ارمِ بنفسك

little boy with god

خرج الأب ليشتري بعض الأشياء وترك إبنه وحيداً فى المنزل، وبعد فترة من خروجه حدث حريق أسفل المبنى منع السكان من الخروج واضطرب السكان وخاف الجميع وابتدأوا يلقون بأنفسهم من الشرفات أو يصنعون من الأغطية حبالاً وينزلون والدخان الأسود يتصاعد و يحجب عنهم الرؤية.

عاد الأب وشاهد إبنه حبيبه يقف على سور الشرفة والدخان المتصاعد يحيط به ولا يقوى على عمل أي شيء والنيران تقترب منه، فنادى عليه… يا إبني.. .يا حبيبي أتسمعني؟ أنا والدك… إني أراك ولكنك لا تراني لأن الدخان يعمي عينيك… فلا تخف… أنا هو… ثق في وإرمِ بنفسك وستجد أحضاني في انتظارك.

سمع الإبن الصوت… صوت أبيه الذي يحبه ولكنه خاف وتردد… وابتدأ يفكر في إحتمالات كثيرة وقال الإبن…. لا أستطيع يا أبي… لا أقدر أن أرمي بنفسي من الأفضل أن أعمل مثل باقي السكان فأصنع حبالاً من الأغطية وأحاول الوصول إليك بها ولكنها قد تحترق… أو أنتظر قليلاً فقد تبتعد النيران عن الشرفة… ولكن هذا غيرمؤكد… آه يا أبي… لست أدري ماذا أفعل… إنى خائف.

وهنا صاح الأب بصوت كسير وحزين ولكنه مفعم بالحب… إذا كنت تحبني وتثق في إرمِ بنفسك… لا تفعل شيئاً ولا تحاول أن تفعل… فقط ثق ولا تخف… إني أراك يا إبني… سأمسك بك وآخذك في أحضاني، إني فاتح ذراعي وأحضاني فى إنتظارك… هيا لا تضيع حياتك… أرجوك بل أتوسل إليك يا إبني.

وأغمض الإبن عينيه وترك كل محاولاته العقيمة ورمى بنفسه فى وسط الدخان واثقا من أبيه لأنه لم يكن هناك أى منقذ آخر.
وفجأة وجد نفسه فى أحضان أبيه الذي قال له بحب وعتاب: يا إبني… لماذا شككت؟ ألا تعرف أني أحبك وإنك جزء مني؟ فنظر إليه الإبن والدموع في عينيه فرحاً بأحضان أبيه ونادماً على عدم ثقته فيه…

هذه هى قصة كل واحد منا، نار الأبدية تقترب منا… ودخان العالم يعمي أعيننا ويخنقنا، ونحن نحاول أن نصنع حبالاً وهمية نتعلق بها، والرب ينادي علينا فهل نسمع صوته ونؤمن ونثق فيه؟…

لنصلِّ

اعطني يا رب أن أؤمن بك الإيمان كله. اعطني أن أحبك وأثق بك في كل شيء، وأؤمن أنك تفعل بي خيراً مهما كانت الدنيا مظلمة أمامي.
أنا أعرف أنك صانع الخيرات، وأنك محب، وأنك ترى كل شيء، وقادر على كل شيء.
ومع ذلك كثيراً ما أضعف.. فأعن ضعف إيماني… لقد آمنت بك يا رب ..فزدني ايماناً..!
آمين

Comments

comments

  • انتظار الرب

    ثق أن الله يعلم ما تمر به …هو معك

    وأما منتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون اجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون…. (أش 40 : 31)

    تحدي حقيقي للمؤمن هو الانتظار…..

    إنتظار العمل…. إنتظار الشفاء…. إنتظار شريك حياة من الرب…. إنتظار نهاية أمر… أو بداية أمر…. إنتظار وعد من الرب…

    ثق أن الله يعلم ما تمر به… هو معك فى هذا التحدي.
    تحتاج أن ترفع عينيك من على الظروف و تنظر اليه وحده…. وتتعلق به…

    “لانه تعلق بي انجيه. ارفعه لانه عرف اسمي” (مز 91: 14)

    الكتاب يقول أن فترة الانتظار هذه هى ليست بلا فائدة لأولاد الرب بل هي فترة تجديد للقوة و تحليق فوق قمم الجبال….

    “وأما منتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون”…. (أش 40: 31)

    أنت إبن لله فإنتظر الرب فخلاصه قريب.

     

    Comments

    comments

  • أين الله في عصر الإرهاب؟!

    أين الله في عصر الإرهاب؟!

    سؤال كثيراً ما يتردد على ألسنة المتألِّمين الَّذين أضعفت التجارب إيمانهم، فما أكثر القلوب الجريحة المضطربة، الَّتي تريد أن تقذف بكل ما بداخلها من ثورة وبركان، فتأتي ثورتها ضد الله كما لو كان له المجد هو مصدر البلايا والشرور في الكون!

    الله موجود، هذه حقيقة وليس في الكون نقطة واحدة إلاَّ ويوجد فيها الله، فهو القُدُّوس الَّذي “مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” (إش3:6)، والداخل في كل شيء والخارج عن كل شيء، وهو أقرب إليك من نفسك، إنَّه يُخاطبك لكنَّك لا تسمعه بسبب ضجيج أفكارك ورغباتك الهائجة، ولو كان لك عين روحيّة لكنت تراه في لمعان النجوم!

    أمَّا آلام هذا الدهر فليست من صنع الله، كل مشاكل الحياة أوجدها الإنسان، فالله لم يخلق الشر إنَّما الشر وجد عندما ابتعد الإنسان عن الخير، فمنذ أن سقط آدم انفتح باب الجحيم وانبثق شعاع الألم، ليرسم صورته الحزينة على وجوه البشر، كل البشر، أمَّا جرثومة الإثم فانتشرت في كيان الإنسان حتَّى إنَّ: “الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً، لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ ” (رو13:3).

    ولكن أليس لله قدرة أن يمحو الشر ويقضي على كل الأشرار في العالم، ليعيش الناس في سلام كما يتراءى للبعض؟ نعم، فالله يستطيع “كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ” (أي2:42) وقد حدث ذلك مرّة أيام نوح، فعندما كثر شر الإنسان وتلوَّثت الأرض بالفساد وأراد الله أن يُنظّفها، أنزل عليها ماء الطوفان، فمات الأشرار وتنقّت الأرض واغتسلت من قذارتها، ولكنَّها عادت وتلوَّثت من جديد، فالمشكلة إذاً في أعماق الإنسان الَّذي: “كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ” (تك5:6)، ولهذا في مثل الزوان عندما طلب العبيد، أن يذهبوا ويجمعوا الزوان من بين الحنطة، رفض السيِّد من أجل نمو الحنطة، فإذا قلعوا الزوان ربَّما قلعوا الحنطة معه (مت30:13)، وإن لم يوجد بين الحنطة زوان فصدقوني سوف يخرج من القمح زوان، فهل كان في الفردوس زوان؟ ألم يخرج الزوان من آدم؟!

    فلا يزعجنّك وجود الخطاة في العالم وتحكّمهم في المؤمنين، فليس الأشرار الَّذين يقلقوننا سوى كومة من التبن كما يقول القديس أُغسطينوس، أمَّا أنت فحبّة حنطة، فإن كان التبن يُغطيك ويخفي ملامحك ويكتم على أنفاسك، فثق أنَّ يوم التذرية قريب، سيأتي يوم الدينونة العظيم فيُرفع التبن عن القمح ويُحرق بالنار، فتحمّل أيها الحبيب ضغط التبن عليك، ولا تبتعد عن البيدر الَّذي هو الكنيسة، لأنَّك إن كنت حنطة خارج البيدر فسوف تأكلك الطيور.

    ربَّما تهيج وتضطرب في كل مرَّة ترى فيها الأشرار يتنعَّمون بالخيرات، والأبرار يرزحون تحت ثقل المصائب والضيقات، وتقول في نفسك: أهذا عدلك يا رب أن يسعد الأشرار ويشقى الأبرار؟! فيجيبك الله: وأنت أهذا إيمانك؟ هل وعدتك بهذه الأشياء على الأرض؟ هل صرت مسيحياً لتتنعم في حياتك؟ ألم أقل لكم في العالم سيكون لكم ضيق؟ ألم تقرأ كلامي عن الباب الضيق وضرورة حمل الصليب؟ فلا تنظر إلى ما يسمح به الله للأشرار، بل اُنظر دائماً إلى ما يحتفظ به للأبرار.

    لقد تألم أيوب حقاً لكنَّ الله لم يتركه، أثناء التجربة كان التخلّي واضحاً، لكن من يقرأ خاتمة سفر أيوب، يرى أنَّ الله قد بارك آخرة أيوب أكثر من أولاه، وأعطاه نفس الأولاد الَّذين فقدهم في التجربة: ثلاث بنين وسبعة بنات (أي42)، والآن لنسمع ما يقوله أيوب عندما تكثر تجاربنا: “طُوبَى لِرَجُلٍ يُؤَدِّبُهُ اللهُ، فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ..” (أي5: 17- 21).

    قد لا نفهم الله أثناء التجربة، وكثيراً ما نعترض على سياسته وأحكامه، لأنَّ ظلام الألم يحجب كل شيء عنَّا، لكن ما أن تمر الضيقة أو تنتهي التجربة.. حتَّى تتجلّى أمامنا الحقيقة بوضوح، عندئذ نقول: “مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاءِ!” (رو33:11).

    أليس النحات لكي يصنع تمثالاً جميلاً، يكسر ويثقب في المرمر بالمطرقة والأزميل؟
    ألا يستخدم الرسام اللون الأسود، بل ويُضيفه إلى الألوان الأُخرى الهادئة الجميلة لتخرج أيقونته كما يريد؟ هكذا الله أيضاً كثيراً ما يستخدم آزاميل التجارب وسواد الأشرار، حتَّى تظهر صورة الأبرار في أروع منظر لها.
    فلا تقل أين الله عندما أتألم؟ لأنَّ الله معنا، في أحزاننا وأفراحنا وهو يعرف احتياجاتنا، قد لا يُبعد عنَّا الضيقات، ولكنَّه يعطينا القوّة حتَّى نجتازها، وإن كان في بعض الأوقات يبدو ساكتاً، إلاَّ أنَّه كما قال صفنيا النبيّ: “يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ” (صفنيا17:3) وإن كان الله لم يعطنا وعداً بأن تكون سماء حياتنا خالية من الغيوم، إلاَّ أنَّه قد وعدنا بأنَّه سيكون معنا دائماً: “هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الدهرِ!” (مت20:28)، فإن “كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا؟!” (رو31:8) وإن كانت السماء هى مسكننا الأبدي فلماذا نريد أن تطول أيامنا على الأرض؟!

    Comments

    comments

  • فيلم قصير رائع عن الايمان (Beleive)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • المحبة

    المحبة (قصة روحية)

    قيل إنَّ ناسِكَيْن كانا يسكنان معاً، وإنَّ أحدهما اكتسب محبّةً كبيرةً لقريبه وكان يدبر كلّ وسائل الراحة لأخيه ويعتني بخدمته، مقتنعاً أنَّ كلّ ما كان يعمله لأجل أخيه كان يعمله للمسيح. ولذلك فقد استحق نعمةً عظيمةً من الربّ بسبب محبته الفائقة اللطف والرّقة. ورأى الربُّ تواضعه الفريد ومحبته الكاملة، فأرسل ملاكاً ليباركه.

    ولأنَّ الأخ رأى في نفسه أنَّه لم يكن مستحقاً لمثلِ تلك النعمة، أخذ يقول للملاك:
    “لا شكَّ أنَّكَ أُرسلتَ إلى شخصٍ آخر، لأنني أنا غير مستحق”.

    ولـمَّا أصرَّ الملاك أن يباركه.
    قال الناسك: إن كان الربّ حقّاً قد أرسلك لكي تباركني أنا غير المستحق ، فَبَارِك الأخ الذي معي ولي ثقةٌ أنني سأكون مُباركَاً !

    “فلمَّا رأى الملاك عِظَمَ محبته ذُهل وقال له:
    “إنَّ الناموس يُوصي بأن تُحبَّ قريبك كنفسك، ولكنَّك تُحبُّ قريبك أكثر من نفسك، لذلك فإن القدير يبارككَ بنفسه”. ولـمَّا قال الملاك ذلك الكلامَ جاء صوتٌ من السماءِ من فم الربِّ مُبارِكاً الأخ ثلاثَ مرَّاتٍ بقوله … “فلتكن مُبارَكاً”.

    “علامة الكمال الروحي أن يفرح الواحد لتقدم قريبه وعلامة النّية السيئة أن يحزن الواحد لتقدم رفيقه”
    (القدِّيس أفرام السوري)

    Comments

    comments

  • أبانا الذي في السموات

    أبانا الذي في السموات (قصة روحية)

    دخلت إحداهن إلى الكنيسة للصلاة كعادتها و جلست على احد مقاعد الكنيسة و ابتدأت بالصلاة: أبانا الذي في السموات..
    و هنا سمعت صوتا يقول لها نعم أنا هو ماذا تريدين؟
    قالت بذعر أنا هنا لأتلو الصلاة الربانية
    فقال لها: اعرف فانا أراك تأتين كل يوم على أية حال أكملي الصلاة..
    تابعت السيدة صلاتها: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” أحقا تريدين مشيئتي أن تتم على الأرض؟
    فكيف إذا لا تهتمي لها في حياتك و تفعلين مشيئتك أنت طوال الوقت بلا مبالاة؟..
    أكملي الصلاة لنرى…

    رفعت السيدة عينيها و قالت بنبرة حزن: الحياة مليئة بالمغريات و من الصعب الوقوف أمامها !
    – “مليئة بالمغريات نعم و لكن لم تطلبي معونتي قط..”
    أكملي..
    و أخذت تكمل الصلاة: “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” ولماذا كنت تتذمرين بسبب معيشتك و تعترضين على ما عندك كل يوم دون رفع شكر بسيط لأجل خبزك اليومي الذي لم ينفذ قط؟
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة الصلاة و هي متفكرة بكل هذه الأمور : “اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا”
    و هنا أيضا قاطعها مجددا: ” متى أخر مرة غفرت لأخيك أو جارتك أو زميلتك في العمل ؟
    لماذا تطلبين الغفران و أنت لم تغفري؟ أنا أرسلت ابني الوحيد ليمت بدلا عنك على الصليب غفرانا لخطاياكي
    أما أنت فلم تغفري…
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة و الدموع ابتدأت تترقرق في عينيها ” و لا تدخلنا في تجربة”
    “أنا لم أدخلك في تجربة قط! أنت من كان يركض إليها لأنك كنت تقومين بما تمليه عليه إرادتك.
    لم تفكري يوما قط باستشارتي أو حتى طلب إرادتي في حياتك.
    أكملي الصلاة..

    – “بل نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد من الآن و إلى الأبد آمين”
    “لقد نجيتك من شرور كثيرة و لكنك كنت مشغولة بأمور الحياة فلم تعيريني اهتمامك و لم تلاحظي محبتي لك.
    يا ابنتي الصلاة هي اتصالك الشخصي بي..
    وعندما تأتي إلي لتصلي تكون إذني صاغية لصلاتك عندما تكون نابعة من القلب.
    الصلاة هي شركة معي و ليس فرض. فلا ترددي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك.”

    و هنا ابتدأت السيدة بالبكاء و رفعت عينيها نحو الصليب المعلق على حائط الكنيسة
    و قالت أشكرك أبي السماوي لأنك فتشت عني مرتين:
    مرة بموت ابنك على الصليب و مرة أخرى بجذبي إليك. اغفر لي أبتي و اقبلني ابنة لك.
    خرجت السيدة من الكنيسة و هي واثقة بان أبوها السماوي راض عن صلاتها البسيطة هذه لأنها كانت نابعة من القلب!

    “وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم. فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم”
    متى 6 :7 – 8

    Comments

    comments

  • طفلان فى مذود واحد

    طفلان فى مذود واحد (قصّة ميلادية)

    كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد.
    أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر.
    أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الإنبهار.
    البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.

    بعد الإنتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود.
    وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي.
    فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة.
    في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن.
    كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.

    انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد.
    وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا.
    بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله.
    أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!

    وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟
    شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة.
    وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود.
    بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: “عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟”
    فقلت له: ” أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لى يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟
    فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة…. وهكذا سألت يسوع، “لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟”
    ويسوع قال لي “أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي”.
    وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!!

    وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب.
    لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا.
    ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  قصص روحية

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

أيها القديس مار انطونيوس البدواني المعظّم، يا من اوتي من الله حكمة سامية، اننا نلتجىء اليك ملتمسين شفاعتك ان تلتمس لنا نوراً وحكمة بهما نطّلع حق الاطّلاع على بطلان خيرات هذه الدنيا، حتى اذا ما جرّدنا قلوبنا عن محبة هذا العالم نضحي اهلاً لامتلاك السعادة الموعود بها. آمين.

اعلان

Facebook