذات صباح قرر أن يخرج حاملا هذا الصليب أمام كل الناس ليؤكد بأنه يحب المسيح.
    فأخذ صليب كبير وثقيل و حمله على كتفيه وخرج به سائرا في الشوارع والأزقة.

    فجأة سمع صوتا يناديه: هل لك أن تساعدني؟؟
    وإذا به يرى امرأة مسنة تطلب منه أن المساعدة في نقل حاجياتها إلى منزلها.
    فأجابها: أما ترينني احمل صليب المسيح الثقيل؟ هل تطلبين مني تركه لأنقل أغراضك الخفيفة هذه إلى منزلك!!
    في نفس اللحظة مر رجل و ما أن شاهد المرأة المسنة حتى اتجه نحوها طالبا منها السماح بالمساعدة بنقل حاجياتها.

    فابتسمت المرأة المسنة وقالت لجورج: إذا أردت حمل صليب المسيح، فاحمل أثقال الآخرين، لأن المسيح لم يحمل ثقله الشخصي بل حمل ثقلك أنت وثقلي عندما سار به إلى الجلجلة.

    لماذا نتشبث بالكلام الحرفي وننسى هدفه ومعناه الروحي…
    اما الأجدر بنا ان نفكر كيف علينا حمل ذلك الصليب و كيف نشهد له و كيف نحافظ عليه؟؟

    هل الصليب بالنسبة لنا مجرد خشبة أو قطعة فضية أو ذهبية نعلقها على صدورنا؟؟ أم هو رمز يدفعنا لمزيد من المحبة و الصدق و العطاء و التضحية كما فعل فادينا يسوع!!

    لينور الرب طريقنا جميعاً و ليساعدنا على حمل صلباننا في قلوبنا و عقولنا قبل أن نحملها على صدورنا.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • المحبة

    المحبة (قصة روحية)

    قيل إنَّ ناسِكَيْن كانا يسكنان معاً، وإنَّ أحدهما اكتسب محبّةً كبيرةً لقريبه وكان يدبر كلّ وسائل الراحة لأخيه ويعتني بخدمته، مقتنعاً أنَّ كلّ ما كان يعمله لأجل أخيه كان يعمله للمسيح. ولذلك فقد استحق نعمةً عظيمةً من الربّ بسبب محبته الفائقة اللطف والرّقة. ورأى الربُّ تواضعه الفريد ومحبته الكاملة، فأرسل ملاكاً ليباركه.

    ولأنَّ الأخ رأى في نفسه أنَّه لم يكن مستحقاً لمثلِ تلك النعمة، أخذ يقول للملاك:
    “لا شكَّ أنَّكَ أُرسلتَ إلى شخصٍ آخر، لأنني أنا غير مستحق”.

    ولـمَّا أصرَّ الملاك أن يباركه.
    قال الناسك: إن كان الربّ حقّاً قد أرسلك لكي تباركني أنا غير المستحق ، فَبَارِك الأخ الذي معي ولي ثقةٌ أنني سأكون مُباركَاً !

    “فلمَّا رأى الملاك عِظَمَ محبته ذُهل وقال له:
    “إنَّ الناموس يُوصي بأن تُحبَّ قريبك كنفسك، ولكنَّك تُحبُّ قريبك أكثر من نفسك، لذلك فإن القدير يبارككَ بنفسه”. ولـمَّا قال الملاك ذلك الكلامَ جاء صوتٌ من السماءِ من فم الربِّ مُبارِكاً الأخ ثلاثَ مرَّاتٍ بقوله … “فلتكن مُبارَكاً”.

    “علامة الكمال الروحي أن يفرح الواحد لتقدم قريبه وعلامة النّية السيئة أن يحزن الواحد لتقدم رفيقه”
    (القدِّيس أفرام السوري)

    Comments

    comments

  • أبانا الذي في السموات

    أبانا الذي في السموات (قصة روحية)

    دخلت إحداهن إلى الكنيسة للصلاة كعادتها و جلست على احد مقاعد الكنيسة و ابتدأت بالصلاة: أبانا الذي في السموات..
    و هنا سمعت صوتا يقول لها نعم أنا هو ماذا تريدين؟
    قالت بذعر أنا هنا لأتلو الصلاة الربانية
    فقال لها: اعرف فانا أراك تأتين كل يوم على أية حال أكملي الصلاة..
    تابعت السيدة صلاتها: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” أحقا تريدين مشيئتي أن تتم على الأرض؟
    فكيف إذا لا تهتمي لها في حياتك و تفعلين مشيئتك أنت طوال الوقت بلا مبالاة؟..
    أكملي الصلاة لنرى…

    رفعت السيدة عينيها و قالت بنبرة حزن: الحياة مليئة بالمغريات و من الصعب الوقوف أمامها !
    – “مليئة بالمغريات نعم و لكن لم تطلبي معونتي قط..”
    أكملي..
    و أخذت تكمل الصلاة: “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” ولماذا كنت تتذمرين بسبب معيشتك و تعترضين على ما عندك كل يوم دون رفع شكر بسيط لأجل خبزك اليومي الذي لم ينفذ قط؟
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة الصلاة و هي متفكرة بكل هذه الأمور : “اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا”
    و هنا أيضا قاطعها مجددا: ” متى أخر مرة غفرت لأخيك أو جارتك أو زميلتك في العمل ؟
    لماذا تطلبين الغفران و أنت لم تغفري؟ أنا أرسلت ابني الوحيد ليمت بدلا عنك على الصليب غفرانا لخطاياكي
    أما أنت فلم تغفري…
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة و الدموع ابتدأت تترقرق في عينيها ” و لا تدخلنا في تجربة”
    “أنا لم أدخلك في تجربة قط! أنت من كان يركض إليها لأنك كنت تقومين بما تمليه عليه إرادتك.
    لم تفكري يوما قط باستشارتي أو حتى طلب إرادتي في حياتك.
    أكملي الصلاة..

    – “بل نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد من الآن و إلى الأبد آمين”
    “لقد نجيتك من شرور كثيرة و لكنك كنت مشغولة بأمور الحياة فلم تعيريني اهتمامك و لم تلاحظي محبتي لك.
    يا ابنتي الصلاة هي اتصالك الشخصي بي..
    وعندما تأتي إلي لتصلي تكون إذني صاغية لصلاتك عندما تكون نابعة من القلب.
    الصلاة هي شركة معي و ليس فرض. فلا ترددي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك.”

    و هنا ابتدأت السيدة بالبكاء و رفعت عينيها نحو الصليب المعلق على حائط الكنيسة
    و قالت أشكرك أبي السماوي لأنك فتشت عني مرتين:
    مرة بموت ابنك على الصليب و مرة أخرى بجذبي إليك. اغفر لي أبتي و اقبلني ابنة لك.
    خرجت السيدة من الكنيسة و هي واثقة بان أبوها السماوي راض عن صلاتها البسيطة هذه لأنها كانت نابعة من القلب!

    “وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم. فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم”
    متى 6 :7 – 8

    Comments

    comments

  • طفلان فى مذود واحد

    طفلان فى مذود واحد (قصّة ميلادية)

    كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد.
    أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر.
    أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الإنبهار.
    البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.

    بعد الإنتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود.
    وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي.
    فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة.
    في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن.
    كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.

    انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد.
    وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا.
    بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله.
    أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!

    وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟
    شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة.
    وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود.
    بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: “عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟”
    فقلت له: ” أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لى يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟
    فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة…. وهكذا سألت يسوع، “لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟”
    ويسوع قال لي “أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي”.
    وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!!

    وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب.
    لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا.
    ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  قصص روحية

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا يسوع ومريم ومار يوسف وجميع الملائكة والقديسين ساعدونا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

اعلان

Facebook