تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الرابع والعشرون

العبادة لقلب يسوع الأقدس

اليوم الرابع والعشرون (تأمل في ان العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة):

ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته.
وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم (لو 9 : 56).
وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً.
ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى  ، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض.
فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا.
فهذه طلبة لا يردها قد واياها خاصة عنى بقوله: ((اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، أقرعوا يُفتح لكم)) (متى 7 : 7). 

اذا كان يسوع المخلص لا يريد ان يقبلنا كما قبل الأبن الشاطر، فلما تجسد وتألم ومات وصار لنا مخلصاً؟  ولما أعلن لنا في هذه الأيام التي بردت فيها المحبة وكثرت شرور البشر عبادة قلبه الأقدس وكلمنا بلسان عبادته هذه على شدة محبته لنا وخلاصنا مكرراً عليناً عباراته الرقيقة التي قالها لتلاميذه ورسله وهي: ((ثقوا انا هو لا تخافوا)) (مر 6 : 5)، ((تعالو اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فأريحكم)) (متى 9 : 13)، ((اني أريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آتِ لادعو الصّديقين بل الخطأة)) (متى 9 : 13). 
أليست غاية ربنا يسوع من جميع هذه الأقوال ان يحملنا على الدنو منه وعلى محبتهِ والثقة بهِ وان كنا خطأة.
وعلى هذا اسمع القديس أوغسطينوس يقول: ((اني لا اجزع قط عند مشاهدتي كثرة خطاياي إذا ما تذكرتُ موت مخلصي لأن خطاياي لا تغلب ميتة مثل هذه الميتة، فالمسامير والحربة تصرخ إلي قائلة: انك يا هذا قد غفرتَ حقاً وتصالحتَ انت والمسيح ان كنت تحبه، وقد فتحتُ لكَ حربة الجندي جنب يسوع فإذا ما دخلتهُ ارتحت بأمان)). 

خبر:

جاء في حياة القديسة كاترينا السيانية (إيطاليا 1347 – 1380) ان الشيطان الخبيث عدوُ النفوس الطاهرة كان يثير في مخيلتها تصورات رديئة دنسة.
وفي ذات يوم اشتدت فيها التجربة حتى ضنت ان الله قد تركها، غير ان حبها له تغلبَ على هذه التجربة فهتفت: كلا يا إلهي كلا، لا شيء يفصلني عن محبتكَ.
إختفِ عني ما شئت ولا تفتقدني قط، إذا شئت ذلك شارحة غير اني احبكَ من كل قلبي حيث ما كنت ولا يستطيع الزمان ولا الابدية ان يزعزعا  عزمي هذا.
وفي يومٍ آخر احدقت بها جماعة من الشياطين فهجم عليها احدهم وكان اكثرهم جسارة هاتفاً: ((يا شقية ألا تزالين على حياتكِ هذه، إذا قاومتينا اضطهدناكِ حتى الموت))، فشعرت كاترينا إذ ذاك بضعف في قواها لقوة الشياطين، ولما غابو عنها ظهر لها المخلص مملوءاً جودة فقالت له: اين كنت يا رب مدة هذه العاصفة ؟ أجابها يسوع اني كنت في وسط قلبكِ.
قالت كاترينا متعجبة: كيف كنت في وسط قلبي وقد اضحى مأوى لأفكار سمجة للغاية؟ أجابها يسوع: هل ابهجتكِ هذه الأفكار ام احزنتكِ؟
قالت كاترينا: انها احزنتني حزناً عظيما واستقبحتها غاية الأستقباح.
اجابها يسوع من أعطاكِ هذا الحزن واولاكِ هذا الاستقباح غيري انا الذي كنتُ مختفياً في قلبكِ؟ ثم غابَ، تاركا اياها في تعزية عظيمة.

إكرام:

اتل فعل الرجاء ثلاث مرات واضف إليه كل مرة هذه النافذة:

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

يا قلب يسوع الأقدس انت رجائي ونصيبي في أرض الأحياء (مز 141 : 6).

Comments

comments

  • العبادة لقلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الرابع والعشرون

    اليوم الرابع والعشرون (تأمل في ان العبادة لقلب يسوع الأقدس تحمل على الثقة):

    ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته.
    وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم (لو 9 : 56).
    وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً.
    ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى  ، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض.
    فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا.
    فهذه طلبة لا يردها قد واياها خاصة عنى بقوله: ((اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، أقرعوا يُفتح لكم)) (متى 7 : 7). 

    اذا كان يسوع المخلص لا يريد ان يقبلنا كما قبل الأبن الشاطر، فلما تجسد وتألم ومات وصار لنا مخلصاً؟  ولما أعلن لنا في هذه الأيام التي بردت فيها المحبة وكثرت شرور البشر عبادة قلبه الأقدس وكلمنا بلسان عبادته هذه على شدة محبته لنا وخلاصنا مكرراً عليناً عباراته الرقيقة التي قالها لتلاميذه ورسله وهي: ((ثقوا انا هو لا تخافوا)) (مر 6 : 5)، ((تعالو اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فأريحكم)) (متى 9 : 13)، ((اني أريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آتِ لادعو الصّديقين بل الخطأة)) (متى 9 : 13). 
    أليست غاية ربنا يسوع من جميع هذه الأقوال ان يحملنا على الدنو منه وعلى محبتهِ والثقة بهِ وان كنا خطأة.
    وعلى هذا اسمع القديس أوغسطينوس يقول: ((اني لا اجزع قط عند مشاهدتي كثرة خطاياي إذا ما تذكرتُ موت مخلصي لأن خطاياي لا تغلب ميتة مثل هذه الميتة، فالمسامير والحربة تصرخ إلي قائلة: انك يا هذا قد غفرتَ حقاً وتصالحتَ انت والمسيح ان كنت تحبه، وقد فتحتُ لكَ حربة الجندي جنب يسوع فإذا ما دخلتهُ ارتحت بأمان)). 

    خبر:

    جاء في حياة القديسة كاترينا السيانية (إيطاليا 1347 – 1380) ان الشيطان الخبيث عدوُ النفوس الطاهرة كان يثير في مخيلتها تصورات رديئة دنسة.
    وفي ذات يوم اشتدت فيها التجربة حتى ضنت ان الله قد تركها، غير ان حبها له تغلبَ على هذه التجربة فهتفت: كلا يا إلهي كلا، لا شيء يفصلني عن محبتكَ.
    إختفِ عني ما شئت ولا تفتقدني قط، إذا شئت ذلك شارحة غير اني احبكَ من كل قلبي حيث ما كنت ولا يستطيع الزمان ولا الابدية ان يزعزعا  عزمي هذا.
    وفي يومٍ آخر احدقت بها جماعة من الشياطين فهجم عليها احدهم وكان اكثرهم جسارة هاتفاً: ((يا شقية ألا تزالين على حياتكِ هذه، إذا قاومتينا اضطهدناكِ حتى الموت))، فشعرت كاترينا إذ ذاك بضعف في قواها لقوة الشياطين، ولما غابو عنها ظهر لها المخلص مملوءاً جودة فقالت له: اين كنت يا رب مدة هذه العاصفة ؟ أجابها يسوع اني كنت في وسط قلبكِ.
    قالت كاترينا متعجبة: كيف كنت في وسط قلبي وقد اضحى مأوى لأفكار سمجة للغاية؟ أجابها يسوع: هل ابهجتكِ هذه الأفكار ام احزنتكِ؟
    قالت كاترينا: انها احزنتني حزناً عظيما واستقبحتها غاية الأستقباح.
    اجابها يسوع من أعطاكِ هذا الحزن واولاكِ هذا الاستقباح غيري انا الذي كنتُ مختفياً في قلبكِ؟ ثم غابَ، تاركا اياها في تعزية عظيمة.

    إكرام:

    اتل فعل الرجاء ثلاث مرات واضف إليه كل مرة هذه النافذة:

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس انت رجائي ونصيبي في أرض الأحياء (مز 141 : 6).

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر)

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثلاثون

    اليوم 30 (تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر):

    إن يسوع المسيح منحنا نفسه وسلمنا اياها التسليم، أما قاله الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نعمه وإحساناته.
    فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟ انه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انه يلتمس قلوبنا لأنها تخصه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرب يوماً القديسة مارغريتا قائلآ لها: (ماذا تطلبين يا ابنتي؟)
    قالت: (ان ما أشتهيه واتمناه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي).
    حينئذ قال لها المخلص الحبيب: (انما أنا أيضاً اطلب قلبك ).
    وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضا قلب يسوع الأقدس.
    فيا للعجب ان قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادا لطلب الإنسان ولايمل من التفتيس عليه ناشدآ اياه لذاته كأنه لا يمكنه ان يستغني عنه.
    فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: يا بني أعطني قلبك، أرجع اليمن كل قلبك، يا اروشليم طهري قلبك، وأمحي أدران ادناسك، وأحبي الرب من كل قلبك. ترى هل يحتاج قلب يسوع إلى شيء؟ واذا احتاج لشيء أيستطيع قلب الأنسان ان يسد عوزه؟ فما هي الكنوز التي هي في هذه القطعة الصغيرة حتى انه يغار عليها؟ فما يغار عليها إلا لأن القلب هو اول جميع الهبات وهو الذي يجعلها مقبولة.
    على ان يسوع لا يعتبر ما يقدم اليه بموجب حركات القلب وعوطفه.
    الا فأسمعو يا بني البشر وأعملوا ان يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لاتميل قلوبكم الى المحبة، لأنه لا حياة لها الا بالمحبة، ولا تستطيع ان تحب من دون تبيع ذاتها او تمنحها هبة.
    فأن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقه غير الذي خلقه؟ ان العالم يطلب قلبك ليجعله جهنم، أما قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيماً.

    خبر:

    ان أعظم آفة لمحبة يسوع المسيح هي ملاهي العالم وأباطيله.
    جاء عن القديسة تريزية الكرملية انها كانت منذ نعومة اضافرها مثالآ في الفضيلة والتقوى، بذل أبواها قصارى مجهودهم ليحسنا تربيتها ويجعلاها تحيا الله،فحققت أمانيها بتقدمها السريع في الكمال المسيحي وفي حب الله. ولكنها لما بلغت الثانية عشرة من عمرها فقدت والدتها الورعة وبدأت تسلك خلاف سلوكها الأول، فأحبت قراءة الروايات الخيالية، فضعف فيها للوقت حب الله وأشتد في قلبها حب العالم وجعلها ترغب في الزهو والعجب وتطلب مصاحبة الناس ومديحهم ومشابهتهم في الملابس والزينات والملاهي، واوشكت في عيشتها هذه ان تنتهي الى هاوية الهلاك لو لم يترأف الله عليها ويعيدها اليه نت تيه الأباطيل وطريق الشر، فكان مثالها خير شاهد على الأضرار الجسيمة اللاحقة بالنفوس التي تقدم محبة العالم وأباطيله على محبة يسوع المسح وصليبه.

    إكرام:

    افحص ضميرك لتعرف العادة المتسلطة عليك بالأكثر واقصد منذ استيقاظك. صباحآ ان تسهر على تلك النقيصة لتجتنب وقوعك فيها.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اعطيك قلبي.

     

    Comments

    comments

  • الشكر لقلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع والعشرون

    اليوم التاسع والعشرون ( تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس):

    إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عدداً وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.
    ففي الخلقة أخرجنا الله من العدم وأرانا نور الحياة وأعد لنا في أنواع الحيوان والنبات والجماد كل ما يحتاج إليه جسدنا من طعام وشراب وكسوة.
    وفي سر التجسد  أخلى ذاته لأجلنا وصار انسانا مثلنا وجاء في طلبنا وهدايتنا الى الطريق الحق الذي ضللنا عنه.
    وفي سر الفداء وفي عن خطايانا وتألم ومات على الصليب وبذل نفسه دوننا وسكن غضب الله ابيه علينا ونجانا من عذاب الجحيم ومن الهلاك الأبدي الذي استحققناه بذوبنا ومآثمنا. وفي سر القربان المقدس اعطانا جسده ماكلاً حقاً ودمه مشرباً حقاً لنحيا به حياة مسيحية مقدسة الهية ويكون لنا عربون المجد الأبدي فمن الذي أحسن الينا مثل هذه الإحسانات الجلية؟
    ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات).
    وقال لها ايضاً: (ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس).

    خبر:

    جاء عن القديس فرنسيس سالس (فرنسا 1567 – 1622 ) الذي صارع الملائكة في محبته ووداعته انه لاقى ذات يوم رجلاً كان يبغضه بغضاً شديداً لداعي الحسد ولا يفتأ يهينه ويشتمه حيثما وجده، فاقترب منه القديىس وأمسكه بيده وقال له بمحبة: (اني عالم بأنك عدوي وتبغضني بغضآ شديدآ. ولكن تحقق انك وان قلعت احدى عيني فلا أزال أعاينك في العين الأخرى معاينة الأحباء).
    غير ان جميع المعاملات الودية التي ابداها القديس نحو عدوه لم تلين فيه وبغضته حتى تجاسر ذات يوم وأطلق على رئيسه البار عبار نار طالبآ قتله فاصاب الرصاص كاهنآ أخر وصرعته للوقت مائتاً. فحكم على القاتل بالسجن ثم بالأعدام. فأراد القديس فرنسيس ان يدافع عن عدوه وقاتل كاهنه ويبرره، وأمكنه بدالته على الملك ان يأخذ من جلالته صك العفو عن القاتل. فذهب هو نفسه بهذا الصك إلى السجن ليبشر المجرم بعفو الملك عنه ويحمله بهذا الأحسان الجزيل على الرجوع عن بغضته وعداوته، غير ان هذا التعس الحظ لما شاهد الحبر القديس داخلآ إليه بصك الغفران، بصق في وجهه وبالغ في شتمه ومسبته كعادته.
    فتعجب إذ ذاك القديس من قساوة هذا الرجل وقال له: (إعلم إني خلصتك من يد العدالة البشرية ولكنك إذا اصررت على عداوتك ولم تتب ستقع في يد العدالة الإلهية التي لن يستطيع احدآ ان يخلصك منها).

     إكرام:

    لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اني اشكرك على جميع إحساناتك إلي.

     

    Comments

    comments

  • تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثامن والعشرون

    اليوم الثامن والعشرون (تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس):

    لنصغ الى ما يتشكى منه قلب الهنا الحبيب وهو علامة جديدة على عظم حبه لنا، لأنه لو لم يحب لما تشكى.
    فقال: (ما الذي اقتضى ان افعله لأجلك يا شعبي ولم أفعله. أجيبوني يا أنها المسيحيون وقولوا بماذا احزنتكم.
    ألست أنا الذي ميزكنم من بين أمم ساكنة في الظلمة وظلال الموت وأشركتكم في نعمة الأيمان الفائقة كل نعمة ؟ اما أنتم فتركتموها عقيمة في ارض نفوسكم الجدباء. كنتم كرمة كثيرة الأغصان، غرستها بيدي وسقينها بدمي، ولكني لم أذق منكم إلا علقمآ إذ انكم سقيتموني عند عطشي خلآ ومرارة. طعنتم جنب مخلصكم طعناً فاق الحربة وذلك بفتوركم وقلة معروفكم.
    أنا هرقت دمي كله الى آخر نقطة لأجلكم وأنتم أي أعتبار تعتبرونه وأي فائدة أجتنيتم منه.
    دعوتكم الى وراثتي وملكوتي وأنتم وضعتم قسبة في يدي عوض الصولجان الملكي وكللمتموني بأكليل من شوك عوض التاج.
    كل ذلك بتقلبات قلوبكم وكبريائكم وتشامخ أخلاقكم.
    أنا بأتخاذي ناسوتكم رفعتكم وأشركتكم في لاهوتي وأنتم علقتموني على خشية العار وأهنتموني.
    أطعمتكم لا ما أكله أباؤكم وماتو، بل خبزآ نزل من السماء يحوي الحياة الدائمة وأنتم مزقتم جسدي السري حتى انكم وصلتم الى نكران هذا الاحسان الجليل الذي أدهش ملائكة السماء فيا جميع عابري الطريق، تأملو وأنظروا هل من وجع مثل وجعي ؟) (مراثي 1 : 12)
    وقد تشكى ايضاً هذا المخلص الألهي تشكياً صعبآ الى عبدته الأمينة مرغريتة مريم إذ كشف لها قلبه وقال لها: (ها هي ذي جراحات أصابتني من شعبي المختار. فقد اكتفى غيرهم بجلدهم جسدي، أما هم فمزقوا قلبي الذي لا يبرح مغرمآ بمحبتهم).
    فيا أيها المسيحيون أنصتوا الى تشكيات مخلصكم.
    (اليوم ان انتم سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم) (مز 94 :8)
    طوبى لكم اذا ما أختاركم قلب يسوع الأقدس كما أختار يومآ رسله الكرام لكي تكفروا عما يلحق به من الأهانات وتعزوه في وحدته.
    فأزدادو اذاً أمانة في تعبدكم لهذا القلب الأقدس وتعاهدوا معه على انكم لن تتركوه ابدآ وذلك بحوله تعالى.

    خبر:

    كان القديس بطرس الشهيد راهبآ دومنيكياً، وبينما كان يصلي ذات يوم ظهرت له القديسة سيسيلية والقديسة اغنيسة، فشرعوا يتفاوضون زيرتلون معآ مجد الرب.
    فسمع الرهبان ذلك فجاؤا ودخلو حجرة القديس فرأوا عنده امرأتين، فأنصرفوا متشككين وحكوا ذلك للرئيس.
    فجاء الى بطرس وقال له: ويحك يا مغضوبآ عليه، من أذن لك في تدخل نساءآ في الدير؟ ثم عقد مجلساً من الأخوة فحكم عليه بالسجن.

    إكرام:

    كن موافقآ لأرادة الله في جميع محن الزمان وصروف الدهر واحتملها بدون تشك.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني اشك في حكمة تدابير عنايتك الألهية.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات شهر قلب يسوع الأقدس

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا يسوع ومريم ومار يوسف وجميع الملائكة والقديسين ساعدونا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

اعلان

Facebook